علم النفس الثقافي.. يتشعب علم النفس حتى يكون دائرة ربط ووصل بين علوم كثيرة، وفي هذه المقالة سنتعرف معكم على ما هو علم النفس الثقافي، وكيف نستفيد منه.
علم النفس الثقافي
تتشكل ملامح علم النفس الذي يخص سيكولوجية الشخص عن طريق العديد من الروابط بين فروع العلم الأخرى والمؤثرات المحيطة، فنجده تارة علم النفس الاجتماعي وذلك لاستقطابه عوامل التأثر من المجتمع.
فعلم النفس الثقافي ما هو إلا ذلك الرابط القوي بين علم النفس بكل أبعاده ومعاييره وبين علم الثقافة، وينبغي الربط بينهم وعدم الفصل، لأن جوانب علم النفس لا تكتمل بدون معايير الثقافة.
مفهوم الثقافة ببساطة وبدون دخول في شروحات معقدة هو جانب المعرفة لدى الفصيل الواحد إن كانت جماعة أو أفراد، وما مدى تطور تلك الثقافة أو انحدارها، وجميع الطوارئ التي قد تغير من ملامح تلك الثقافة.
تطبيقات علم النفس الثقافي
منذ قديم الأزل استخدمت الثقافة لنبوغ علم النفس والعكس، وجعل تلك القاعدة أن مصدر الثقافة ومصدر علم النفس وجميع الأمور الفلسفية المرتبطة بهما والتي يكون مصدرها العقل، وإدراك تلك العلاقة وتطبيقها واستخدامها عن طريق استنتاج العديد من النظريات القائمة على المنطق الفلسفي والقدرة العقلية معًا.
فهنا تكمن الفائدة من وجود داعم لعلم النفس، فجميع علماء النفس والفلاسفة كانت لهم نتائج لنظرياتهم نتيجة الفكر الثقافي، جعلتهم يحيطون ذلك العلم الواسع المتعلق بالصحة النفسية بالتفكير العقلي، وليس هذا فحسب بل توسع وتطور هذا العلم متوقف على تلك القدرة العلمية العقلية والاستنتاج والتحليل والوصول إلى فلسفة يقبلها المحلل النفسي ويطبقها رواد علم النفس.
وبما أنه أصبح علم النفس بأمراضه الكثيرة والمتشعبة والتي تزداد وتختلف أعراضها عامًا بعد عام، وأصبحت الكثير من النظريات تحتاج إلى الكثير من الدراسات المتجددة، إلا أن تلك التعقيدات الجديدة تحتاج لنوع خاص من الثقافة المعرفية والمعلوماتية العميقة.
يتم استخدام ذلك في التوعية التي تحتاجها كل ثقافة على حسب مدى مستواها التفكيري والعقلي بشكل تستوعبه، ولكي تأتي تلك التوعية النفسية بثمار جيدة لا بد من معرفة أن الثقافة تختلف، وأنه في تلك الحالة يجب اختلاف المعايير النفسية التي تقدمها للأشخاص المعنيين.
كما يجب أن يدرك علماء النفس أن الأشخاص ذاتهم لديهم قدرات ثقافية متأصلة فيهم وربما تكون متعارضة مع نظريات علم النفس والتشخيص الطبي النفسي، وذلك قد تواجهه عقبات كبيرة، تقلل من فاعلية علم النفس أو تحبط تلك المساعي الايجابية.
نظريات علم النفس
قد تستفيد منه بعض المنظمات والمؤسسات التي ترغب في توحيد ثقافات مختلفة أو تقريب وجهات نظر أو إقناع أطراف ثقافية متضادة مع مراعاة العوامل النفسية لكافة الأطراف، والتي قد يثمر ذلك عن نتائج فعلية دون الحاجة لاستخدام علوم أكثر تعقيدًا وغير منصفة، بخلاف علم النفس التي يتصف بروح الإيجابية متى ما تم تطبيقه بشكل سليم وفي التوقيت السليم.
من أهم تطبيقات تلك الرابط القوي أن يتم معالجة الكثير من الأمور عن طريق توسيع دائرة العلم والمعرفة لدى الشخص، والذي يعمل بشكل مباشر على التحسين من حالته النفسية وزيادة قدرته على التطور الذي يتبعه بروح التفاؤل والحياة المعرفية، التي تقوده للنجاح على جميع الأصعدة العملية والمهنية والاجتماعية، ومن ثم حياة مادية وعاطفية وصحية أفضل.
المصدر: مايكل كول، علم النفس الثقافي ماضيه ومستقبله