طلاسم

شيطان بني مزار 2 .. “الجزء الثاني”

بقلم: أحمد ناصر

شيطان بني مزار2
استكمالًا لسلسة  شيطان بني مزار فقد وصلت التحقيقات إلى أن القاتل كان بيستخدم (ساطور) في العملية بتاعته، وأنه استغل وقت الفجر بالذات لأن الجو كان برد جدًا ومكنش فيه حد في الشارع.

ووصلوا كمان إن القاتل دخل على الموتى وهما نايمين، وضربهم بالساطور على دماغهم، وده اللي سبب كسر في الجمجمة ليهم كلهم.. وبعد ما كان بيقتلهم كان بيمثل بجثثهم! وكمان لقوه 5 حمامات مدبوحة في بيت المدرس (يحيي)..

وبعد كل التحقيقات دي مقدروش يوصلوا للقاتل لأنه مسبش أي أثر وراه!!

 

والغريب والمرعب برضه هو إن القتلى مكنش باين عليهم أي آثار للمقاومة! أو حتى أي حركة في لحظة القتل، زي ما يكون مكنش فيه (شعور بالقتل)!

وطبعًا كان صعب إن الشرطة تاخد البصمات لأن الجيران كلها دخلت الشقق قبل وصول الشرطة لينا، وكمان لما حققت الشرطة لقت إن ال 3 أسر اللي ماتوا كلهم مسالمين ومفيش بينهم وبين حد عداوة خالص.. وزي ما احنا عارفين في القرية الناس كلها بتحب بعض وبتبقى عارفة بعض كويس ومستحيل حد يعمل في التاني كده!

 

وده كان كلام الفلاح البسيط محمد علي قدام النيابة:

“المجني عليهم جميعًا من أفضل الناس وطيبين وتربطهم علاقات طيبة بالجميع.. وقريتنا صغيرة ولا يتجاوز عدد سكانها 7 آلاف نسمة ونعرف بعضنا البعض جيدًا”.

وده كلام واحد تاني من القرية في وقت استجواب الشهود..

شعبان محمد عمار (حداد مسلح):

“الحادث فظيع وبشع ولا يمكن أن يكون الدافع هو السرقة لأن المنتشر حاليًا سرقة الماشية ولا يحدث فيها القتل”.

 

وكمان محمد علي توفيق (مجند) وابن عم المجني عليه (سيد محمود):

“رحم الله سيد فقد كان معتاد الاستيقاظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر ويمر علينا فردًا فردًا لإيقاظنا جميعًا لأداء الصلاة”.

قد يهمك أيضًا:

شيطان بني مزار

ساعتها الشرطة اتلغبطت أكتر وبسرعة عملت أكتر من كمين في المنيا كلها، وبالتحديد بالقرب من قرية بني مزار، وعملوا أسوار كتير حوالين القرية دي..

الشرطة استجوبت (أم هاشم وزينب) البنتين اللي طلعوا من المذبحة عايشين.. وفي التحقيقات قالوا:

“احنا مسمعناش أي صوت من الدور الأرضي اللي فيه (والدي ووالدتي)، وكمان احنا كنا سهرانين اليوم ده لحد الفجر أو لحد وقوع الجريمة”.

 

وللأسف الشرطة معرفتش توصل لحل، والشائعات انتشرت.. وكانت أشهر شائعة فيهم هيا.. (شائعة الكنز الفرعوني والجن). سكان القرية والمنيا كلهم كانوا بيقولوا إن تحت القرية دي مقبرة كبيرة، وفيه حد من سكان القرية اكتشف المقبرة دي وعلشان كده استعان بالجن، اللي طلب منه قربان عبارة عن ٥ حمامات مدبوحين و ٥ أعضاء تناسلية ذكرية و ٥ أعضاء تناسلية للنساء والأطفال!

 

واللي خلى الشائعات دي تتشهر كمان.. هو أن الحمام الذكور جثته كانت مرميه جنب جثة الذكور.. والحمام الإناث كان مرمي جنب جثث النساء!

وساعتها نزل خبر على موقع (العربية نت) بيقول:

(طيور نارية وثور ضخم ومطاردات من الجن.. خفايا “الحارس” المتهم بارتكاب مذبحة المنيا بمصر، حارس من عهد الفراعنة شق البطون بطرق جراحية ماهرة).

 

شيطان بني مزار التاريخ 3 يناير 2006 :

طبعًا الشرطة مصدقتش الكلام ده، وقبضت على الشاب (محمد عبد اللطيف) اللي عنده 27 سنة، لأن عنده مرض نفسي والكل كان شاكك فيه، وكمان لأن محمد اعترف على نفسه واعترف إن هو اللي قام بالجريمة دي!

 

بس بعد فترة قفلت المحكمة القضية وأعلنت براءة (محمد عبد اللطيف) في وسط صدمة للكل.. وكان رد الشرطة ساعتها إن فيه تناقض كبير بين كلام المضطرب النفسي (محمد عبد اللطيف) وبين كلام تقرير الطب الشرعي واللجنة النفسية، واللجنة النفسية أعلنت بعد الكشف عليه إن استحالة قيامه ب 10 عمليات قتل بشعة زي دي، وكمان كل ده خلال ساعتين ونص! وكمان استحالة قيام شخص واحد بمفرة بذبح القتلى بالسرعة دي!

 

وكمان وضح الطب الشرعي شيء مرعب! وكان كلام الطب الشرعي هو:

“إن من قام بعملية بقر البطون دون المساس بالأمعاء والأجزاء الداخلية للبطن لابد أن يكون شخص محترف، وأن قطع الأعضاء التناسلية جاء بطريقة طبية”.

 

التاريخ: 4 يناير 2006.

المكان: في بيتي في قرية عزبة شمس الدين.

وللأسف القضية اتقفلت على كده!

 

كل اللي أنتم شوفتوه دلوقتي حصل يوم 29 ديسمبر 2005 في عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا.

ما أنا نسيت أقولكم إن القصة دي حصلت فعلاً في مصر وأكيد فيه كتير منكم عارفها.

جريمة قتل بشعة ومرعبة راح ضحيتها 10 أفراد، كل غلطهم إنهم فقراء، ال 3 أسر مسالمة جدًا ومفيش ليهم عدو غير الفقر!

كانوا نايمين ساعتها وميعرفوش إن دي نومتهم الأخيرة.. قتلوا غدر على يد سفاح مثّل بجثثهم بعد موتهم!

 

طب مين ورا الجريمة دي يا أحمد؟!

للأسف مفيش!

الشرطة لحد النهاردة 4 فبراير 2020 موصلتش للقاتل! أنا والله وأنا بكتب المقال كنت بعيط، لأن أنا تخيلت نفسي ولو للحظة مكانهم.

مفيش في إيدينا شيء غير إن إحنا نقول (ربنا يرحمهم).

 

تمت

اقرأ أيضًا:

قصص يابانية مرعبة قصيرة 5

زر الذهاب إلى الأعلى