تكنولوجيا

مواد الشفاء الذاتي بقلم: محمود علام

مواد الشفاء الذاتي بقلم: محمود علام
مواد الشفاء الذاتي.. أكيد حصلك قبل كده إن بنطلونك أو قميصك أتقطع وأنت في الشارع.. ممكن حتى عربيتك تتخبط أو تتحك، أو ييجي عيل صغير رذل بمفك يكتبلك عليها إسمه.. ساعتها دايمًا بتتمنى وتحلم إن ييجي اليوم و نخترع ماتيريال يصلح نفسه بنفسه، من غير ما نضطر نخيطه ولا نوديه لسمكري ولا بتاع دهانات.. والنهارده أقدر أقولك إن الحلم ده مبقاش خيال خلاص، خليني أحكيلك أزاي في مقال النهارده..

اكتشاف مواد الشفاء الذاتي

علماء من مركز ريكين RIKIN الياباني للأبحاث، وجامعة كيوشو اليابانية Kyushu University، أعلنوا مؤخرًا عن اكتشافهم لمادة مُصنعة جديدة، بتقدر إنها تشفي نفسها من أي كسر أو قطع، وكمان بتقدر ترد لشكلها تاني لوحدها لو أتخبطت أو إتنت لأي سبب!.. المادة دي مصنوعة من الإثيلين Ethylene اللي هو المكون الأساسي للبلاستيك الطبيعي اللي إحنا بنشوفه في معظم الأدوات البلاستيكية اللي بنستعملها، بس المادة الصناعية الجديدة دي بقى بتتكون بعض إخضاعه لعمليات كيميائية معينة عشان يوصل لصورته النهائية المبهرة دي..

الحقيقة إن موضوع مواد الشفاء الذاتي يعني المواد اللي بتشفي نفسها أو بتسد كسورها أو بتصلح نفسها ده مش موضوع جديد.. لأ هو موضوع بيتم إجراء أبحاث فيه في دول العالم المتطورة تكنولوجيًا من ما لا يقل عن ١٠ سنين مثلًا.. وفي فتوحات كتير فيه حصلت من خلال التوصل لأنواع جديدة من التصنيع ممكن أنها تخلي العناصر اللي بنستعملها في البناء أو الصناعة يبقى عندها القدرة إنها تصلح نفسها في حالة وجود أي كسر فيها أو أي شيء.. ده بيحصل بطرق معينة كلها بتستدعي تدخل خارجي منا كبشر.

زي الكبسولات اللي بتحتوي على صمغ من نوع معين، اللي بتبقى محطوطة جوه الأسمنت أو المعدن، أو الشرايين الصناعية اللي بتنقل المادة اللي بتقدر تسد الكسور وتصلحها وبتبقى موجودة جوه المادة المصنعة، أو حتى الشرايين المتكونة من الألياف الضوئية Fiber Optics اللي بتكون جواها ضوء ليزر معين، بيساعد بمجرد ما يتكسر أي جزء في الألياف دي بسبب أي كسر في المادة اللي بتحويه، في إنه يصلحها تاني، من خلال حرارة الليزر اللي جواه.. كل دي كانت تطبيقات رائعة، بس كلها كانت ليها حدود وحاجات بتخليها بردو مش عملية أوي.. زي مثلًا إنها مستدعية تدخلات بنائية وصناعية مننا كبشر، وكمان أنها مش عملية في الوقت اللي بتاخده في عملية الإصلاح الذاتي.. وكمان مبتشتغلش في الميه أو المواد الكيميائية، وده ضعف كبير..

المعادن التي صنعت منها مواد الشفاء الذاتي

لكن المادة الجديدة دي تم تصنيعها من خلال استعمال معدن نادر هو السكانديوم Scandium، كمحفز كيميائي Catalyst، في إنه يكون نوع جديد من البوليمرات البلاستيكية، من خلال عملية كيميائية معينة إسمها (البلمرة copolymerization)..

المادة الجديدة الناتجة دي كانت مبهرة تقنيًا تخيلوا إن المادة دي عندها القدرة إنها لو اتقطعت خالص، وأنت جيت لزقتها في بعضها تتني ودست عليها جامد، بتصلح نفسها وترجع زي ما كانت!.. لو مش مصدقني شوف الفيديو اللي في تاني كومنت ده غير كمان إنها قوية بشكل يضاهي قوة المعادن الصلبة، وفي نفس الوقت مرنة جدًا زيها زي السوائل أو المطاط، على حسب درجة الحرارة بتاعتها.. وده مش كل شيء فيها.. لأ..

كمان مواد الشفاء الذاتي دي بتقدر إنها ترتد لشكلها تاني لو عرضناها لحرارة منخفضة.. حتى لو شكلها ده اتدمر تمامًا.. شوفوا الصورة اللي ف تالت كومنت بردو لو مش مصدقين.

تخيلوا التطبيقات التكنولوجية والصناعية اللي ممكن نستعمل فيها المادة دي مستقبلًا.. تخيل تبقى شايل تليفون ممكن لو اتكسر أو اتشرخ يصلح نفسه تاني.. أو تركب عربية لو أتخبطت تصلح نفسها تاني وترتد لوضعها الطبيعي.. يا راجل ده حتى قميصك أو بنطلونك ممكن تصلحه تاني بمجرد انك تقرب الجزئين المقطوعين من بعض وخلاص 😅

تخيل مدى إفادة مادة زي دي مثلا في البناء.. لو أي مبنى ممكن يتأثر بالزلازل أو عوامل التعرية، ويتشقق مثلًا أو يتكسر فيه أجزاء.. المادة دي لو موجودة بداخل مواد البناء بتاعته، هتخيله يصلح نفسه تاني زيه زي جلد البشر كده.. وأسرع بما لا يقاس.. في غضون ثواني حرفيًا!

مستقبل الكيمياء والصناعة باينه مبهر.. ولسه جاي أكتر بكتير

اقرأ أيضاً

رمل معالج يضرب التلوث ونقص المياه لكمة في الوجه

الفيروس يواجه البكتريا لحماية المحاصيل

محمود علام

محمود علام هو كاتب روائي وباحث، وسيناريست مصري، بدأ النشر منذ سنة 2016، وصدر له العديد من الأعمال هي (كتاب الشمس ٢٠١٦ - الله لا يرمي النرد ٢٠١٧ - التنظيم ٢٠١٧ - السائرون ٢٠١٨ - الجيل الثالث ٢٠١٩ تخت النشر)، و التي نالت كلها صدى واسع في أوساط القراء، جاعلة إياه من أشهر الكتاب الشباب المتواجدين على الساحة وأكثرهم نشاطًا..
زر الذهاب إلى الأعلى