طلاسم

أنين الموتي بقلم: محمد جمال

أنين الموتي بقلم: محمد جمال

عام 1890 كان العام الذي تم فيه إعدام السيدة إليزابيث بوتس أول سيدة يتم إعدامها شنقا في الولاية … في الواقع هي السيدة الوحيدة التي تم إعدامها في تاريخ ولاية نيفادا ..

لذا دعني أسرد عليك حقيقة ما حدث …

بدأت الأحداث حينما ظهرت صحفية شابة من إيلكو إنتقلت إلي منزل عائلة بوتس السابق و كانت سعيدة جدا بالمنزل لدرجة أنها كتبت مقالات تتغزل فيها و تحكي عن جمال المنزل ..

وفي الواقع بلدة كارلن بلدة لطيفة و رائعة و أهلها يتمتعون بالكثير من صفات اللطف و الأدب و لكن … يوما وراء يوم تحولت سعادة الصحفية الي خوف ..

في إحدي الليالي إستيقظت الكاتبة في فزع مع زوجها بسبب صوت زمجرة مرعب يخرج من خلف الجدران .. خرج زوجها باحثا عن مصدر الصوت في المنزل و في الحديقة و حوله و لكن بلا فائدة .. لم يجد أي مصدر للصوت ..

و بالطبع لأنها تمتلك حسا للدعابة كتبت الصحفية عما حدث في مقالتهاو أعربت عن مقدار المتعة التي شعرت به حينما أدركت أن منزلها مسكون ..

و خلال أسابيع … بدأت أصوات الزمجرة المرعبة تصبح أوضح و بالتدريج أصبحت أشبه بأصوات الأنين و أصبحت تستمر لساعات و ساعات معذبة الصحفية و زوجها وحارمة إياهم من متعة النوم الهاديء …

و هنا أخبرت الصحفية زوجها أنها تريد رؤية القبو و بالرغم إدراكها أنها لن تجد شيئا فيه سوا ربما بعض قطع الأثاث المحطمة و لكن الفضول مع حقيقة أنها لم تدخل القبو منذ قدمت الي منزل دفعاها إلي ذلك القرار بقوة ..

و في النهاية وجدت نفسها أمام باب القبو تمسك بمقبضه الحديدي الصدء و تدفعه برفق ليصدر أزيزا مزعجا بينما يتزايد صوت الأنين من خلف جدران المنزل ..

شعرت بخيبة الأمل لإنها لم تجد شيئا .. فقط بعض قطع الأثاث هنا و هناك و لكن و بينما تجول بعينيها داخل القبو مع إستمرار صوت الأنين .. شعرت بالخوف يشل حركتها حينما وجدت كومة من العظام البشرية بين الأثاث ..

و بسرعة يحركها الخوف أبلغت الصحفية و زوجها السلطات .. و بينما أصبح المنزل صاخبا بسبب كثرة رجال الشرطة تم التعرف علي هوية صاحب العظام وهو مايلز فوسيت .. بائع متجول بسيط إعتاد التجوال في البلدة و بيع بعض الأشياء لعائلة بوتس ..

و بالطبع تم إستدعاء السيد و السيدة بوتس لمعرفة سبب وجود العظام في قبو منزلهم و خلال التحقيق إعترفت إبنتهم الصغيرة ذات الخمس سنوات أن والدتها السيدة إليزابيث بوتس قتلت الرجل و أحرقت جثته حينما كان والدها في العمل ..

و لكن لإن الزوج ساعد زوجته في إخفاء الجثة .. تم إعدام الإثنين معا ومنذ ذلك الوقت .. توقفت أصوات الأنين في المنزل ..لتترك سكانه في سلام ..

و كانت هذه إحدي أولي القضايا المسجلة التي أرشد فيها الميت السلطات لقاتله ..

زر الذهاب إلى الأعلى