ثقافة التخويف
اعتاد الجميع بالأخص الأمهات المصريات على خرافات لإخافة الصغار لكي ينصتوا لكلامهن، واستغل الناس أدب الرعب والقصص في إخافة الأطفال، وتظن الأمهات بأن هذه الأفعال تجدي نفع، لكن هي العكس تمامًا!
علماء النفس يقولون غير ذلك تمامًا، حيث أن تخويف الطفل من صغره يسبب له عقدة نفسية وتؤثر سلبيًا عليه ولا يعتمد على نفسه بل يتحكم به الآخرون باستغلال الخرافات من أجل راحتهم.
1- أبو رجل مسلوخة:-
يعرفه كثير من الناس حيث أنه كان بمثابة الترند قديمًا لدى الأمهات، العبارة التي لا أنساها أبدًا (نام وإلا هاجبلك أبو رجل مسلوخة).
وهذا المجهول كان يخاف منه الأطفال، لا أحد يعرف ملامحه، فكل طفل يرسم في مخة شكل لأبو رجل مسلوخة يختلف تمامًا عن الآخر!
يقال بأنه يأتي في الليل ويأخذ الطفل الذي لا يسمع كلام والديه ويعاقبه بالضرب في حجرة مظلمة.
2- أمنا الغولة:-
لم يكتفي الآباء والأمهات بأبو رجل مسلوخة فحسب، بل بأمنا الغولة أيضًا، إنها ساحرة ذات وجه بشع وعين واحدة في منتصف وجهها وشعر منكوش، تصنف بأنها نصف حيوان ونصف إنسان، فالحيوان هو الغول وهو كائن أسطوري ضخم آكل لحوم بشر، لذلك تم تسميتها بأمنا الغولة، فهي تأكل الأطفال وهي نسخة من ساحرات المستنقع في الأدب الإنجليزي.
3- النداهة:-
أسطورة ريفية مصرية، فهي من الجن، هي امرأة جميلة تنادي من تختاره ويذهب إليها المختار ويتبع صوتها الرقيق حتى يلقى سيدة في وسط الزرع تتكلم مثل البشر وأفعالها أيضًا لكن بعد هذه المقابلة وفي اليوم التالي ينتهي به الأمر إما بالموت وإما يصاب بالجنون أو يذهب إلى العالم السفلي ويتزوج بها.
4- القط الأسود:-
يقولون بأن الشيطان متجسد به ولا يوجد أي دليل قاطع على ذلك لا في الأديان السماوية ولا الأبحاث العلمية، وهي خرافة أيضًا صنعها المصريون لكي يخاف الأطفال من الحيوانات الأليفة ذات اللون الأسود لسبب مجهول!
5- السلعوة:-
حيوان مفترس يجمع بين الذئب والكلب والثعلب ذاعت شهرته في صعيد مصر وهو لا يعتبر خرافة وذلك لكونه ظهر على أرض الواقع في هجمات متفرقة ما بين عام 1996 إلى 2005 ومن ثم يختفي ويعود سنة 2007 حتى 2009 في أماكن متفرقة حول العالم..
ومن ضمن هذه المناطف قرية (أرمنت) في محافظة الأقصر، وأكلت كثير من الأطفال وجرحت بعض الرجال الكبار ولا أحد يعرف مصدرها، والأسطورة في هذا الحيوان كيف تم تهجينه، فالعلم لم يتوصل إلى الآن لعملية تهجين الحيوانات.
6- سعاد المحروقة:-
تظهر في حمام بيوتنا ويقال بأنها تشم رائحة الكذب، ومن يكذب على والديه تظهر له سعاد، يقال بأنها كانت بنت تحب شاب وكذب عليها واغتصبها وألقى جثتها في الحمام ومنذ أن ماتت وهي تذهب لكل من يكذب.
وأخيرًا أود أن أقول بأن هذه الأفعال خطأ.. فعلها الآباء والأمهات منذ صغرنا وهي تطاردنا إلى الآن فنحن البشر لا ننسى ما تعلمناه منذ الصغر ولا نشجع على تخويف الأطفال، فالخوف نبتة لا تزرعها في أحد مهما كان الأمر.