علم النفس

الشفاء من الكبت النفسي – تفريغ الكبت النفسي واخراجه

الضغوطات النفسية التي تقبع بداخل وتسبب إزعاج وتطيح بحالتنا النفسية، نفتح ملف الشفاء من الكبت النفسي ، وما هي خطورة أن تظل أرواحنا مكبلة بتلك الآثار النفسية السلبية، التي تحط من عزيمتنا، وتدمر الحياة السعيدة.

ماهية الشفاء من الكبت النفسي

تعريف الكبت النفسي من وجهة نظر علم النفس، هو ذلك التراكمات السلبية  الداخلية التي تكون بداخلنا نتيجة عدم إظهار رد فعل تجاه الآخرين أو تجاه الأمور المتداولة. بصورة مبسطة تجد نفسك تخفي بعض الأفعال أو الأقوال التي كان يجب عليك أن تفعلها أو تقولها في مواقف معينة، ولم تفعل ذلك لسبب أو لآخر.

وبعض الأحيان يكون الكبت يخص المشاعر والتي لم يقم الشخص بالتعبير أو إظهارها وذلك بأبسط طرق إما الفرح والسعادة مثل الرقص والغناء أو الابتسام وظهور البهجة، أو العكس في إخفاء الحزن وعدم القيام بإظهاره في صور مثل البكاء أو الصمت لفترة أو الصراخ أو الانعزال.

الأمهات والآباء يعانون من كبت نتيجة الروتين والمسؤوليات الكبيرة التي يحملونها نتيجة التوتر والقلق من تربية الأطفال ومن تحمل مسؤولية توفير حياة كريمة لهم، كل هذا يضر بأعصابهم لأنه وقتهم مستنزف للاهتمام بالأطفال، ولا يخرجون تلك الطاقة أو يعبرون عنها.

أهم طرق الشفاء من الكبت النفسي

يجب معرفة مخاطر الكبت النفسي الذي في العادة يقال أنه يولد الانفجار، نعم قد تصل إلى درجة نفسية سيئة، فعند عدم إتاحة الفرصة للذات للتعبير عن مكنوناتها، ستجد أن هناك لحظة ستتفاقم فيها حالتك النفسية سوء فتجد رد فعل غير متوقعة ومتضاعفة السوء، فبدل أن تعاتب شخص ما، ستجد ذاتك من كتر الكبت أنك تصرخ في وجهه وبشكل غاضب وحاد، وقد تصدر ألفاظ وأفعال غير حكيمة.

يجب تغيير العادات اليومية والبعد عن عدم الاهتمام بتغذية روحك في القيام بما تحبه من الأعمال والهوايات، أو القيام بأشياء جديدة خلال ساعات اليوم، أو السفر في رحلة والتنزه في الهواء الطلق، والانشغال بالأعمال الخيرية، فتجد ذاتك بين الجديد، وبين تنفيس عن جميع الدواخل النفسية المضرة بالصحة.

ليس عليكم العمل بذوق مفرط وسلوكيات مهذبة على مدار الحياة، فلا يجب أن نمثل ذلك الدور المثالي الذي يجعلنا في قالب التهذيب والرقي، هذه ليست دعوة للبعد عن الأخلاقيات ومحاسن الأخلاق لكن بعض العبوس وإبداء رد فعل لكل ما يحيط بنا ونعترض عليه، أو إبداء الرفض وعدم القبول، هذا يخرج جزء كبير من الكبت الذي نعاني منه.

إذا تم لم يتقبلك الآخرين بكل ما تعانيه من كبت نفسي وعدم اتاحة الفرصة لك لإظهار ما تخفيه، وتقبل ذلك التقلب النفسي، فابتعد عن تلك الفئة التي ستزيد من حالة الكبت لديك، وجالس تلك الأشخاص الذين يستمعون جيدًا لك، ويجعلونك تشعر براحة نفسية وعصبية في وجودهم، وتقبل كافة التغيرات التي تطرأ عليك، والموافقة على رد فعلك بطريقة مبالغ فيها دون الاعتراض وتفهمهم لذلك الجانب النفسي الذي تعاني منه.

صعوبة الكبت النفسي من وجهة نظر الأطباء النفسيين أن علاجه يحتاج لوقت وفترة زمنية طويلة حتى تتخلص من تبعاته السلبية، ولا تتحول تلك التراكمات لاكتئاب يؤدي إلى أفكار سيئة، و لكن يعمل الأطباء على نصح المريض بأنه لا يجب عليه الاستسلام لشعور الكبت والتصدي له، بأنه ذو شخصية قوية ولديه مقومات إظهار جميع المشاعر المكبوتة، ويستطيع التغلب ومواجهة كل الأمور التي تولده.

المصدر:

كتاب  آثار الكبت على الصحة النفسية والجسدية للإنسان.

اقرأ أيضاً

متلازمة الصفحة البيضاء

ظاهرة بن فرانكلين وتأثيرها على الشخص

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى