تكنولوجيا

لماذا سيستغرق تطوير لقاح ضد الكورونا وقتًا طويلًا؟

لماذا سيستغرق تطوير لقاح ضد الكورونا وقتًا طويلًا؟

تطوير لقاح ضد الكورونا يستغرق وقتًا طويلاً حيث قالت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إنه قد يمر 18 شهرًا قبل أن يتاح لقاح ضد فيروس كورونا. دعونا نتعرف على السبب في هذه المدة الطويلة وذلك رغم المجهود العالمي المبذول للقضاء على هذا الوباء.

عادة ما يستغرق صناعة لقاح مناسب مدة تزيد عن الخمس سنوات، لكن بفضل المجهود المبذول عالميًا، والاتحاد بين المعاهد العالمية المختلفة يمكن إنقاص تلك المدة ل 18 شهرًا فقط. لا توجد مؤسسة واحدة لديها القدرة أو التسهيلات لتطوير لقاح بمفردها. فهناك مراحل أكثر بمثير مما يعلمها الناس عن إنتاج اللقاحات.

مراحل تطوير لقاح ضد الكورونا

أولًا يجب صناعة ما يسمى بالنموذج الحيواني، وهو كائن قابل للإصابة بالمرض، وردة فعله تجاه المرض شبيهه بردة فعل الإنسان. على سبيل المثال استخدمت الخفافيش في حالة فيروس سارس الشبيه بفيروس كورونا، والذي انتشر في الصين أيضًا سنة 2005.

بعد ذلك يجب دراسة الفيروس بعناية ومعرفة سلوكه وتركيبه، وطرق تخفيه من النظام المناعي، وطرق قتله للخلايا. هذا الأمر لا يستغرق يوم أو يومين، فالموضوع ليس بالسهولة التي تصورها الأفلام. تضع الفيروس في جهاز ليخرج لك تقرير كامل عنه، الأمر يحتاج لعمل متواصل لساعات طويلة، كما أنه يتضمن خطورة بالغة، لذا فاحتياطات السلامة نفسها تجعل العمل أبطأ.

بعد دراسة الفيروس بشكل جيد يمكن صناعة لقاح، لكن يجب تجربة هذا اللقاح ومعرفة كافة المعلومات عنه، ومعرفة أي جزء من الجهاز المناعي لدى الإنسان سوف يقوم اللقاح بتحفيزه. ويجب أيضًا التأكد من أن اللقاح نفسه ليس فقط فعال ضد الفيروس وإنما أيضًا لا يشكل خطرًا على الإنسان.

بعد التأكد من أن اللقاح آمن، يجب أن يحدث تقيم عالمي للقاح من مؤسسات مختلفة، قبل أن يحصل على تصريح للاستخدام. بعد ذلك يجب أن يجد العلماء طريقة لصناعة اللقاح بتكلفة قليلة حتى يمكن تطعيم هذا الكم الهائل من الناس حول العالم.

هناك مشكلة أيضًا هي أن الفيروس يتطور بسرعة، خصوصًا أنه قادم من الحيوانات، لذلك فربما يتطور الفيروس قبل أن نتمكن نحن من صناعة لقاح له، وهذا سيتطلب مجهودًا مضاعفًا وعالميًا لمتابعة تطور الفيروس وأخذها بعين الاعتبار أثناء صناعة اللقاح.

اقرأ أيضاً

المحرك النجمي

اكتشف العلماء طريقة لإطالة العمر خمس أضعاف عمر دودة الأرض

المصدر
science alert

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى