بيكتريا الأمعاء تأكل بعض الأدوية وتقلل فاعليتها
بيكتريا الأمعاء تأكل بعض الأدوية وتقلل فاعليتها ، اكتشف باحثون أخيرًا دليلًا صلبًا عن الكيفية التي تتفاعل بها ميكروبات الأمعاء مع الأدوية لتشتت المسار المستهدف لتلك الأدوية. وقد ركز الباحثون على نوع من الدواء يسمى L-dopa وهو الدواء المستخدم لتقليل تداعيات مرض الباركنيسون وقد استطاعوا معرفة أي نوع من البيكتريا يهاجم هذا الدواء من بين مليارات أنواع البكتريا كما توصلوا للطريقة التي تتفاعل بها تلك البكتريا مع الدواء.
عندما تأكل فيشار أو رغيف خبز فأنت تحتاج لأكثر من قدرات جسمك لهضمهم فأجسامنا لا تستطيع هضم معظم الألياف الهامة. لذا فنحن نحتاج لعامل خارجي يساعدنا على الهضم، هذا العامل هو بيكتريا الأمعاء النافعة. فهذه البكتريا تقوم بتكسير تلك الألياف لتحولها لصورة يستطيع جسمنا التعامل معها وامتصاصها. لكن يبدو أن لتلك البكتريا دور مشبوه يناقد دورها المفيد.
في الدراسة التي نحن بصددها تبين أن بكتريا الأمعاء تقوم أيضًا بهضم الأدوية لتجعلها ربما أقل كفاءة أو بلا وظيفة إطلاقًا أو في بعض الحالات تحولها لمواد سامة أو ضارة.
يهاجم مرض الباركينسون الخلايا العصبية المنتجة لهرمون الدوبامين، والدوبامين ليس فقط مسؤول عن الإحساس بالسعادة لكنه أيضًا له دور هام في تنظيم الآداء العضلي في الجسم. لذا يحتاج مرضى الباركينسون إلى جرعات من الدوبامين لكي يقللوا الأعراض الناتجة عن ضعف إنتاج الجسم لهذا الهرمون الهام.
بيكتريا الأمعاء تأكل بعض الأدوية وتقلل فاعليتها
تم إقرار دواء يسمى L-dopa ليكون الصورة الدوائية للدوبامين، لكن تبين أن من 1% إلى 5% فقط من الدواء المعطى يصل إلى الدماغ على صورة دوبامين.
وقد تبين بعد مجموعة من الأبحاث أن بعض أنزيمات الجسم تقوم بتكسير L-dopa لذا تم إنتاج دواء يقاوم هذه الأنزيمات وتم تسميته carbidopa ورغم تحسن نسبة الفاعلية إلا أنها ظلت منخفضة عن المتوقع كما أن نسبة الفاعلية ظلت متغيرة بشكل كبير من شخص لآخر، لذا كان لابد من البحث عن سبب آخر لضعف الفاعلية هذا.
وقد تبين أن أحد البكتريا في الأمعاء تنتج إنزيم مشابه للإنزيم الذي يكسر L-dopa وأن هذا الإنزيم لا يتأثر بالتغير الذي أحدثه carbidopa لمقاومة أنزيمات الجسم، لذا فهو قادر على تكسير carbidopa. لم يكن إيجاد هذه البكتريا سهلًا فتخيل أنك تبحث وسط مليارات الأنواع من البكتريا، لكن الباحثون استطاعوا بأسلوب ذكي اكتشاف هذه البكتريا واستطاعوا أيضًا إيجاد مركب يوقف إنزيمها عن العمل بدون أن يقتلها حيث أن لها دور فعال في عملية الهضم.
وبالطبع لم يتوقف البحث عند ذلك بل بدأ الباحثون الآن مشروعًا يقومون فيه بدراسة تأثير البكتريا المعوية على بقية الأدوية وكيفية مقاومة التأثيرات الغير مرغوبة. سيسفر هذا البحث عن تحسن ملحوظ في كفاءة الأدوية وفي تقليل الأعراض الجانبية لها، حيث أن قلة كفاءة الدواء تجعلنا نأخذ نسب أكبر منه، وبما أن البكتريا أحيانًا تحول الدواء لمادة ضارة فإن نسب المواد الضارة تزداد بزيادة كمية الدواء التي نحصل عليها، لذا فمقاومة تأثير البكتريا على الدواء سيكون فعالًا جدًا في تقليل الأعراض الجانبية للأدوية بالتوازي مع رفع كفائتها.
اقرأ أيضاً
ماساتشوستس : معالج حاسوبي متطور من الأنابيب النانوية الكربونية