كيف نجح قصر فرساي في دفع الفرنسيين للثورة

كتبت: هاجر طلعت

في صباح يوم السادس من أكتوبر لعام 1789م اقتحم المئات من الرجال والنساء الجائعين قصر فرساي مقر الحكم الأسطوري في فرنسا وأتلفوا القاعات الذهبية وقاموا بضرب الحراس وقطع رؤوسهم..

توجه الغوغاء عبر الممرات الرخامية المزينة بالأعمال الفنية المملوكة آل بوربون، واتجهوا نحو جناح ماري أنطوانيت، هربت الملكة لجناح الملك لويس السادس عشر قبل أن يأتي ضابط الجيش الفرنسي جيلبر دي موتيية لتهدئة الجماهير وأجبر الزوجان وأطفالهما للسفر لباريس لإقامة في قصر التويليري.

لويس الرابع عشر وبداية الانحطاط:

في القصر احتشد موطنوا فرنسا وأخيرًا تمكنوا من رؤية الكماليات المفرطة في فرساي، ساروا في قاعة المرايا التي لن تشعر مرة أخرى بخطى الملك أو الملكة، لم يكن الأمر هكذا لعقود عديدة كانت روعة فرساي مصدرًا لفخر الفرنسيين، وكان يُنظر إلى فرساي كرمز مجيد للملك المطلق ولعائلة العائلة المالكة لفرنسا وللدولة نفسها، ولكن قبل الثورة الفرنسية بفترة وجيزة حذر البعض من تجاوزت القصر كان مصدرًا للبذخ الشديد.

ليس من المستغرب أن يكون لويس الرابع عشر المعروف بملك الشمس والرجل البغيض على الإطلاق هو المسئول عن تحويل ما كان ملاذًا صغيرًا للصيد الملكي إلى أكبر قصور العالم.. كلف المهندسون المعماريون والمصممين في أوروبا وأنفق مبالغ كبيرة من أموال دافعي الضرائب على قصر فرساي الذي يضم أكثر من 2000 غرفة وحدائق رائعة ونوافير وحدائق خاصة بالحيوانات وحمامات على الطراز الروماني من أجل إهدائه لعشيقته.

قاعة المرايا:

في الوقت الذي يعيش فيه معظم الرعايا الفرنسيين في بيوت خشبية وحجرية كان لويس يبنى قاعة المرايا التي تبهر الناظر لها إلى اليوم يبلغ طولها 240 قدم لها سبع نوافذ والجدران مصنوعة من الرخام المزخرف وتحتوي على تماثيل عتيقة، في السادس من مايو عام 1682م نقل لويس رسميًا مقر الحكم للقصر وطالب بحضور النبلاء والعائلة المالكة في فرساي للعيش في أجنحة خصصت لهم كان ذلك لتحييد قوة النبلاء مما خلق مرتعًا من البذخ والإسراف، الكثير منهم لا يفعلون إلا صرف المال واللعب.

الملاهى الملكية:

تم إنفاق مبالغ طائلة على الأزياء والملاهي الملكية والحفلات الموسيقية وغيرها كانت المقامرة هواية الملوك الثلاثة للحكم في فرساي كانوا يخسرون في بعض الحالات مبالغ طائلة، واحتسب النبلاء مكاسبهم بمئات الآلاف في أحد المرات فقد حفيد الملك مبلغ 600000 فرنك ودفعها جده في نفس الوقت الذي عاشت فيه فرنسا في حالة فقر تم صنع ثروات وفقدها في فرساي كانت الرشوة شائعة والكسب غير المشروع والاختلاس، كانت الإسطبلات الملكية هدفًا للفساد في عام 1775م اتهم أحد النبلاء بأخذ 120 خيل من خيول الملك لاستخدامه الشخصي.

بعد وفاة لويس الرابع عشر اعتلى العرش لويس الخامس عشر وبعد وقت توج لويس السادس عشر ملكًا لفرنسا عام 1774م واكتسب فرساي سمعة سيئة وتدهور بسبب كثرة عشيقات لويس الخامس عشر.

فرساي أحد أهداف الثورة الفرنسية:

في الثمانينات من القرن التاسع عشر عندما عمت الفوضى ودخل الاقتصاد مرحلة متدهورة بدأت الاحتجاجات المتكررة وظهرت كتيبات تصور المقامرة الفاسدة والإنفاق الوحشي للعائلة المالكة في فرساي أدى لـتظاهر 2000 عامل كانوا يتضورون جوعًا خارج فرساي عام 1786م وأصبحت الملكة النمساوية المولد رمزًا مكروهًا لكل الشعب تجاوزت ميزانية ملابسها سنويًا 3.6 مليون دولار من الإنفاق المحلي بجانب قرية التسلية التي بنتها في الفترة التي سبقت الثورة الفرنسية. وصلت شائعات البذخ الزائد في فرساي لأعلى مستوى على الإطلاق وليس من المستغرب أن جاءت الثورة في النهاية وكان فرساي أول الأماكن التي تعرضت للهجوم ..