قصص الرعب

The house البيت “الجزء الأول”

شسبثبثلر
القصة ابتدت بعد ما عدى شهر على طلاقي، كان  شخص غريب وبيتهيألوا حاجات غريبة ومكنتش قادرة أكمل أكتر من كدة بصراحة، مريم (بنتي) كانت بتتأثر بكلامه وبقت منطوية.. ملهاش صحاب ودي حتى بقت تخاف تروح الحضانة! خدتها وروحنا مدينة تانية عشان نبدأ حياة جديدة بعيد عن باباها ومعتقداته.

وبعد أسبوعين معاناة وتعب على إني أدور على بيت لاقيت واحد مناسب للمبلغ اللي معايا، الحقيقة إني استغربت في الأول إزاي بيت كبير زي ده يبيعه بمبلغ صغير زي اللي طالبينه وخصوصًا إنه في حي نضيف وراقي، بس اللي كنت ملاحظاه إن البيت مظلم وباهت بس مينفعش أركز على كل الحاجات دي، أنا ما صدقت لاقيت حاجة مناسبة ولما أشتغل ويبقى معايا فلوس أبقى أدور على بيت جديد.

اتفقت مع اللي هيبيعولي البيت إنهم ينزلوا المبلغ، الغريب إنهم نزلوا المبلغ من غير أي مناهدة أو جدال في الموضوع، ولما سألتهم عن ليه ممكن هيسيبوا البيت مردوش رد واضع وصريح الزوجة قالت حاجة، والزوج بصلها بصة عشان تسكت و قال حاجة تانية! محاولتش أفكر كتير في الموضوع كان بس هاممني الأيام اللي جاية دي تعدي على خير.

عدى تلات أيام والموضوع كان تمام وانبسطت جدًا أنا ومريم وإحنا بنوضب البيت وأوضتها، وقعدت أكلمها عن إزاي ممكن الموضوع يكون صعب في الأول بس هي هتكون صحاب كتير وهيبقى عندها حياة أجمل وأهدى من حياتها القديمة بس مريم قاطعت كلامي وقالتلي: “ماما، أنا بقى عندي صاحبة اسمها إيلين”

إيلين؟ ممكن تكون بنت جارتنا أو حاجة

“وكمان عايشة معانا هنا يا ماما، و شبهي في كل حاجة، طريقة كلامها لبسها وشها كل حاجة، بس للأسف بتختفي بالليل”.

مشغلتش نفسي بالموضوع ممكن صديقة خيالية، الأطفال بيبقى عندهم خيال واسع وأنا مش بعتقد بالأرواح ولا الجن فمجرد خيال مش أكتر.

كان يوم متعب وده أول يوم من ساعة ما جينا أنام فيه. مكملتش حوالي تلات ساعات وسمعت صوت صريخ طفل، جريت على أوضة مريم أشوف مالها بس هي كانت نايمة عادي، ممكن كان يكون حلم أو حاجة فأنا صحيت مخضوضة.

بس لما بصيت ناحية السلم لاحظت شيء غريب، ست بتبصلي بطريقة غريبة، لابسة نفس لبسي، كل ما أقرب منها تقربلي، كانت شبهي، وكإني باصة في المرايا بالضبط، وفجأة قربت مني جدًا وبصوت واطي همستلي في ودني: “أنتِ سارة، مش كدة؟”

كنت برتعش، جسمي كله واقف مكانه وهي بتبصلي بابتسامة سخيفة، قربت مني تاني وهمستلي “دي تاني مرة بسألك، أنتِ سارة؟”

اه، اه أنا سارة، أنتِ مين؟

كانت ملاحظة عليا علامات الخوف والتوتر، بصتلها وابتسامتها كانت بتحسسني إنها شمتانة فيا، راحت قعدت على الكرسي وولعت سيجارة.

“طب يا ستي أعرفك بنفسي، أنا ساندي و…”

آسفة إني بقطع كلامك، بس أنتِ إزاي دخلتي هنا وإزاي شبهي للدرجة دي، حتى طريقة كلامك؟!

“ده اللي كنت لسة هقوله يا سارة قبل ماتقطعيني، أنا قرينك”

قريني؟ أنا مش فاهمة حاجة، قريني إزاي، وليه تطليعلي دلوقتي، قصدي ليه يعني اليوم ده ومش قبل كدة.

“سارة، أنا مينفعش أتكلم أو أقولك أكتر من كدة، أنتِ عرفتي أنا مين واسمي، ومعتقدش هتحتاجي تعرفي أكتر من كدة”

طب استني، هي إيلين اللي مريم حكتلي عنها دي بنتك؟

“هزت رأسها وقالتلي اه، واختفت تمامًا”

حسيت بتعب في جسمي، رجلي متجمدة على الأرض، مش قادرة انطق بحاجة، أنا بس مستغربة، قريني؟ أنا أول مرة أسمع عن القرين وإنه ممكن يظهرلي أصلًا، عشان كدة قولت هنام وأصحى أروح لأقرب مكتبة وأدور على كتب ليها علاقة بالجن والأرواح.

وفي الطريق تاني يوم الصبح حاولت أقنع مريم متكلمش إيلين دي تاني، بس كنت بحاول أطلع منها أي أسرار.. على العموم أنا لازم أقرأ الأول يعني إيه قرين؟

جبت كتاب عن الأقران والأرواح باسم “القرين، العدو الخفي للإنسان” وكتاب ألوان لمريم تلون عقبال ما أقرأ.

روحت واستنيت مريم تنشغل وقعدت على كرسي الطرابيزة -القرين: القرين هو شيطان مميز في عالم الجن فلكل إنسان قرين من الشياطين يخلق مع خلقه ولا يموت القرين تحت أي ظرف إلا بموت الإنسان نفسه وهو مصدر الشر له وواجبه الأساسي هو…

“عارفة يا سارة؟ أنا كمان مطلقة على فكرة بس احنا في عصر متقدم عنكم شوية، هتلاقيها في آخر جملة في الصفحة”

مستغربة إنك ظهرتي تاني، ممكن تقوليلي أنتِ عايزة إيه بالضبط؟

“اهدي يا سارة، أنا مش عايزالك شر خالص، بصي بصراحة أنا جاية أوصلك رسالة”

رسالة؟ رسالة إيه؟ معتقدش إني ممكن أكون محتاجة رسايل منك، غير إنك تبعدي عن حياتي، أنا نقلت عشان أعيش حياة أحسن ومش مستعدة تتدمر.

“دي مجرد تهيأت، افتكري الجملة دي كويس”

مصدقتش كلامها، أنا هروح أنام.. محتاجة أفضي دماغي.

في نفس توقيت المرة اللي فاتت سمعت نفس الصرخة، وكالعادة قمت وكنت مستنياها تظهر تاني.

بس مش هي اللي ظهرت.

“سارة، وحشتيني”

ماما؟ ده حلم صح؟ ماما ماتت من سنة….

ماما؟ أنتِ بتعملي إيه هنا؟!

“مش مبسوطة إنك شوفتيني؟ إنك هترجعي تكلميني تاني؟ على فكرة يا سارة أنتِ لازم ترجعي تاخدي أدويتك وترجعي المصحة تاني، أنتِ مش شايفة كدة بردو ولا إيه”.

وقفت متذنبة مش عارفة أقولها إيه..

“إيه؟ مش فاكرة الأحلام اللي كانت بتجيلك ولا إيه؟ التهيأت اللي كانت بتجيلك اللي خليتك تقتليني، مش فاكرة دي كمان؟”

لا يا ماما أنا مقتلتكيش، أنتِ اختفيتي وبعدين الشرطة قالتلنا إنها لقت جثتك قدام النهر.

“طب بلاش أنا، فاكرة أختك؟ خالك؟ البنت صاحبة بنتك؟ جثث تانية كتير مختفية يا سارة وأنتِ اللي قتلتيهم؟

لا مش أنا اللي قتلتهم، أنتِ ليه فاكرة كدة؟

“عشان شوفتك”

مقدرتش أقف معاها أكتر من كدة، روحت على سريري بسرعة، كنت سامعة صوت خطواتها ورايا..

“خلي بالك من مريم”

إيه علاقة مريم بالموضوع، وليه أصلًا قالت كدة، هل هي صح؟ أنا فعلًا اللي قتلتهم؟ لا لا، أكيد لا مش أنا دي مجرد صدف، احنا مدينتنا كانت فيها قتالين كتير.

نمت، والغريب إن تاني يوم صحيت على خبر في الجرنال.. “موت مشبوه لشخص يُدعى يوسف علي” إيه ده، ده طليقي إزاي مات؟ إزاي حصل كدة؟ وتحليل الطب الشرعي بيقول إن عدى على الجثة تلات أسابيع… ده أول ما نقلت من المدينة خالص، معقول حد قدر يدخل البيت ويقتله، ممكن كان يكون انتحر من كتر تهيأته، أكيد الطب الشرعي هيعرف كمان أسبوع.

مشغلنيش الموضوع أوي ولا حتى كنت متضايقة، أنا بعدت عنه خالص وعن حياتي القديمة دي.

بعد مرور أسبوع..

“أنا المقدم أحمد، أنتِ سارة طليقة يوسف علي مش كدة؟”

آه أنا، فيه حاجة؟

“مطلوب استدعائك للنيابة”

طب ممكن أفهم فيه إيه؟

“هنتكلم لما نوصل هناك..

” متهمينك بقتل يوسف، طليقك”

أكيد كل ده غلط، أنا هقتله ليه أنا نقلت من المدينة وهو كان لسه عايش وسلم على بنتي مريم، حتى ممكن تسألها..

“غريبة، الورق موضحلنا إن أنتم معندكمش أولاد خالص في سبع سنين جوازكم!”

إزاي معندناش أولاد، أنت مش واخد بالك منها، أهي واقفة جمبي!

“أستاذة سارة أنا مقدر كم الصدمة اللي أنتِ بتمري بيها بس ده ميخلكيش تشاوريلي في الهوا وتقوليلي بنتي أهي”

أنا مش عارفة حضرتك بتكدبني إزاي، ممكن يكون المشكلة في نظرك.

“المشكلة في نظر خمسة في نفس الأوضة وأنتِ بس اللي كويسة، يؤسفني إن اللي حصل ده دلوقتي ضعف موقفك في القضية، عسكري! لوسمحت خدها على الحجز.”

إزاي ياخدوني من غير أدلة غير إني طليقته، وحتى مش عارفة هيعملوا إيه في مريم اللي هما مش معترفين إنهم شايفنها!

لازم أوكل محامي، أنا فعلًا مظلومة.

جه العسكري و نادى على اسمي، الضابط كان عايزني بيقول فيه زيارة.

لاقيت بابا وماما قاعدين، سلمت على بابا جامد بس كان على وشه علامات خوف مني، ماما مرضيتش تسلم عليا وكانت بتبعد ولما سألت بابا، هي ماما مبتسلمش عليا ليه؟

“أنا بس اللي موجود يا سارة، مامتك ماتت من سنة ونص”

بدأت شكوكي في العالم كله، ليه دايمًا مكدبني كدة، ده أنا حتى بنته هو عشان يغطوا على غلطاتهم يكدبوني؟

 

يُتبع…

زر الذهاب إلى الأعلى