
الآثار النفسية للتنمر.. أصبح التنمر حالة تحت المجهر في جميع أنشطة الحياة، وفي مقدمتها المدارس التي تدرس تلك الحالة وتمنع انتشارها بين الفئات المختلفة، تعرف على الآثار النفسية للتنمر، وكيفية التخلص منها بحلول فعالة من وجهة نظر علم النفس.
الآثار النفسية للتنمر
توجد الكثير من السلبيات التي يتسبب فيها التنمر، فالذي يقع تحت طائلة التنمر نجد أنه يتعرض لحالة نفسية سيئة جدًا قد تؤدي به إلى الاكتئاب والانعزال عن المحيطين به، ولا يقف عند هذا الحد بل قد يتحول إلى شخص سلبي ومتنمر في حد ذاته على الآخرين، لذا سينشأ ذا صفات سيئة نتيجة التراكمات التي تعرض لها.
وقد تزداد حدة تلك الآثار لتصل إلى حد محاولات الانتحار، والتي يمكن أن لا يتم تداركها، نتيجة حدة رد الفعل لدى المتعرضين للتنمر.
الرفض للواقع ومحاولة تغيير سبب التنمر بطرق تضر بصحته وبحياته وتشكل خطر عليه، لكنه لا يتوقف عند هذا بل يكمل مسيرته في التغيير.
إحساسه بالنقص المعنوي والنفسي، والذي يكون نابع من تلك الحالة التي تم وضعه فيها نتيجة اختلافه عن الآخرين.
وللأسف أن من كبروا بذكريات أليمه عن التنمر ومروا بظروف نفسية صعبة لم يتخلصوا من ذلك، وظلت عالقة بالذاكرة دون تخطي ذلك، وبمجرد ذكر ذلك المسمى قد يسترجعون ذكريات مؤلمة وتلحق الضرر بهم.
حالة العنف والاضطهاد التي قد تنشأ عند المتنمر بهم ضد المجتمع المحيط، أو ضد الطبيعيين والتي قد تولد انفجارا نفسيا ومعنويا يحمل الكثير من الأضرار التي وصلت على مدار التاريخ تحت مسمى الحروب العنصرية، والتي تقوم ضد فئات معينة تم التنمر بهم.
كيفية علاج الآثار النفسية للتنمر
يجب الإسراع في علاج آثار وسلبيات التنمر بطرق نفسية وسلوكية وأيضًا بطريقة يستوعبها ويقتنع بها ذلك الذي تم التنمر به، كأن يتم تحويل الشخص المتنمر للتحقيق أو المعاقبة، أو تقديم الاعتذار لزميله الذي تنمر به.
ولكن هذه الطريقة تجدي نفعًا مع تلك الحالات المعروفة، لكن الأغلبية العظمى من المتنمر بهم يعانون من تلك الحالة مع المارة في الشوارع أو من يصادفهم في الحياة اليومية، الذين يمثلون عبء كبير على الحالة النفسية للشخص.
تلك الأحداث الأصعب التي لا يستطيعون أن يتداركوا تلك النظرات التي تحيطهم وتشكل لديهم حالة من التنمر الصامت القاتل، حين تنظر حولك وتجدهم يطيلون النظر نحو قامتك القصيرة، ونحو يديك التي تم بترها، أو طولك غير الطبيعي، أو تلك الرموش البيضاء.
يجب أن تقوي ثقتك بنفسك وتجعل من ذلك الاختلاف مصدر القوة، ولن يحصل ذلك بدون أن تكون ناجح ومجتهد ومثابر، وتخطي عقبات الفشل حتى تصبح مميز في حياتك العملية والدراسية ومتفوق، هنا ستنشغل بأشياء لها قيمة وتستحق النظر والاهتمام بها أكثر من هؤلاء القلة المتنمرة، والتي لا تستحق كل ذلك الاهتمام.
أيضًا أن تكون ناجح صادر من دعم المقربين والمحبين الذين يحيطون بك، فلا تنظر للبعض الذين يحملون الطاقة السلبية لك، ويشعرونك بتكبير وتضخيم حجم الاختلاف وفجوة التناقض بينكم، عليك أن تتجنبهم وتركز في حاملي الطاقة الإيجابية لكي تصل إليك بكامل قوتها وتكون مصدر تقدم ومثابرة.
ومن النماذج المحيطة التي خلقت من ذلك الاختلاف ومن ذلك التنمر قدرات فعلية مؤثرة في الآخرين، مثل الشخصية الإعلامية الأشهر أوبرا وينفري، والتي خلقت من الشخصية السمراء، تلك الحالة العالمية المتميزة.
وهناك الكثير من النماذج وخاصة في بطولات الأولمبياد للقدرات الخاصة تجدهم يتحدون الكثير من الإعاقات، ويحققون النتائج المذهلة والمتقدمة.
المصدر: عبدالرحمن صليهم، ظاهرة التنمر عند طلاب المرحلة الابتدائية من وجهة نظر المعلمين.