مقالات

نظام الكون.. نسبح نحو مصير مكتوب

نظام الكون.. بدت لي أفكار وددت مشاركتكم إياها، ولا أعلم أي منقلب أنقلب بسبب عقلي وتفكيري هذا، وأفكاري التي ربما تأتي بهلاكي..

انظر حولك في الكون وتأمل حجم الكون الذي لا نهاية له، وانظر ربما هذه الأراضين في أي مجرة أخرى من ملايين المجرات، تأمل فقط حجم مجرتك التي بها كوكبك الأرض الذي تعيش عليه، واخرج بعقلك خارج تلك المجرة وسافر عبر الزمن ملايين السنين الضوئية…

نظام الكون

شاهد المجرات التي تسبح في الكون، ستجد أن الله أعظم وأكبر من كل شيء، يخلق كل شيء ويميته، دورة كل شيء من أصغر شيء إلى أكبر المجرات التي تولد وتموت كحياتك، بما تحتويه هذه المجرات من نجوم تولد وتموت وكواكب تولد وتموت وبشر تولد وتموت، ربما لم نقابل بشرًا غير الذين على أرضنا، لكن ربما في مجرة أخرى في الكون أو في زمان آخر غير زماننا.

لكل شيء في الكون نظام خلقه الله له وأحسن صنعه، يتحكم في كافة الأشياء التي نعلمها ولا نعلمها، فلخلقنا نظام، كما نظام الأجهزة الإلكترونية المبرمجة وما يطلق عليه سيستم، فخلق الله لنا في خلقنا «سيستم»، هذا النظام هو ما نخلق منه الآن.

فالله أعظم من أن يخلقني ويخلقك ويخلق كافة البشر، وكما قال الله عز وجل: «كل يوم هو في شأن»، ولا نعلم ما تلك الشؤون، ولم يقل كل يوم هو في خلق لفلان وعلان بلغتنا الدارجة، لكن وضع لخلقنا نظامًا حتى نولد، لا نعلم كيف ولا ما هية النظام.

النجوم والكواكب

ولكن علمنا أن هناك من هم مسؤولون عن هذا النظام، لهذا قال سبحانه في القرآن الكريم وتحدث عن الخلق وذكر في كافة آيات الخلق بصيغة الجمع ولم يتكلم بصيغة المفرد؛ لأن الله سبحانه وضع النظام وهناك من خلقه من يعمل على هذا النظام ولهذا قال «وخلقنا».. تأملوا كافة «آيات الخلق» في القرآن الكريم، وتدبروها.

النجوم والكواكب وكل خلق نعلمه ولا نعلمه، كل هذا مسخر لأمر الله تعالى، وإلى عبادة الله الواحد الأحد. خالق كل شيء، لنا بداية ولنا نهاية، وإليه النشور.

كذلك الملائكة، حتى ملك الموت، الذي يقبض روحه في النهاية، بعيدًا عن البعث وما بعد البعث والخلود، لكن كل مسخرات؛ فالشمس مسخرة لهدف ما تقوم به كما ذكر سبحانه في القرآن الكريم: «والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم».

وكذلك القمر، وكذلك أنا وأنت، فنحن مسخرين لعبادته وتعمير الأرض، وكذلك الملائكة لكل منا هدف مسخر له، حتى نموت ونحيا من جديد ونعود للبعث ثم الخلود، وكل يجازى على عمله في الدار الآخرة.

الثقوب السوداء

فلكل شيء في الكون ميلاد ووفاة، وللميلاد مكان وللوفاة مكان؛ كميلاد البشر أيًا كان مكان ولادتنا ولكن هناك ميلاد، ولنفترض مثلًا أنه مستشفى، والمكان الذي نوضع فيه بعد الوفاة هو القبر.

كذلك النجوم ومكان ولادتها هو «السديم»، ومكان وفاتها هو «الثقوب السوداء» في الكون، فيه تُبتلع النجوم الميتة، نعم النجوم تولد صغيرة وتكبر وتموت، كما البشر تمامًا، ولها عالم كعالمنا البشر، تجذب الكواكب وتكونها جوارها والأقمار حول الكواكب كأنها البشر اللذين نقابلهم ونصادقهم في الحياة.. دورة حياة النجوم.

«كل في فلك يسبحون»، كل ما هو محيط بك من نجوم وكواكب وأقمار ومجرات في الكون يسبح في المادة المظلمة، فكل هذا كالأسماك في قاع محيط مظلم يسبح في مائه. الكون مليء بالمادة المظلمة التي تحدث عنها القرآن الكريم في عدد من آياته، والتي لها كثافة، ولها مادة تتكون منها..

نحن نسبح جميعًا نحو مصير مكتوب على كل شيء مخلوق يسبح كما الأسماك، يواجه أقداره حتى يلقى نهايته، البشر، والحيوانات، والأمبيبا، والطيور، والأسماك، الشمس، والقمر، والنجوم، الملائكة، والجن، وكل خلق تعلم عنه وتسمع عنه ومالم تسمع عنه، له بداية ونهاية.

النظام الكوني

نظام الرياح في الكون، هو سيستم الرياح، هل تأملت كل عام لماذا تتكرر النوات والرياح في مواعيدها، تعاقب الفصول فصلًا تلو الآخر، كما نقسمها نحن 4 فصول في العام، الصيف والشتاء والاعتدالين، هذا نظام كوني مسستم كنظام الخلق..

فنظام الرياح بكافة ما يتضمن لفظ الرياح من هواء حفيف أو أبخرة أو عواصف أو أعاصير، فكلها تندرج داخل فصل الرياح في النظام الكوني المبرمج به الكون، وله من يشرفون عليه، إن علمنا أسماءهم أو لم نعلمها فالنظام موجود، وهي دورة أيضًا إلى أن يشاء الله أن تتوقف.

ففي النهاية للكون نظام مسستم منذ الأزل، ربما تجدون في تلك اللوحة بعض الجنون، لكن الله ربما سخرني كي أرسم ما فهمت على مدار حياتي.. أن أرسم لوحة، ولهذا كنت أحب الرسم، حيث كانت بذرة هذه اللوحة، لكن اللوحة هذه المرة مختلفة تمامًا، كونها لا تحتوي على رسومات، لكنها تحتوي على تصور أو ربما إلهام يدعى نظام الكون..

الله عظيم وكبير وأعظم من كل تصوراتنا به التي نتخيلها، هو عظيم، أعظم من أي شيء قد يتخيله عقل، وأكبر من أي شيء قد يتخيله عقل، هو العالي.. تأملوا في النهاية كل اسم له من أسمائه الحسني ربما يصل معنى كلامي للكثير.

زر الذهاب إلى الأعلى