قصص الرعب

ملوك النار “الجزء الأول”

ملوك النار

مين فينا ميعرفش موقع (يوتيوب).. أكيد كلكم عرفينوا.. بس في حد منكم كان يتخيل إن مجرد فيديو شافه على اليوتيوب، ممكن يدمر حياته؟!

 

أنا أحمد عندي ١٨سنة، لسه بدرس في ثانوية عامة وعايش مع والدتي وأختي الصغيرة، من بعد ما والدي ووالدتي انفصلوا عن بعض..

أنا من صغري بحب الرعب جدًا، وكنت دايمًا بسأل والدتي عن شكل الجن والعفاريت وهل هما موجودين فعلًا ولا لا؟!

وكانت بترد وتقولي: يا ابني شيل الموضوع ده من دماغك، آه الجن مذكور في القرآن وموجود فعلًا، بس أنت بتسأل كتير عن نفس الموضوع وأنا كل مرة أقولك نفس الكلام!

 

وكبرت على نفس الفكرة دي، فكرة إن أنا عايز أشوف الشياطين والجن، عايز أشوف تفاصيلهم، عايز أشوف حياتهم عاملة إزاي، وشكلهم عامل إزاي!

كبرت أكتر ودخلت المدرسة، وحياتي كانت متوترة شوية ساعتها بسبب المشاكل اللي كانت بين أمي وأبويا أغلب الوقت.. وكنت بهرب من المشاكل دي من خلال أفلام الرعب.

 

ساعتها كان عندي كمبيوتر صغير في أوضتي، كنت بدخل الأوضة وأقفل على نفسي الباب والنور واتفرج على الأفلام الرعب اللي كنت بخدها على أسطوانة من صديقي محمود (أقرب صديق ليا).

فضلت على الحال ده لحد فترة الثانوية.. بشوف أفلام رعب وبقرأ روايات رعب.. لحد ما في يوم كنت قاعد على اليوتيوب عادي، لقيت فيديو غريب ظهرلي!!

الفيديو كان بعنوان (لعنة إله الأرض).. عنوان الفيديو شدني وخلاني افتحه..

 

الفيديو كان في أوضة صغيرة ضلمة جدًا، ومفيش أي صوت أو حاجة غريبة، عدى حوالي 10 ثواني، ولقيت شخص ماسك شمعة في إيده، قعد قدام الكاميرا وابتسم، وبدأ يتكلم ويقول بصوت ضخم جدًا: “بحق شمهروش، وبحق السموات السبع، احضروا الآن، احضروا بحق الشرق والغرب، اقتلوا كل من حولنا، دمروا كل شيء في هذه الأرض، أنا أعطيكم الآن الحرية الكاملة لتنفيذ جرائمكم، احضروا بحق الإله الأعظم، اشعلوا النيران في الأجساد، اشعلوا النيران في كل من حولنا، وكل من يراقبنا، نعم إنها حريتكم في هذا اليوم”.

 

بعد ما قال الشخص الغريب الكلام ده، بص للكاميرا بنفس الابتسامة ولقيتوا رفع الشمعة اللي كان ماسكها لفوق، والفيديو انتهى على كده!

أول ما انتهى الفيديو، لقيت سخونة غريبة حوليا في الأوضة وسمعت صوت همس في وداني بيقول: “لقد حضرنا، ولقد حررتنا”.

سمعت الصوت ولقيت جسمي كله بدأ يترعش بشكل غريب، وحسيت إن أنا مشلول مش قادر أتحرك، وكنت حاسس ببرودة غريبة في كل جسمي.. استمريت على الحال ده لمدة 10دقايق تقريبًا.. لحد ما لقيت الشلل اللي في جسمي راح.. وكل حاجة حوليا رجعت طبيعية تاني!

 

قومت من مكاني وأنا مش مدرك هو إيه اللي حصل ده، بس كل اللي فهمتوا إن الشخص ده قال تعويذة حقيقية، ومكنتش عارف إيه اللي ممكن يحصلي بعد اللي أنا سمعتوا ده!

الكلام ده كان يوم 20 أبرايل 2019..

طبعًا من شدة خوفي وقتها كلمت محمود وطلبت منه إنه يجيلي في أسرع وقت.. وفعلًا جالي محمود وحكيتله كل حاجة حصلت معايا.. وساعتها طلب مني إن هو يشوف الفيديو ده..

قولتله: محمود أنت مجنون؟ بقولك التعويذة دي شكلها حقيقية، أنت مش خايف على نفسك؟

قالي: افتح الفيديو بس يا أحمد علشان أفهم إيه الموضوع.. مش ممكن يكون مجرد فيديو عادي؟!

حاولت أقنعه أكتر من مرة إن الموضوع خطر بس هو كان متمسك بقراره.

 

وفعلًا شغلت الفيديو تاني، بس أنا مكنتش ببص اتجاه التليفون لأن أنا كنت مرعوب..

وبعد ما الفيديو خلص لقيت محمود بصلي وضحك وقالي: يا ابني ده أي كلام، دي مش تعويذة ولا حاجة!

قولتله: يعني إيه، أمال إيه اللي حصلي ده؟

قالي: أنت شكلك أقنعت نفسك إن دي تعويذة حقيقية، وعلشان كده خوفت، ما أنا شوفت الفيديو وواقف قدامك عادي اهو!

قولتله: ممكن برضو.

 

وقعد معايا محمود طول اليوم ده وفضل يهزر معايا علشان أنسى اللي حصل، لحد ما فعلًا نسيت، والخوف راح شوية..

وروح محمود وأنا نمت عادي اليوم ده، وعدى أسبوع واتنين، ونسيت موضوع الفيديو ده خالص، وساعتها كان عندي امتحانات آخر السنة فكنت مركز فيها، ويمكن ده السبب اللي خلاني أنسى..

وفعلًا نسيت الموضوع خالص.. لحد اليوم المشئوم، يوم 20/5/2019

كنت نايم وعلى حوالي الساعة 12 بليل لقيت تلفوني بيرن، بصيت في التلفون لقيت محمود هو اللي بيتصل، فتحت:

ألو يا محمود؟

ألو يا محمود؟

مكنش في أي صوت!

_محمود أنت سامعني؟

 

فجأة سمعت أصوات غريبة، زي ما يكون شخص بيتنفس وأصوات صرخات.. لحد ما لقيت الصوت بدأ يظهر ويقولي:

“أنت من حررتنا، وأنت من ستتعذب بنارنا”..

وفجأة أصوات الصريخ بدأت تعلى بشكل غريب، لحد ما الخط قطع!

قومت من مكاني وأنا مش فاهم في إيه! وقررت إني هلبس وأنزل أجري على بيت محمود..

قابلتني أمي وأنا نازل، قالتلي:

مالك يا ابني.. وشك مخطوف كده ليه؟

قولتلها: هق.. هقولك بعدين يا أمي.

 

ونزلت أجري في الشارع زي المجنون وأنا جسمي كله بيترعش ومش متمالك أعصابي..

المسافة من بيتي لبيت محمود حوالي ربع ساعة، فضلت أجري في الشارع لحد ما وصلت عند بيت محمود..

وصلت هناك لقيت صوت صريخ ولقيت الشارع كله في البيت بتاع محمود، والناس كلها كانت واقفة في الشارع، فضلت أصرخ في الناس وأقولهم في إيه؟ إيه اللي حصل؟

بس محدش كان بيرد عليا، لحد ما لقيت الإسعاف والمطافي جت..

طلعت جري عند محمود لقيت الشقة كلها دخان، ولقيت والدته وأخوه الكبير قاعدين بيعيطوا ويصرخوا!

دخلت أوضة محمود اللي كان بيطلع منها الدخان، شوفت المنظر اللي عمري ما هنساه في حياتي!

شوفت محمود نايم على السرير وعبارة عن جثة مفحمة تحولت إلى رماد! والمرعب أكتر إن رأس محمود بالكامل متأثرتش بالنار!

ولقيت جنبه شمعة مكتوب عليها 20/5/2019.. لما ركزت في شكل الشمعة أكتر عرفت إن دي الشمعة اللي كانت مع الشخص ال بيقول التعويذة في الفيديو!

 

وبمجرد ما شوفت المنظر ده أغمى عليا..

أحمد فوق.. أحمد.. فوق!

فتحت عيني على الصوت، لقيت نفسي واقع على الأرض وحوليا الشرطة..

قومت واتعدلت ولقيت نفسي بعيط على محمود، قالولي:

أنت آخر شخص محمود كلمه قبل ما ينتحر بدقائق بسيطة، محمود قالك إيه قبل ما يموت؟

قولتلهم: محمود اتقتل، منتحرش لا.. قتلوه.. هما اللي قتلوه!

قالي أحد أفراد الشرطة: اهدى بس وقولي محمود قالك إيه؟

قولتله: مقاليش حاجة، كل اللي أنا سمعته أصوات صريخ والخط قطع!

قالي: طب مين اللي قتلوه؟

قولتله وأنا جسمي كله بيترعش: أشباح التعويذة.. هما اللي قتلوه.. شخص حضرهم وهيقتلونا كلنا!

لقيته بصلي وهو مستغرب من الكلام اللي أنا بقوله.. وطلب مني إني أجي معاه قسم الشرطة.

 

روحت معاه قسم الشرطة وهناك قولتلهم نفس الكلام، وقولتلهم كل حاجة حصلت بالتفصيل يوم 20 أبريل..

بس لما أفراد الشرطة بحثت في اليويتوب عن فيديو باسم (لعنة إله الأرض) مكنش موجود! الفيديو اتمسح!

ساعتها مكنتش عارف أعمل إيه، وفضلت أترعش وأصرخ وأقولهم والله الفيديو كان موجود، والله هيخلصوا علينا كلنا..

 

ساعتها افتكرت الشمعة اللي أنا شوفتها جنب محمود.. قولتله طب أقولك الدليل كان موجود جنب محمود شمعة مكتوب عليها 20/5/2019، هيا دي الشمعة اللي كانت في الفيديو..

لقيت ظابط الشرطة قالي: مكنش في أي شمع جنب جثة محمود، ومكنش في أي شمعة في البيت كله!

قولتله: إزاي! أنا شوفتها بعيني والله العظيم شوفتها..

ساعتها الظابط طلب من أهلي إني أتعرض على أي دكتور نفسي..

 

وأهلي فعلًا وافقوا، وبقيت أروح لدكاتره نفسية كتير، وكنت كل ما أروح لدكتور وأقوله القصة بتاعتي مكنش بيقتنع خالص.. وكان بيشوف إن أنا أعصابي بايظة من ساعة ما شوفت جثة زميلي محمود.. وعندي صدمة وهتروح مع الوقت.

وبقيت أخد أدوية مهدئة كتير، والشيء اللي كان مفرحني في ظل كل اللي أنا فيه ده.. هو منظر والدي ووالدتي وهما واقفين مع بعض، بعد ما قعدوا 10سنين محدش فيهم بيكلم التاني.. وشوفت ساعتها حب والدي ليا وخوفه الشديد عليا..

 

وعدى شهر على الحادثة وبقيت أحسن شوية، آه منستش محمود وعمري ما هنساه، بس حالتي النفسية بقت أحسن شوية..

ساعتها قعدت مع والدي وطلبت منه إن هو يرجع يعيش معانا تاني ويرجع لوالدتي تاني، وقولتله قد إيه والدتي بتحبه، ولقيتهم وافقوا ورجعوا لبعض فعلًا.

وحياتنا رجعت مستقرة أكتر من الأول، ورجعت تاني بعد 10سنين أعيش مع والدي ووالدتي وأختي الصغيرة في بيت واحد.

 

آه قضية محمود اتقفلت على إنها انتحار.. مع إني متأكد إنه منتحرش..!

 

لو فاكرين إن قصتي خلصت على كده فأنتم غلطانين، أنا قصتي لسه هتبدأ…

زر الذهاب إلى الأعلى