حدث بالفعل

شيطان 666

اتولد بطل قصتنا سنه 12 أكتوبر “1875” في عيلة مسيحية محافظة وغنية جدًا في إنجلترا، والده هو (إدوارد كراولي ) اللي كان من أشهر المهندسين المعماريين وقتها، ووالدته هي (إميلي بيرثا بيشوب) اللي كانت بتعاني دايمًا من تصرفات ابنها الغريبة بعد ما وصل لسن الثامنة.

بطل قصتنا مكنش محبوب وسط جيرانه ولا أقاربه لأنه دايمًا كان بيضربهم وبيخلق المشاكل، لدرجة إن الجيران اطلقوا عليه اسم (الوحش كراولي )، وبسبب المشاكل دي أهلوا بعتوه المدرسة الداخلية المسيحية في (منتجع رويال ليمينغتون سبا) علشان تحسن سلوكه وتساعدوا على الانضباط..
بس للأسف حصل العكس ..!

تولد عند (الكسندر كراولي ) بطل قصتنا الحقد والكره اتجاه الديانة المسيحية ورفض كل تعاليمها، واللي هي (الأخلاق وعبادة الرب الواحد)، واستمر على الحال ده لحد ما توفي والده (إدوارد كراولي ) بسبب سرطان اللسان، وورث “الكسندر” ثلث ثروة والده، كان لسه في سن المراهقة ولكن معاه ملايين، ومن هنا تبداء قصة ابن الشيطان.

بعد ما ورث الفلوس بدأ يعمل الحاجة اللي هو بيحبها، وانتقل إلى جامعة كامبريدج في سنة ” 1895″، ومن هناك بدأ يظهر “الكسندر كراولي” الحقيقي، وبدأ يدرس العلوم النفسية وعلوم الأدب الإنجليزي، وظهر كمان حبه للكتابة والتأليف،
وبسبب حقده وكرهه للديانة المسيحية، بدأ يتعلم أمور السحر والشعوذة، وكان نفسوا يتحدث مع الشيطان وجه لوجه،
وعلشان كده بدأ يقدم القرابين من الحيوانات زي (القطط والكلاب )، والقيام بطقوس جنسية مخيفة إرضاء للشيطان، ودرس حاجات كتير مستحيل يتخيلها العقل البشري.

وكان بيعمل كل ده في قصر من القصور المهجورة بتاعت والده، لدرجة إن المكان كان حرفيًا شبه بيت الشيطان، وبعد سنوات من تعلم السحر والشعوذة، أصبح ساحر متمكن وخادم مخلص للشيطان، وكان دايمًا بيقول (الشر سوف ينتشر لا محالة)،
وغير اسمه كمان من (الكسندر كراولي ) إلى (اليستر كراولي)، وفي سنة “1898” قرر “أليستر” إن هو ينضم لأخطر الجماعات السرية المحظورة في بريطانيا العظمى، واللي كانت بتضم عدد كبير من عبدة الشيطان والسحرة..

وكان اسمها (منظمة رهبان الفجر الذهبي ) وكان معروف عن الجماعة دي إنها مزيج من تعاليم المسيحية الباطنية وتعاليم الحضارة الفرعونية القديمة في (مصر) ومخطوطات عصر النهضة، وده كان سبب انضمام “أليستر” ليهم، بهدف تطبيق كل اللي اتعلموا سابقًا لوحده.

وفعلًا انضم ليهم وتعلم حاجات كتير خطيرة عن السحر والشعوذة، وبعد ما اتعلم كل حاجة هو عايزها، قرر “أليستر إن هو ينفصل عنهم ويرجع لوحده تاني ..!، وشاف “أليستر” إن ده أفضل وقت علشان يستغل ثروته الضخمة ويبدأ رحلتوا عبر العالم بحثًا عن أصول السحر الأسود القديم.

وفعلًا سافر لأكثر من بلد منهم (أمريكا، والهند، وفرنسا، والأردن)، وفضل يدور على المخطوطات القديمة وكتب السحر الأسود المُخفية، لحد ما قرر إن هو يستقر في بلد، عارفين قرر يستقر فين ..؟!
قرر “أليستر كراولي” بطل قصتنا إن هو يستقر في (مصر)..!
وعاش هنا مدة طويلة بين قبور ومعابد الفراعنة القدماء، وكمان أقام العديد من الحفلات المليئة بالخمور، والمخدرات، والجنس والطقوس السحرية الملعونة.

وكمان الشيء الغريب في “أليستر” واللي لاحظوا كل الناس، إن هو بيقدر يتقمص شخصيات مُختلفة، فكان بيبقا شبه أهل البلد اللي هو عايش فيها، لدرجة إن ماكنش فيه حد من أهل البلد اللي هو بيقعد فيها يقدر يفرق بينه وبينهم ..!
وكمان عندوا قدرة رهيبة على الإقناع، فقدر يقنع الناس في مصر إن الإلة حورس (إله عند المصريين القدماء) بعتوا شخصيًا علشان يحمي قبورهم من السرقة اللي كانت بتحصل وقتها من البريطانيين والفرنسيين، وكمان علشان يحمي طقوسهم السحرية المكتوبة بداخل جدران المعابد.

وفعلاً ناس كتير من مصر صدقوه، وهو في الحقيقة عمل كده علشان يسهل على نفسوا الوصول لأسرار الفراعنة والنقوش المكتوبة اللي كتبها السحرة القدماء ..!
(فعهد الفراعنة الأكثر شهرة بأمور السحر والشعوذة على مر التاريخ ).

وبعد ما عرف كل طقوس السحر عند الفراعنة، قرر ينتقل إلى جزيرة صقلية، ومش هو بس! دا هو والناس اللي أمنت بيه وصدقوه، والناس اللي ليها علاقة بالسحر، واستقر هناك في قصر كبير على احد شواطئ البحر، ليعلن نفسوا من هناك نبي لعصر جديد ولديانة جديدة أسسها بنفسوا اسمها (ثيليما)، ومن خلال الديانة دي بقا يدعوا الناس لعبادة وتمجيد الشيطان
بطُرق شريرة وخطيرة ومرعبة، ودعى للحرية المطلقة وترك الأديان السماوية.

وللأسف انتشر الدين بتاعوا بين الدول، علشان يزيد عدد الناس اللي بتؤمن بيه وبالديانة (الثيليما)، وكل ده تحت شعار (أفعل ما تشاء)، كما أقام “أليستر” كراولي على جزيرة صقلية أقذر الحفلات السوداء والطقوس السحرية، وتقديم القرابين، وكل ده تعظيم منه للشر، وكان بيقدم الأطفال حديثي الولادة قرابين، وكان بيتم ذبحهم وشرب دماءهم والتمثيل بجثثهم وتقديمهم بأسم الشيطان.

ولما لاحظت السلطات والحكومة إن في بلاغات كتيرة عن اختطاف الأطفال الرُضع واختفأهم، بدأت كل الناس وكل الشكوك تبقا ضده هو وجماعته..! وعلشان كده قرر يرجع تاني لـ (إنجلترا)، وهناك بدأ ينشر كتب من تأليفه وكتاباته؛ لأنه كان مؤلف بارع جدًا، واستغل ده في كتابة كتب كتيرة تدعوا الناس لعبادة الشيطان، وإن هو وحدوا من يستحق العبادة.

من أهم الكتب دي كتاب (القانون)، واللي بيعتبر الكتاب المقدس لديانة “ثيليما”، واللي بيجمع فيه “أليستر كراولي” كل تعاليم ومبادئ ديانته الجديدة.
وكمان كتاب (السحر بين النظرية والتطبيق) (Magick in Theory and Practice).
وكتاب (the Book of lies).
وكتاب (The Book of Thoth
1944).
وكتاب (and Other Qabalistic Writings of Aleister Crowley).
وكتاب (Diary of a Drug Fiend).
وفي غيرهم كتير من الكتب اللي بتعظم وبتمجد الشيطان وتشرح كيفية عبادته، وللأسف اشتهر “كراولي” أكتر وأكتر بين الناس وبين الدول، وعُرف بالعديد من الألقاب المرعبة، منهم  (ابن الشيطان) (خادم الشيطان) (نبي الشيطان)، والغريب إن هو اطلق على نفسوا اسم رقمي ..!
مكون من 3 أرقام وهو (666)، الرقم ده كان بيستخدمه “أليستر كراولي” كتير في طقوسه المرعبة، وفي استحضار الشيطان،
لدرجة إن الرقم بقا رمز للشر والشيطان، واكيد أنتوا سمعتوا عن الرقم ده قبل كده ..!
وبالرجوع لتاريخ رقم 666 هنعرف إن هو اقتبس الرقم من رواية قديمة بتقول إن الرقم 666 سيكون مكتوب على جبهة وحش سوف يأتي في نهاية العالم مع اقتراب يوم القيامة، و”أليستر” كان شايف إن هو الوحش ده.

وفي يوم 1 ديسمبر سنة “1944” وجد أ”ليستر كراولي” ميت وحواليه زجاجات الخمر والمخدرات في كل مكان، وشخص زي ده يستاهل إن ربنا يقبض روحه بهذه الطريقة، وفي الوضعية دي، وفي روايات كتير ذكرت إن سبب موته هو مرض (السيلان) وسبب هذا المرض أنا مقدرش اقولوا، لاكن “أليستر” كان عندوا أكتر من ابن غير شرعي في أكتر من بلد.

وبعد موته أقام له عبدة الشيطان حفل عظيم، وفي الحفل ده حرقوا جثته وهما بيقولوا صلاوات مرعبة بتمجد ابليس..!
وبكده يكون انتهى “أليستر كراولي”، وللأسف ساب ملايين من الناس اللي بتتبع ديانته وبتعبد الشيطان، ولحد دلوقتي في ناس بتنفذ تعاليم ومبادئ “أليستر كراولي” بالحرف، وكمان هو مصنف ضمن أكثر البشر شرًا في التاريخ.

“أليستر كراولي” كان بيحب لعبة الشطرنج، وفي سنة “1904” جي عاش في مصر وبالتحديد في (القاهرة)، وأطلق كتابه (حورس) واللي كان بداية لديانة (ثيليما).

(أليستر كراولي أخطر ساحر ظهر في السنوات الأخيرة).
تمت.
المقال من كتابتي /أحمد ناصر
#أحمد_ناصر

زر الذهاب إلى الأعلى