جمعيات سرية ازدهرت المجتمعات السرية على مر التاريخ واعتبر الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وأعضاء العائلات المالكة بالعالم من ضمن أعضاء جمعيات كفرسان المعبد والماسونيين والمتنورون ومجموعة بلدربيرغ وغيرهم، وتُعد جاذبية الجمعيات السرية هي أنها جزء من الغموض وجزء من الأساطير حيث أحيطت بها نظريات المؤامرة على مر التاريخ وظهرت شائعات بتورط أعضائها في أحداث مهمة كالثورة الفرنسية واغتيال كيندي ولكن من المهم فصل الحقيقة عن الخيال وإليكم القصص الحقيقية وراء الجمعيات السرية الأكثر تميزًا في التاريخ.
جمعيات سرية فرسان الهيكل:
فرسان الهيكل محاربون لحماية الحجاج المسيحيين للأراضي المقدسة خلال فترة الحروب الصليبية على المشرق تأسسوا بالأمر العسكري عام 1118م من قبل الفارس الفرنسي هيوجز دي بانز جمع الجنود الفقراء وكان مقرها جبل الهيكل في القدس وتعهد الأعضاء على العيش بالعفة ومنع لعب القمار والكحول وحتى السباب واشتهروا ببراعتهم العسكرية وأسلوب حياتهم الأخلاقي حتى أصبحوا واحدة من القوى الأقوى والأكثر ثراءً في أوروبا وزاد نفوذهم عام 1139م أصدر البابا إنوسنت الثاني قرار بمنعهم من دفع الضرائب وفي ذروة قوتهم امتلكوا جزيرة قبرص وأسطول السفن وكانوا يقرضون الملوك المال.
وبعد فتح عكا وانتهاء الحروب الصليبية انسحب فرسان الهيكل لباريس وركزوا في مساعيهم المصرفية وفي عام 13 أكتوبر 1307م قام الملك فيليب الرابع ملك فرنسا بنفي فرسان الهيكل ومنعهم من الحصول على القروض واعتقل مجموعة منهم وتم تعذيبهم بتهم الفساد كذبًا، وفي عام 1309م شهدت مدينة باريس إحراق العشرات من سكان المعبد بسبب جرائمهم المزعومة وتحت ضغط من التاج الفرنسي، قام البابا كليمنت الخامس بحل جمعية فرسان الهيكل رسميًا في عام 1312 وإعادة توزيع ثرواتهم وبدأت الشائعات بأن فرسان الهيكل يحرسون الكأس المقدسة التي بدأت تظهر من منظري المؤامرة وتواصلت الكتب الشعبية عليهم مثل كتاب شفرة دافنشي.
جمعيات سرية الماسونين:
يمكننا تتبع أثر الماسونين للعصور الوسطى في أوروبا في وقت تم فيه تنظيم معظم النقابات المحلية للحرفيين بحكم طبيعتهم كان عليهم السفر من مدينة إلى أخرى وتعرفوا على بعضهم البعض من خلال علامات من تجارتهم مثل البوصلة والبرجل رمز الماسونية كانت الإشارة الأولى إلى البنائين هي قصيدة Regius Poem والتي نُشرت عام 1390 م ولكن الماسونية كما نعرفها اليوم تأسست عام 1717م عندما تم دمج أربعة مساكن في لندن لتشكل المحفل العظيم وانتشرت الماسونية بسرعة في جميع أنحاء أوروبا ومنها إلى المستعمرات الأمريكية.
والماسونية ليست ديانة بالرغم من تشجيع الأعضاء على الإيمان بالكائن الأعلى أو المهندس المعماري الأكبر للكون وقد تسببت الطقوس السرية في الصراع مع الكنيسة الكاثوليكية، أدانتهم وأصدرت 20 مرسوم ضدهم وفي عام 1985م أكد الأساقفة الكاثوليك على تلك القيود ولكن الكنيسة لم تكن عدوهم الوحيد اكتسبت سرية البنائين الأحرار انعدام الثقة في أمريكا في وقت مبكر لدرجة أنها ألهمت بحزب الطرف الثالث.
اليوم متواجدين بشكل كبير بالعمل الخيري والبارز منهم Shriners وهي مجموعة فرعية معروفة باسم he Ancient Arabic Order Nobles of the Mystic Shrine في نيويورك.
المتنورون:
تم تأسيسها من قبل البروفسور آدم وايسهاوبت في بافاريا في مايو لعام 1776م سعى لقضاء على سلطة الكنيسة الكاثوليكية والتخلي عن الدين لصالح العقل، مستوحاة من فكرة التنوير في عصر النهضة الأوروبي واستند لأفكار اليسوعيون وتسلل للنزل الماسونية لتجنيد بعض الرجال منها الأكثر نفوذًا في أوروبا.
ازدهرت المنظمة قبل القضاء عليها من قبل كارل ثيودور الذي أصدر مرسومًا بالعقاب بالإعدام عام 1787م لأعضائها ولكن ذلك لم يوقف الكلام عن أنشطتهم السرية وكانت تلك المنظمة سبب الإلهام لدان براون في كتابة الملائكة والشياطين.
العظام والجمجمة:
هي من ضمن جمعيات سرية تأست في جامعة يل في نيو هيفن في كونيتيكت عام 1832م من قبل رجل الأعمال ويليام هنتنغتون راسل كانت مستوحاة من جمعية سرية تم زيارتها في ألمانيا ضمت الجمعية عددًا من الشخصيات البارزة ووسطاء السلطة من ضمن أعضائها ويليام هوارد تافت وجورج إتش دبليو، بوش الابن، ومؤسس مجلة تايم هنري لوس ؛ وزير الخارجية السابق جون كيري ؛ و 500 من النخبة وأعضاء وكالة المخابرات المركزية، درات حولها الكثير من الشائعات والكلام ورمزها الجمجمة مع عظميتين بشريتين.
مجموعة بلدربيرغ:
تم عقد اجتماعها الأول عام 1954م في فندق de Bilderberg ومنة حصلت الجمعية على اسمها كان الاجتماع بمثابة تجمع لسياسيين الأقوياء من أمريكا الشمالية وأوروبا بهدف تعزيز العلاقات بين القارتين وسط تزايد المعاداة وعلى الرغم من كونها ليست سرية تمامًا كغيرها إلا أن اجتماعتها حاوطها الغموض من أبرز رجالها بيل كلينتون ومارغريت تاتشر وأنجيلا ميركل وتوني بلير ووهنري كيسنجر، ويُمنع الصحفيون من حضور الاجتماعات.
أثار مستوى السرية المحاوط لهم الكثير من التساؤلات منها نظريات أن الجمعية وراء إنشاء الاتحاد الأوروبي وغزو العراق وقصف صربيا حسبما ذكرت صحيفة النيويورك تايمز ولكن الموضوعات المعروفة للجمعية هي تغير المناخ والأمن السيبراني.
ما يحدث خلف الأبواب المغلقة لتلك الجمعيات السرية ظل مصدرًا للنقاش لقرون وما هو واضح أنها لا تزال تثير خيال وفضول الجماهير.
إقرأ أيضاً
10 اختراعات ترجع للهنود الحمر السكان الأصليين للأمريكتين