لغز جريمة علنية: بقلم محمد عصمت
كتب:محمد عصمت
لغز جريمة علنية العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية!
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز، يلا بينا..
سنة 1981، في قرية ريفية صُغيَّرة في سكيدمور بميزوري، السيد كين ماكيلروي إتضرب بالنار في وضح النهار في مُنتصف الشارع الرئيسي في المدينة، جريمة قتل السيد ماكيلروي حصلت أدام أكتر من 45 شاهد، وعلى الرغم من مرور أكتر من عِقد على الجريمة، لكنها لسَّه بدون حل لحَد النهاردة..
المدينة اللي بتقَع في الركن الشمالي الغربي من ميزوري على بُعد حوالي 100 ميل من مدينة كنساس، وسنة 1981 كان ساكن فيها حوالي 440 نسمة، وكُل سُكان المدينة بلا أي استثناء كانوا عارفين السيد كين ريكس ماكيلروي، اللي كان مشهور بإنه بلطجي المدينة، راجل ضخم، سوالفه تقيلة، عينيه باردة، دايمًا شايل مُسدَّس، ومعاه فلوس كتير، على الرغم من إنه تقريبًا مش بيشتغل
في السنوات اللي سبقت اغتياله، ماكيلروي اتهم بارتكاب أكتر من 20 جريمة، من ضمنهم الحرق العمد، الاعتداء، السطو، سرقة الماشية، التحرش الجنسي بالأطفال، والاغتصاب
ورغم كُل دا، لم يُدان في ولا جريمة منهم، بعد مرور سنوات المُحامي بتاعه اعترف وقال إنه كان بيدافع عنه وبيخرجه من 3 أو 4 جرائم بيرتكبها بشكل سنوي
لغز الوجه الموجود على علب الحليب
ماكيلروي اللي إتولَد سنة 1934، كان الطفل رقم 15 من 16 طفل لأسرة من المُزارعين المُهاجرين، في نهاية المطاف.. اضطر يسيب المدرسة وهو عنده 15 سنة، وقتها كان في الصف الثامن، وبعدها بفترة صُغيَّرة بدأوا سُكان سكيدمور يعرفوه باسم (البلطجي)
وبدل ما يبدأ يدوَّر على وظيفة ثابتة، بدأ يطارد ويصطاد حيوانات الراكون، ودا خلاه يرتكِب عدة جرائم تافهة، وبسُرعة جدًا بدأ يتعرف إنه لص وسارق ماشية، لكن حبه للجريمة زاد جدًا خلال العِقدين التاليين، ماكيلروي كان معروف إنه بيسرَق الحبوب، البنزين، الكحول، التحف، والماشية
وعلى الرغم من إن جرايم السرقة والاغتصاب اللي ارتكبها كانت حوالي 21 جريمة، لكن لم يتم إدانته في أي جريمة من دول، ودا مش لأنه برئ، ولا لأن المُحامي بتاعه شاطر، لكن للأسف لأن أصحاب القضايا دي اعترفوا بعد وفاته إن ماكيلروي كان بيهددهم، بيطاردهم، وبيؤذيهم عشان يتنازلوا عن القضايا قبل ما الموضوع يوصل للمحكمة
ماكيلروي إتجوِّز 4 مرات وخلِّف 10 أطفال، زوجته الأخيرة كانت ترينا ماكلاود اللي كان عُمرها 14 سنة بس لمَّا كانت حامل منه، واضطرت تسيب المدرسة من الصف التاسع، في الوقت دا، كان السيد ماكيلروي لسَّه متجوِّز زوجته الثالثة آليس وودز، وقرَّر يجيب ترينا تعيش معاهم في البيت
بعدها طلَّق آليس وإتجوِّز ترينا عشان يهرب من تهمة اغتصاب قاصر، وترينا بمُجرَّد ما خلفت، خدت ابنها بمُساعدة آليس وهربوا هُمَّا التلاتة على بيت والدتها
ماكيلروي حس بالإهانة، وبمُنتهى البساطة راح بيت والدة ترينا وأجبرها هي وآليس على الرجوع للبيت، ورجع بيت أهلها تاني، ولحُسن حظهم إنهم مكانوش هناك، لأنه ضرب الكلب بالنار وحرق البيت كُله
لغز اختفاء مربية الأطفال بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
في يونيو 1973، تم اتهامه رسميًا بتُهم الحرق العمد، الاعتداء، والاغتصاب، وتم اعتقاله، حجزه، ومحاكمته، لكنهم أفرجوا عنه بعد ما دفع كفالة قدرها حوالي 2500 دولار، وترينا وابنها راحوا يعيشوا في دار أيتام
في يوليو 1976، ماكيلروي ضرب مُزارع اسمه هنري بالنار مرتين، ودا لأن هنري اتهم ماكيلروي إنه ضرب نار على مُمتلكاته بالمُسدَّس الخاص بيه، تم اعتقال ماكيلروي واتهامه رسميًا بالاعتداء بنية القتل، وعلى الرغم من كلام هنري في المحكمة، لكن ماكيلروي نفى تمامًا إنه كان موجود في مسرح الجريمة أصلًا، ومع استمرار القضية بدون تحديد موعد للمُحاكمة، هنري قال إن ماكيلروي كان بيركن عربيته أدام بيته فوق الـ 100 مرة، وبسبب كدا هنري كان خايف، وفي النهاية.. بلطجي المدينة أخد براءة من قضية كمان!
لغز جريمة علنية
سنة 1981 ماكيلروي قرَّر ينقل الموضوع لمستوى جديد، انتقل من البلطجة والعُنف لمحاولة القتل، هاجم بقال محلي اسمه إرنست بو بوينكامب اللي كان عنده 70 سنة، بسبب قطعة حلوى اتهمت زوجة بو السيد ماكيلروي بسرقتها، ورفض ماكيلروي يسيب الموضوع يعدي بسهولة، كان بيركن عربيته كُل يوم خارج بيتهم، ويضرب نار في الهوا، وفي النهاية تتبَّع السيد بو وهو واقف أدام محله، وضربه بالنار
السيد بو نجى من الهجوم، بس على ما يبدو إن المدينة خلاص.. اكتفت من أفعال ماكيلروي، السيد ديفيد بيرد المُدعي العام الجديد للمقاطعة، قدر يحصل على أول دليل مادي ضد ماكيلروي في قضية ضرب بو بالنار، القاضي خرجه بضمان لحَد الاستئناف، وعارفين إيه هي أول حاجة عملها ماكيلروي أول ما خرج براءة بضمان؟ راح لحانة محلية شهيرة وهو ماسك في إيده بندقية، قعد يشرب ويشرح لكُل الموجودين هو ناوي يعمل إيه في بو، وصدقوني.. كُل اللي قاله كانت حاجات مُخيفة
بس ماكيلروي ملحقش ينفذ اللي عايز يعمله
لغز جريمة يوتاه الجماعية بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
العديد من سُكان المدينة كانوا خلاص، مش قادرين يشوفوا ماكيلروي وهو بيؤذي حد تاني، وقتها الشريف دان إستيس وصل لحل هو كان شايفه مُناسب: الأحياء بتاعة المدينة لازم تنظَّم ورديات حراسة
يوم 10 يوليو 1981، سُكان البلدة قابلوا الشريف دان في القاعة المحلية عشان يتناقشوا سوا إزاي مُمكِن يحموا نفسهم من بطش ماكيلروي
في وقت لاحق من اليوم دا، ماكيلروي وزوجته السابقة ترينا دخلوا المدينة راكبين عربيته القديمة، الناس لمَّا عرفوا إن ماكيلروي وصل، قرروا يستنوه برا الحانة اللي بيقعد فيها
ماكيلروي خلَّص المشروب بتاعه، على الرغم من معرفته بمحاولة العديدين لاقتحام الحانة عشان ينتقموا منه، خرج هو وزوجته السابقة وضرب نار على العربية بتاعتها، خوِّف الناس، وولَّع سيجارة، ووقف يشربها بهدوء
لحَد ما بدأت الطلقات..
ماكيلروي اتصاب – على الأقل – بطلقتين وسط ضرب النار، كان فيه من 30 لـ 60 شخص بيضربوا عليه نار، محدش اهتم يطلب له الإسعاف لمَّا وقع، محدش فكَّر يساعده
وكُلهم بلا استثناء قالوا إنهم ميعرفوش مين اللي ضربه بالنار، وأنكروا تمامًا إن حد منهم هو اللي ضربه بالنار
بعد حوالي 3 سنوات، زوجة ماكيلروي رفعت قضية وطلبت تعويض 6 مليون دولار ضد الولاية، والمحكمة حكمت لها بتعويض 17 ألف و600 دولار
حتى الآن غير معروف مين اللي قتل ماكيلروي، هل هو واحد منهم ولا حد تاني؟ وهل ماكيلروي يستحق الموتة دي؟ ولا كان المفروض يستنوا المحكمة؟
لغز جريمة علنية واحدة من أغرب الجرائم اللي حصلت في التاريخ، لأن على الرغم من إننا عارفين كويس مين القاتل، لكننا مش قادرين نحدده شخصيًا!
هايل يافنان
عظيم كالعاده❤