كيف تتشكل الذكريات وكيف تتلاشى؟ لماذا يمكنك أن تتذكر اسم صديقك المفضل في طفولتك رغم أنك لم تره منذ سنوات، ولكن تنسى اسم الشخص الذي التقيت به قبل قليل؟ بعبارة أخرى، لماذا تستقر بعض الذكريات على مدى عقود، بينما تتلاشى أخرى في غضون دقائق؟
يقول باحثون من جامعة كالتاك الأمريكية Caltech أنه يتم ترميز الذكريات القوية والمستقرة بواسطة “مجموعات أو فرق” من الخلايا العصبية تطلق جميعها إشارات كهربية في تزامن واحد، يوفر التكرار نسخ من نفس الذكريات مما يتيح لها الظهور بوضوح ويمكنها من الاستمرار حتى بعد مرور وقت طويل. البحث له آثار هامة على فهم كيف يمكن أن تتأثر الذاكرة بعد حدوث تلف في الدماغ، ناتج عن أسباب مثل السكتات الدماغية أو مرض ألزهايمر.
قال د.جونزالس أحد الباحثين “تخيل أن لديك قصة طويلة ومعقدة ترويها. فمن أجل الحفاظ على القصة، يمكنك أن تخبرها إلى خمسة من أصدقائك ومن ثم تتجمع معهم من حين لآخر لإعادة سرد القصة ومساعدة بعضهم البعض في سد أي فجوات نسيها الفرد. بالإضافة إلى ذلك، في كل مرة تعيد فيها سرد القصة، يمكنك جلب أصدقاء جدد للتعلم وبالتالي المساعدة في الحفاظ عليها وتقوية الذاكرة. بطريقة مماثلة، تساعد الخلايا العصبية الخاصة بك بعضها البعض على تشفير الذكريات التي ستستمر مع مرور الوقت.”
كيف تتشكل الذكريات وكيف تتلاشى؟
بلفظ آخر، عندما يتكرر الحدث كثيرًا فإن دماغك تسجله على عدد أكبر من الخلايا العصبية، مما يجعل الإشارة الناتجة عن استرجاع تلك الذاكرة قوية. كما أنه يحمي تلك الذاكرة من النسيان لأنه إن حدث تلف في أحد الخلايا فهناك نسخ عديدة لنفس الذاكرة لدى خلايا أخرى، لذلك لا يمكنك أن تنساها.
ولقد عرفنا منذ طفولتنا أنه بتكرار الأمر مرات ومرات يكون حفظه أقوى وأدوم. وكان دور الباحثون هو تأكيد هذا الأمر بشكل علمي، وتمت التجربة على مجموعة من الفئران.
اقرأ أيضاً
دواء مشهور لعلاج الكحة يظهر كفاءة في علاج الشلل الرعاش أو الباركنسون
