الحالة النفسية لخريجي الجامعات
يشغل بال الكثيرين ماذا بعد التخرج من فترة الدراسة الجامعية، نوضح أبعاد الحالة النفسية لخريجي الجامعات ، والتي يمكن أن تتخذ منحنى إيجابي أو آخر سلبي، و لكل اتجاه أسبابه التي سنشرحها بالتفصيل.
الحالة النفسية لخريجي الجامعات من حيث المفهوم الإيجابي
يتخرج العديد من الطلاب والطالبات من الجامعات بروح عالية ومتفائلة نتيجة تحقيقهم درجات مرتفعة، ولديهم ماضي يقدر بالجيد جدًا إلى الممتاز من التحصيل الدراسي، والذي يضمن لهم مستقبل باهر في عالم الوظائف متى ما رغبوا في ذلك، وسيتم ترجمة ذلك النجاح والتميز إلى عالم من الدخل المضمون والوظيفة المرموقة، هنا ستجد نفسية ذلك الطالب تحمل معاني من الفخر ولذة الإنجاز، والعمل على مواصلة الطموح والجد والاجتهاد، والمثابرة الذاتية للوصول إلى القمة العملية.
هناك البعض الآخر الذي برغم تحصيله الضعيف دراسيًا، وعدم وصوله إلى ذلك التقدير المرتفع، لأنه لديه وظيفة مضمونة عن طريق الأقارب أو المعارف من علاقات اجتماعية، تسهل له الطريق في طرق ذلك الباب والقبول دون تعقيدات وشروط تقيد وتعطل حصوله على الوظيفة التي لا طالما حلم بها.
أو أنه لديه مشروعه الخاص الذي لا يحتاج منه سوى التركيز والأداء العالي وبناء مشروعه بخطوات راسخة لتحقيق أكبر ربح، في كلا الحالتين نفسيًا الخريج يكن مطمئن ويملك تلك الروح الداعمة له، والتي تصبح بمثابة نبراس نور له، ودليل إرشادي عن خطته القادمة التي لا تحتاج سوى لإرسال إشارة البدء في الحالتين، والبدء في حياة متطورة ومتقدمة مادية وعملية وعلميًا.
الحالة النفسية لخريجي الجامعات من حيث المفهوم السلبي
نركز على هذا المفهوم في حديثنا لأنه الذي يولد مشاكل نفسية كبيرة تعود على الطالب الخريج بتبعات من الاكتئاب النفسي نتيجة البطالة أو الإحباط أو اليأس وضيق الحالة المادية، والنظرة الاجتماعية الدونية التي يطمح الخريج في رفعها ولا يستطيع نتيجة عوامل متعددة، منها فشله في التحصيل الدراسي المرتفع فلا يجد تلك الوظيفة الآمنة التي يحلم بها.
أو نتيجة عدم تميزه في الحصول على تدريبات مهنية ودورات تدريبية تؤهله للحصول على وظيفة مميزة، كل ذلك سيتوقف وينهار ذلك الحلم، ولا يجب أن نلقي باللوم على ذلك الطالب الذي لا يملك رفاهية الحياة المادية التي تخوله للحصول على تلك الدورات بمبالغ إضافية يتحملها أو تتحملها أسرته وترهقه أكثر فأكثر.
أغلب الذين يعانون من قلة الدعم الحكومي في توفير بيئة صحية للخريجين من أنشطة وفعاليات نظرًا لعدم وجود موارد نقدية أو فكريه متاحة، تجعل السمة السائدة عند كافة الخريجين الإحباط ويتم تداول تلك النظرة الغير منصفة، لحال الخريجين ووضعهم النفسي المتأزم، وقد يكون مبالغ فيها وفي رسم تلك السلبية الضارة، والسلبية كانت من صنع الاستسلام للظروف، فقد يخرج من ذلك المجتمع عنصر فعال ومنتج ومؤثر نتيجة أنه يحمل تلك الروح الجادة التي تفكر بإبداع، ولا تلتفت لتلك الظروف الغير مجدية، والوقوف بعد التعثر دون تردد أو تخاذل.
بعض الخريجين للأسف تكن كافة الظروف المحيطة والملائمة له ولدعمه فكريًا وماديًا لكنه يساق إلى عالم آخر من السلبيات، مثل جمع الأموال والغناء السريع الفاحش الذي يكون من مصادر مشبوهة، وغالبًا يكون ذلك الشخص يحمل صفات الطمع مع الكسل، ويبتعد كليًا عن نشاط الهمة، وفي العادة يتخلصون من تلك الأوهام لدخولهم في دائرة الاكتئاب نتيجة خسارتهم لتلك الأموال بنفس سرعة حصولهم على تلك الأموال.
المصدر:
محمد نبهان، ماذا بعد التخرج؟
اقرأ أيضاً
كيف تكشف نية الآخرين تجاهك من لغة الجسد