الهراء النفسي.. هناك أمراض نفسية في ظاهرها تكون بسيطة ويسهل علاجها، لكنها في حقيقة الأمر تكون شائكة ومعقدة وتضر بالصحة النفسية للمريض، وبينها الهراء النفسي، فهو واحد من تلك التصنيفات الخطيرة في علم النفس.
الهراء النفسي
هي تلك الحالة التي تصيب الإنسان تجعله تحت اضطراب نفسي وعقلي بدون تمييز، قد تسمى هذيان أو هراء أو هوس نفسي أو الذهان، ينتج عن تلك الحالة أعراض كثيرة يقع المريض فيها تحت طائلة حالة التفكير غير المنظم، مع إصدار تصرفات تحمل الغرابة الغير متوافقة مع منطق التفكير.
فتجد المريض غير موزون في تصرفاته وأفعاله، يحمل الكثير من التخبط وعدم التركيز، وقد تصدر التعبيرات عن هذا الهذيان بمصاحبة أعراض بدنية مثل الاندهاش والتعجب، أو الذهول البصري.
وفي الغالب يكون هذا الهراء عرض طبيعي مع بعض الأمراض؛ مثل الخلل في الكلى وتضخم الكبد وسرطان الكبد، وبعض الحالات المتفاقمة من فيروس سي، للأسف بعض الحالات تصبح في مراحل متقدمة من اكتشاف المرض، ويصبح الهذيان واحدا من أهم الأعراض لتشخيص المرض.
المرض يظهر أيضًا في سن الشيخوخة وكبار السن وأعراض التأخر العقلي للكهولة، وقد يكون مؤقت عند البالغين والكبار نتيجة الضغوطات التي يعايشونها ويعاصرونها والأحداث الضخمة التي لا يستطيع العقل إدراكها وقت حصولها، لكنه يحتاج لوقت للتعافي والرجوع للطبيعة المتزنة.
الهراء النفسي وطرق التغلب عليه
يجب التدرج لإقناع الشخص بأبعاد حالته وتعريفه بوضعه الصحي الذي لا ينفي توقف قدرته العقلية ولا يسمح بوصفه بالجنون، فهو اضطراب عقلي من نوع آخر، هنا يتم بداية العلاج الفعلي لكن يجب أن يكون الشخص مقتنع بذلك.
ويجب أن لا يشعر بالهلع والصدمة على مدى خطورة حالته، يتم وضع المريض تحت الملاحظة، ومعرفة مدى مقاومة العقل والجسم لتلك الحالة النفسية، وهل سيشعر المريض بما فعله أو قيامه بتلك اللحظات من الهراء أم ينسى ذلك.
أغلب الذين يعانون من أمراض الكبد والكلى سيشعرون بتلك الحالة من عدم التركيز والهراء، وخاصة إذا صاحبتها أعراض جسدية، لكن عند تفاقم الحالة لن يدركون الإفاقة من تلك الحالة، ولن تدوم حالة الوعي عندهم طويلًا بل قد يستمر الهراء النفسي لأيام وليالي طويلة، وهنا يتم الإنذار بسوء الحالة.
علاج الهراء النفسي
في الغالب يصاحبها تشنجات يجب الدخول على إثرها للعناية المركزة، والبقاء تحت تأثير المهدئات التي تعطى بصورة منخفضة لأنها على الأرجح تتعارض مع الكبد والكلى.
ومرضى الزهايمر يعانون من تفاقم تلك الحالة بشكل كبير جدًا، وتستدعي الرعاية الفائقة حتى لا يصابوا بالضرر النفسي والبدني في بعض الأحيان.
وإذا كانت حالة الهراء النفسي مؤقتة المدى ومرتبطة بحدث معين، وستزول بزوال التأثير السلبي، يجب هنا التدخل العلاجي بالطب النفسي وذلك بتقديم نماذج لروتين حياة مختلف تمامًا والبعد عن جميع المعطيات التي ساهمت في ظهور تلك الحالة، والانشغال بأشياء تعمل على تشغيل العقل والفكر في تركيز حاد.
لا يجب ترك النفس البشرية للتفكير غير العملي والغير جاد، والذي يجعلها تدخل في مرحلة تهيآت غير صحيحة وغير واقعية، أو توقع أشياء افتراضية غير ملموسة.
فالرياضة وممارسة الهوايات والاستمتاع بالحياة، وحل المشاكل العالقة، والتقرب لأشخاص أكثر حكمة، يجعل عقلك مشغول بأشياء ذات قيمة، دون التفكير في أبعاد غير منطقية.
المصدر:
وليد السحيباني، الهذيان ما هو أسبابه؟