تكنولوجيا

الفيروس يواجه البكتريا لحماية المحاصيل

الفيروس يواجه البكتريا لحماية المحاصيل

كلمة فيروس وحدها قادرة أن تصيبنا بالهلع.. فالإنفلونزا فيروس، والالتهاب الكبدي الوبائي فيروس والإيدز فيروس. لكن ليست كل الفيروسات ضارة كما تظن. هناك بعض الفيروسات مظلومة بهذا الفكر الشائع عن الفيروسات الذي سببه الفيروسات الشريرة. هناك فيروسات تستطيع أن تستخدم كعلاج.. سواء للإنسان أو للنبات هذه الفيروسات هي لاقمات البكتريا أو البكتيروفاج.

لاقمات البكتريا هي فيروسات متخصصة في قتل البكتريا، حيث تقوم بزرع الحمض النووي الخاص بها داخل البكتريا لتجبرها على مضاعفته، بعد ذلك ينفجر جدار البكتريا وتموت لتخرج لنا عدد أكبر من لاقمات البكتريا كل واحد منها يهاجم بكتريا أخرى. الأمراض البكتيرية كثيرة لدى الإنسان ويمكن استخدام البكتيروفاج كبديل عن المضادات الحيوية لكننا الآن بصدد التحدث عن النباتات.

فهناك نوع من البكتيريا يسمى رالستونيا Ralstonia solanacearum bacterium يصيب الكثير من المحاصيل الهامة كالطماطم والبطاطس والموز، وتؤدي الإصابة بهذه البكتريا إلى تلف المحصول، مما يؤدي إلى خسائر مادية كبيرة، ويقلل كمية المحصول وبالتالي يرفع أسعار المحاصيل ويرتفع نسبة الجوع على مستوى العالم، لذا فمقاومة تلك البكتريا أمر هام جدًا لحماية المحاصيل.

في العادي يستخدم الفلاحون المبيدات الكيمائية، لكن مشكلة هذه المواد أنها لا تكتفي بقتل البكتريا وإنما تضر بالإنسان والحيوانات المحيطة وتلوث المياه والتربة. لذلك كان لابد من إيجاد بديل، والبديل الأفضل هو لاقمات البكتريا.

لكن يجب هندسة الفيروس حتى يستطيع أن يقتل هذا النوع من البكتريا وهذا بالفعل ما فعله الباحثون من جامعة يورك، واستطاعوا هندسة فيروس قاتل لهذا النوع من البكتريا واستطاع هذا الفيروس القضاء على 80% من البكتريا عند رشها به.

80% ليست نسبة قليلة، فأنت تحمي 80% من المحصول المحتملة خسارته هذا أمر جيد جدًا علمًا بأن النباتات ستكون خالية من المواد الكيمائية الضارة. ولا يزال البحث مستمرًا لتطوير الفيروس حتى يستطيع قتل نسبة أكبر وليكون أكثر فاعلية وأقل تكلفة. بعد هذا البحث ربما تشهد الأيام القادمة ولادة نوع جديد من مضادات البكتريا النباتية يعتمد على لاقمات البكتريا.

المصدر
جامعة يورك

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى