مقالات

جيوفاني فوتا يكتب: ناماستي

ترجمة: رامي ابراهيم

جيوفاني فوتا يكتب: ناماستي
جيوفاني فوتا يكتب: ناماستي

سلام

يحمل كل واحد منا بداخله قناعات عميقة يؤمن بها ويعتبرها الحقيقة المطلقة، ولا يفكر ابدا بأن يتساءل في صحة هذه القناعات.

واحدة من ضمن هذه القناعات ما يطلق عليه مبدأ “السببية” (النتيجة والسبب)، فقد تعودنا على التفكير بان كل نتيجة بالتأكيد لها سبب.

انا مبلل لأنها تمطر

انا سقط لانك دفعتني

انا اعاني لانك لا تحبني

يبدو ذلك منطقياً وطبيعياً بالنسبة لنا. يسري كل شئ في شكل خطي متسلسل ويتبع خط زمني دقيق. فهناك قبل وهناك بعد وما سيحدث بعد هو نتيجة ما حدث من قبل. كل شئ طبيعي، أليس كذلك؟ حسناً

ماذا سيحدث ان قلنا ان مبدأ “السببية” غير موجود ؟

كنا سنقول ان هذا سخيف! ومستحيل! ويجب ان تكون في وسط رفقة جيدة لتستطيع ان تقول ذلك! لأن أول من عارض ذلك بقوة (ان السببية غير موجودة) هو ألبرت أينشتاين وأكد استحالة عدم وجود مبدأ “السببية” ولإثبات ذلك قام بعمل توضيح يدعى مفارقة EPR (مفارقة أينشتين وبودولسكي روزن).

ولكن لماذا إهتم أينشتاين بنفسه بهذا ؟ لأنه في مرحلة ما في رحلة تطور فيزياء الكم عام 1926 قام إروين شرودنغر (صاحب جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933 وكان احد كبار الآباء المؤسسين لفيزياء الكم وصاحب المفارقة الشهيرة بإسم “قطة شرودنجر”) بإفتراض ظاهرة مذهلة. وتم إشتقاق هذه الظاهرة من معادلات فيزياء الكم عام 1935 واطلق عليها إسم “التشابك”.

نشأت فيزياء الكم نتيجة الاكتشافات العلمية بين عامي 1900 و 1932 ، والتي بدأت من العالم دون الذري ، عالم الجزيئات ، و الفوتونات والإلكترونات. ولكن الأمر يتعلق أيضًا بالإنسان.

إنها الرحلة التي تعطل عقولنا “الكلاسيكية”.ذلك لأننا نشأنا جميعًا بمفهوم الفيزياء الكلاسيكية، التي لا تزال تستخدمها عادة وسائل الإعلام والصحف وغالبًا العلماء أنفسهم. ومع ذلك ، تعمل كل التقنيات الحديثة فقط لأن فيزياء الكم النسبية تعمل. فيزياء الكم النسبية متناقضة تمامًا ومثيرة للحيرة ومثيرة للقلق وبالتأكيد غير بديهية.

بالنسبة لظاهرة التشابك ، يتضح أن هناك مبدأ لعدم “المحلية”، والذي تحدث من خلاله الظواهر كما لو أن كل الأشياء تكون في اتصال مباشر وفوري بدرجات متفاوتة مع بعضها البعض ، بغض النظر عن المسافة المادية أو الحالة.

على سبيل المثال ، إن كان هناك جسيمان متشابكان أحدهما هنا والآخر يبعد 100 سنة ضوئية ، فعندما أقوم بإحداث تغيير بالجسيم الموجود هنا ، فإن الجسيم الآخر يتغير أيضًا في نفس اللحظة بالضبط. ليس ذلك فحسب، فإن كان هناك جزيءان متشابكان أحدهما موجود في الوقت الحالي والآخر موجود قبل قرن ، فعندما أحدث تغيير في الجزيء الموجود اليوم ، فأنا أغير في الجسيم الموجود منذ قرن! وذلك يتعارض مع مبدأ السببية!.

أثار ذلك معارضة ألبيرت أينشتاين في عام 1935 وقام بتوضيح مفارقة ال EPR،وسميت بالأحرف الأولى من العلماء الثلاثة الذين أطلقوا عليها ، ألبرت أينشتاين ، بوريس بودولسكي وناثان روزن.

 

ظل التشابك مفهومًا نظرياً تجريديًا لفترة طويلة ، حتى عام 1964 عندما أثبت جون بيل جدواه ، ومنذ عام 1980 ظهرت تجارب تؤكد ذلك: فقد ظهر للمرة الأولى بشكل تجريبي من قبل آلان أسبكت ، ثم أنتون زيلنجر (“معلم” التحريك الكمي عن بعد) عندما قدم نظريات جديدة لا جدال فيها عن التشابك. واليوم تم إظهار التشابك على نطاق واسع في أساسيات أجهزة الكمبيوتر الكمومية ، وكذلك في طرق نقل المعلومات عن بعد، وتقنيات الحدود للمستقبل، والتي سيكون هناك الكثير للكتابة عنها.

 

يأتي جانب آخر من جوانب نظرية التشابك الكمي. فإذا تسببت نظرية التشابك ازمة مع ألبرت أينشتاين فقد عوضت النظرية ذلك بظهور واحد من أعظم عباقرة البشرية وهو كارل غوستاف يونغ.

كان كارل غوستاف يونغ صديقًا مقربًا جدًا مع وولفجانج باولي (صاحب جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1945) وقد فهم يونغ فيزياء الكم فهماً جيدًا. وعندما فهم التشابك ، حدد مبدأين أساسيين:

  1. مبدأ اللاوعي الجمعي
  2. مبدأ بالتزامن

لهذين المبدأين عواقب وخيمة في حياتنا اليومية. وتحدث كارل غوستاف يونج عن ذلك في مقدمته البارعة لأني تشينج. حيث قال يونغ وهو يعارض السببية: “إن السببية لها قيمة إحصائية بحتة. بحيث يصف التزامن إحتمالية حدوث الصدف، فعلى سبيل المثال ان خرجت بدراجتي هذا الصباح وثقب الإطار فذلك ليس من قبيل الصدفة ولكن تزامن ذلك مع الأحداث الجسدية والنفسية لي!” ويقول يونج دائماً أن الفيزياء الحديثة هي فيزياء نفسية! بحيث لا يمكن للمرء ان يفصل بين النفس عن الأحداث الجسدية.

لذلك ان وضعنا السببية جانباً وأخذنا التزامن كيف يمكن لنا معرفة ما سيحدث في حياتنا؟ لم يعد الأمر يستحق “لماذا !”. فسؤالنا “لماذا” لا معنى له بعد الآن.

لكن  الأمر يستحق حقيقة ان ما يحدث لنا معتمد (متزامن) مع حالاتنا النفسية ومع ما يحدث في العالم المادي ومع كل شئ وكل شخص في الكون!

بناءا على هذا المبداً قمت بتطوير تقنيات التدريب SQCTM Spiritual Quantum Coaching (التدريب الكمي الروحاني) وهي تقنيات تدريب تجد تفسيراتها في فيزياء الكم وايضا في الفيزياء الموحدة وفي الروحانيات القديمة. وبإستخدام مبدأ التزامن يجد المرء ان  العقل الباطن هو أصل الأحداق التي تحدث لنا في حياتنا اليومية.

وبفضل إرتباطنا ب “الحقل الكمي منتاهي الذكاء والحب” نقوم بتحويل كافة المعتقدات الموجودة في عقولنا اللاواعية والتي تعرقلنا في حياتنا الى معتقدات إيجابية تمنحنا الحب والامتنان والوفرة.

من هو جيوفاني فوتا (السيرة الذاتية لجيوفاني فوتا)

(1958) ، إيطالي ، مهندس إلكترونيات وحاسبات .عمل مسؤولًا فنيًا ومحاضرًا في كلية الفنون التطبيقية في تورينو (إيطاليا) ، وعمل كمهندس نظم في شركة IBM ، ورجل أعمال ومدير في العديد من الشركات في إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية ، بما في ذلك Sun Microsystems و” Rich Dad Coaching” مع Robert Kiyosaki. وهو عضو في جمعية ” Professional Past Life, Regression & Life Between Lives Therapy Association” في لندن. تخرج من “مدرسة SFERA للتدريب” في تورينو مع الأستاذ Giuseppe Vercelli. واحترف العلاج بتردد ثيتا (Theta Healing) مع Vianna Stibal  في ولاية ايداهو (الولايات المتحدة الأمريكية). تخرج من: ” Past Life Regression Therapy” مع Brian Weiss  في نيويورك ، و ” Regression Therapy” مع Andy Tomlinson  في لندن و حاصل على شهادة ” Advanced Hypnosis Skills Certificate ” من Hazel Newton  في المملكة المتحدة. و”سفير السلام” مع ” Jasmuheen”. تخرج من كلية ” Holistic Reflexologist Massager “. ومارس ال ” Transcendental Meditation “. وهو “مندوب مشروع الرنين الفيزيائي الموحد” مع Nassim Haramein. وهو مدرب ” Spiritual Quantum Coach” ™ ، ومنوم إيحائي ” Spiritual Hypnotist, Spiritual Quantum Regression™, ” ، محاضر ومؤلف العديد من المنشورات العلمية والروحية والرياضية.

وهو مشغل معتمد من ENAC و FAA للطائرات بدون طيار.

www.giovannivota.com

اقرأ أيضًا:

جائزة نوبل في الفيزياء2019.. من حصل عليها.. ولماذا؟

كيف اتعلم لغة جديدة في 8 خطوات سريعة

زر الذهاب إلى الأعلى