حب الاستطلاع والفضول المعرفي
يجب أن يكون لدى الأشخاص ذلك الشغف المعرفي، سنحدثكم عن حب الاستطلاع والفضول المعرفي ، وكيف يمكن أن تؤديه بشكل إيجابي دون التعرض لسلبياته التي تحبط من الحالة النفسية.
مفهوم حب الاستطلاع والفضول المعرفي
بشكل مبسط الاستطلاع من لفظ المطالعة والقراءة المكتسبة البعيدة عن قراءة المعتادة، لكنها يقصد بها المطالعة الزائدة عن الحد فتصبح استطلاع لكل ما هو جديد وحديث في الجرائد والأخبار.
الفضول المعرفي هو ذلك الرغبة الملحة التي تجعل الشخص يتقصى ويتتبع شيء مفيد ما.
للفضول صور كثيرة جدًا تختلف بين الصغار والكبار، فصغار السن نسبة حب الاستطلاع الطبيعية لديهم مرتفعة بخلاف الكبار التي تقل أو ربما لا توجد تمامًا لديهم، فالطفل يحب أن يعرف حقائق ويستكشف كل ما هو حوله، وهذا يكسبه نوع من الثقة بالنفس، و لكن يجب أن تتوقف عند هذا الحد ولا تصل إلى درجة تخطي حواجز المعرفة عند الآخرين من أشياء خاصة.
هناك أشخاص كبار ليس لديهم أدنى درجات الفضول المعرفي تجاه أي شيء، وهذا يشكل حالة نفسية تعاني من اضطراب العزلة والانعزال، ولا يشغلها أي متغير حولها، يجب الاعتدال والتوازن في كل المجريات التي من حولنا.
حب الاستطلاع والفضول المعرفي من حيث الإيجابيات والسلبيات
للأسف تم استغلال تلك السلوكيات بطريقة خاطئة لتكن تنم عن صفات بغيضة تحمل جوانب سلبية أو تكون ذات أهداف سلبية وأغراض سيئة، مثل توجيه ذلك الحب إلى معرفة وتتبع أخبار الآخرين، والبحث عن ما يخفون المحيطين من أسرار، وهذا سيء وله مردود نفسي غير صحي، ويرهق التفكير والبال
ويجعلك تنصرف عن تلك الأعمال الهامة لتلك الأعمال التي لا نفع منها ولا تأتي بثمار جيدة، بل نفسيًا ستكون مضطرب بسبب أنك تتبعت سر أو أمر يخفيه شخص آخر، وقد ربما يحمل هذا السر حدث كبير يخصه، ذلك الفضول لا يعود عليك سوى بالهم والحسرة، والآخرين سيبغضونك بسبب كراهيتهم لذلك الطبع الذي أصبح سمة غير صحية لديك، بالإضافة إلى مضيعة الوقت والجهد، وشغل بالك في أشياء غير مفيدة وعدم استثمار ذلك في تحقيق وإنجاز أعمال أكثر فائدة.
هنا يأتي دور الإنجاز من الاستطلاع والفضول المعرفي المثمر والناجح الذي يتم توجيه إلى أنواع الثقافة المختلفة، وحب التعرف عليها وحب التزود بشوق إلى تلك المعارف، لتحقيق نتائج معرفية وعلمية وعملية، والاستثمار العقلي، واستغلاله في الاطلاع والفضول في معرفة أهم النتائج والاستنتاجات المهمة في جميع أنواع العلوم، من علم النفس ونظرياته الكثيرة المتعددة، هذا سيجعل نفسيتك أكثر استقرار وراحة، وسيجعلك تستثمر كافة أوقاتك في أشياء مفيدة
وتشبع تلك الرغبة التي لديك وتعمل على استغلالها بشكل إيجابي، هنا يكمن الاختلاف بين الشخصية القوية والشخصية الضعيفة، الفروق تظهر بين الشخص الذي يحب الاختلاف والتميز بشكل راقي وحسن، وبين الذي يرغب في استخدامها بشكل سلبي وغير أخلاقي.
هناك جانب آخر لا أعرف مدى تقدير الأخلاقيات له لكنه أصبح مجال كبير يرتاده أكبر الصحفيين والكتاب، هو ذلك الفضول تجاه أخبار الفنانين والمشاهير من رجال السياسة والدولة، لكي يتصفوا بصفات الفضول المعرفي الإيجابي يجب عليهم العمل بإخلاص وضمير، والبحث عن تلك الأخبار الغير خاصة ولا تقتحم حياة شخص آخر، ولا تكشف ستر عن أمور لابد أن تختفي، إذا تم ذلك سيكون هناك اعتدال وتوازن ومصداقية، أما إن تم بغير ذلك فهو غير مهني، وليس ليه ضمير حي.
المصدر:
عدنان ابراهيم، الفضول المعرفي.
اقرأ أيضاً
اذا كنت تفكر في الانتحار ننصحك بقراءة هذه الكتب
فقدان الشهية عند الاطفال وعلاقته بالقلق النفسي