فوائد التعليم التعاوني.. اكتشف آثاره الفاعلة
هناك أساليب كثيرة لتلقي التعليم بشكل سلس وسهل، نذكر فوائد التعليم التعاوني، وكيفية تطبيقه ليعود بأكبر نفع ثقافي ومعرفي للدارسين، وليس على المستوى التعليمي فقط بل يتم التعامل به في المجالات الوظيفية المختلفة.
فوائد التعليم التعاوني من حيث الكيفية
لكي تطبق وتنفذ التعليم التعاوني يجب أن يكون لديك عدد من الطالبات والطلاب المختلفين من الناحية العمرية فهناك أطفال صغار في مرحلة التمهيدي أو الحضانة، وهناك أطفال أكبر في المرحلة الابتدائية بسنواتها المختلفة، ويفضل عدم وضع فئات عمرية أكبر، فمن الممكن دمج طلاب المرحلة المتوسطة مع طلاب المرحلة الثانوية.
ثم بعد ذلك يتم تشكيلهم في مجموعات لوضع خطة لتبادل المعرفة ومشاركة الأساليب التي يعرفونها في حل لغز ما، أو التعاون في إنشاء تصميم هندسي معين، أو تكلفتهم بتنفيذ مشروع بناء أو فكرة مبدعة.
وهنا يتم التعاون بشكل دقيق بحيث لا يستحوذ فريق على تنفيذ العمل لوحده، بل يجب مراقبتهم ومتابعتهم على التعاون فيما بينهم، وتشكيل روح لمساعدة بعضهم البعض، فالكبير يساعد الصغير على كيفية القيام بما يصعب عليه، ثم يساعد الصغير الكبير في معاونته على إحضار الأدوات وترتيبها.
ومن الممكن أن يتم ذلك التعاون بين طلاب المرحلة الواحدة بشكل بسيط، لتنفيذ المهام الطلابية التي تطلب منهم، أو تنظيف فناء المدرسة، أو تشجير المدرسة وزراعة بعض الشجيرات في حديقة المدرسة.
أيضًا يمكن لموظفي الشركة التعامل بنفس الأسلوب لاستنتاج أفكار لتطوير بيئة العمل، والتشارك في التعاون على الإبداع الوظيفي، أو على مستوى المهن الطبية والهندسية، فيجب على كل فريق عمل التعاون فيما بينهم في مجموعات، تضم العامل والمدير والمشرف، وذلك للتوصل إلى أفضل نتائج تحقق عائد ربحي مرتفع ونجاحات مبهرة.
فوائد التعليم التعاوني
توجد الكثير من الفوائد الجمة التي تحصلون عليها من أسلوب التعليم التعاوني بين الفئات الطلابية، وليس فقط على مستوى المراحل الدراسية ولكنه أيضًا على مستوى المهن والوظائف، فإذا كنت مدير في شركة ولديك فئة من المستجدين الذين ترغب في تدريبهم واستخراج أفكار مبدعة ومبتكرة في العمل، فاستخدم التعليم التعاوني للخروج بنتائج مبهرة قد تفوق عن تلك النتائج التي تستخلصها في حال كل فرد دربته بشكل فردي، وسألته عن أفكاره الخاصة بمفرده.
وأول تلك الفوائد هي بث روح التعاون، وبعد الطلاب عن النزعة النرجسية، أو الغرور والتكبر الدراسي، والذي يصيب الكثير من المتفوقين دراسيًا وعلميًا، وهنا يجب الوقوف على أنه ليس بالضرورة اختيار كافة المجموعات الطلابية من فئة المتفوقين أو المتقدمين، بل يجب اختيارهم من فئات متباينة فيما بينها، سواء الذكي أو النشيط أو الكسول والمتأخر دراسيًا.
رفع الروح المعنوية لتلك الطلاب من خلال أسلوب دراسة يخرج عن التعليم الروتيني المألوف، ومن ثم الترغيب في العملية التعليمية، والتي يجب على المدرسين والمدرسات من حين لآخر أن يقوموا بالتنويع بين أساليب التعليم، حتى لا يصبح هناك حالة من الملل.
وتزيد القدرة على الاستيعاب والفهم والحفظ، بل يزيد من الطالب الذي كان منخفض التحصيل، ولديه بطء في الفهم، فبعد تلك الدورات والجلسات التعاونية أصبح يتخذ سلوك آخر في المدرسة وفي النطاق التعليمي، فأصبح لديه طموح وتفاؤل دراسي، وأصبح يحب الدراسة ومتشوق لذلك.
وأيضًا من الخطأ أن يظن الطالب المجتهد أنه سيتم تعطيله دراسيًا في حال تم اشتراكه في ذلك الأسلوب التعاوني، بل سيزداد مقدار وسرعة التحصيل لديه، بسبب أنه أصبح لديه مساعدين من فئات مختلفة، وهناك أفكار جديدة وآفاق جديدة ليبدع الطلاب بشكل أكبر ومتطور ومتقدم.
المصدر:
غادة، استراتيجية التعليم التعاوني.