التوافق والتفاهم في الحياة الزوجية
الحياة الزوجية تحتاج لكثير من التعامل الهادئ والصبور، وخاصة في بداية الزواج يكون هناك مفارقات عديدة واختلافات ومتناقضات تظهر مع بداية التعامل، هنا يأتي دور التفاهم في الحياة الزوجية والذي يلعب دور هام في استقرار المنزل، وتخييم السعادة الزوجية على أفراد العائلة.
كيفية تنفيذ التفاهم في الحياة الزوجية
ستجدين التوافق والتفاهم صادر من زوج و زوجة يرغبون في إنجاح تلك الزيجة، وجعلها أفضل ما يكون، واستمرارية ذلك في هدوء ووافق، بداية يجب على الزوجين معرفة نوعية كل زوج هل هو شخصية عملية أم شخصية عاطفية أم شخصية خيالية أم شخصية صارمة تختلف كل طريقة معاملة بين تلك الأنواع المتباينة من الشخصيات، فمثلًا الشخصية العملية لا تستطيعين الوصول لطريقة تفاهم باستخدام العاطفة أو القوة الصرامة، يجب أن تستخدمي تلك اللغة العملية في الإقناع وذلك لتواصل وتفاهم مقبول.
أيضًا يجب معرفة تلك الأوقات التي يتطلب فيها التوافق والتفاهم الحسي، والتفرقة بين تلك الأوقات التي يجب فيها التعامل من كلا الطرفين بطريقة موضوعية بعيدة عن الطريقة المعتادة لكم، فمثلًا أنت أمام الآخرين ستفهمين زوجك وتعبيراته بالإشارة، لكن الذين يجلسون بجواركم لا يفهمون تلك الطريقة فمن الخطأ استخدام هنا التوافق والتفاهم بينكم، من الممكن أن يكون مردوده سيء وغير مقبول لديهم.
إيجابيات التفاهم في الحياة الزوجية
الذين يستخدمون ذلك الأسلوب الحسي الراقي يوفرون الكثير من الجهد المبذول تجاه بعضهم البعض في قراءة الأسلوب سريعًا ومعرفة ما يقصده الزوج أو الزوجة بدون الحاجة لكثير من النقاشات والجدل، وخاصة لأن المتزوجين يكون عليهم أعباء كثيرة خارجية مثل ضغوطات العمل الغير مستقر والوظائف الغير مضمونة، بالإضافة إلى مسؤوليات الأطفال الشاقة، وتلك الماديات المتراكمة جميعها تترك الأزواج في حالة نفسية سيئة ومزاج لا يتحمل أن يضاف له عبء مثل عدم التفاهم أو الشعور بعدم الارتياح في التعامل نتيجة اختلاف شخصيات الأزواج فهنا تبدأ الخلافات.
زوج عقلاني للغاية وزوجة عاطفية هذا يدير أموره بالعقل والمنطق ويجب تخير الكلمات الموزونة، وتلك تفهم بلغة الإحساس والمشاعر وتصدق قلبها قبل عقلها، هو سيجدها دون مستواه العقلي، وهي ستجده مجرد من المشاعر، بعكس تلك الذين وصلوا للغة تفاهم برغم اختلاف شخصياتهم لكنهم استطاعوا تدارك ذلك بالتنازل بعض الشيء عن قناعاتهم والتخلي للحظة عن طبعهم والتقرب لبعضهم البعض من خلال الصمت حين يرغب الزوج في ذلك برغم من أن الزوجة تحب المنطق ولا تقبل بالهزيمة في الجدال، لكنها تقديرًا لزوجها فعلت ذلك. وكذلك الزوج تقديرًا لزوجته المتعبة لم يكمل نقاشه معها لأنها لا تستطيع التحدث الآن.
السر دائمًا في التوافق هو الاحترام والتقدير هو مراعاة ظروف الطرف الآخر، هو كيفية المضي قدمًا في تحقيق السعادة للآخر، زوجتك أو زوجك أنتما الاثنان جزء من بعض لا يصح أن يسير كل شخص في طريق لوحده.
فأنتما تشكلان سعادة وكيان تلك الأسرة، أولادكم يجب أن ينظروا إليكم بعين الوافق، لكي ينشئوا على ذلك وتكونوا خير قدوة لهم، كل هذه من المردودات الايجابية للتوافق التي ستلمسها في كل ما هو حولك في المحيط الاجتماعي.
المصدر: أمين عبدالفتاح عامر، مفاتيح الحياة الزوجية السعيدة.
اقرأ أيضًا:
نفسية الزوجة بعد الخيانة وهل تقبل الاعتذار؟!