اثار البطالة النفسية: السلوك الاجتماعي للعاطلين
اثار البطالة النفسية: تكثر السلوكيات التي يجب على علم النفس مناقشتها بموضوعية، اليوم نطل عليكم لمناقشة السلوك الاجتماعي للعاطلين ، ومدى تأثيره على سياق الحياة من الناحية السلبية والإيجابية.
ما هي اثار البطالة النفسية السلبية
نبدأ بتلك السلوكيات التي تحمل سمات ونتائج سلبية التي أجمع علماء النفس والاختصاصيين النفسيين والعصبيين أنها تؤدي إلى أمراض نفسية، أغلبية العاطلين يميلون لتلك السلوك العنيف، والذي يحمل صفات الاضطراب النفسي والعصبي من غضب شديد وعصبية واعتداء لفظي، وقد يتطاول الأمر ليصل إلى الاعتداء الجسدي والبدني من ضرب وإهانة فعلية.
قد يحمل العاطل سلوك غير شريف وغير أخلاقي، مثل السرقة والاختلاس وعمليات الكسب الغير مشروعة، التي تنتج عن ضيق حال العاطلين وضعف القدرة المادية، ومع تفاقم الاحتياجات للنقود، يتم التفكير في سبل للحصول عليها بطرق ليست أخلاقية، وتسبب الكوارث والمشاكل الجنائية التي تضر بالمجتمع.
قد ينحرف الفئة العظمى من العاطلين فيدخلون في دائرة الإدمان والمخدرات، أو على الأقل يكونون عرضة للكسل وتراخي الهمم، وتخاذل العزائم، وضياع روح النشاط والعمل والتفاؤل، و هنا يتحول الإنسان من شخص منتج إلى مستهلك، ويشكل عبء على المجتمع وعلى أسرته والمحيطين به.
السلوك الأكثر سلبية هو إحباط الخريجين الجدد أو حديثي الالتحاق بسوق العمل، وبث تلك الروح الكئيبة، والتي تحمل طاقة سلبية للغاية، قد تضعُف من عزيمتهم، وتقلل من معنويتهم المرتفعة في بدء حياة عملية غاية في النجاح.
ما هي اثار البطالة النفسية الايجابية
هناك بعض العاطلين الذين يصدر عنهم تصرفات إيجابية وسلوكيات غير متوقعة، وهذا نتيجة أنهم يحملون مقومات النفسية السليمة، والتفكير الحكيم العقلاني، فيدركون تمامًا أنها مجرد فترة وأنهم لابد عليهم أن يتخطون تلك العقبات التي تواجههم في مجال العمل.
ويستفيدون بتلك المرحلة التي يتوقفون فيها عن الإنتاجية للتزود المعرفي، واكتساب خبرات لغوية ومهنية، و العمل على زيادة الثراء الثقافي لديهم، لا ينظرون على أنها نهاية الطريق والمطاف، وأنها مرحلة لن يتخطوها
بل على عكس كل التقديرات يرددون على الدوام أنه وضع غير مستمر، ويؤهلون ذاتهم يوم بعد يوم للبحث والتقصي عن كافة الفرص الوظيفية، ويتم بذل الجهد في فرص أقل من إمكانياتهم الفكرية ومؤهلهم العلمي لحين الحصول على وظيفة الأحلام كما يقال، تجدهم يعملون بنشاط ويبثون روح الاستمرار في بذل الجهد حتى لو في غير محله، ينظر إلى كسب الرزق الحلال على أنه مبدأ وهدف وغاية.
هناك بعض العاطلين يعملون على تغيير مجالهم الوظيفي الذي أصبح ليس عليه إقبال، ولا يحتاج له سوق العمل، ومع ندرة الوظائف المعروضة، فتجد أنه يتم إجباره على التخلي عن مؤهله، واتخاذ تخصص آخر، والحصول على خبرة موسعة فيه لكي يتم الكسب والربح من خلاله، أو شخص يحول تخصصه من نطاق الأعمال الوظيفية إلى أعمال حرة أو مشاريع فردية، وهذا بما يناسب سوق العمل والمطلوب والمعروض، حتى لا يتم الدخول في نطاق العاطلين للأبد، بل تخطي تلك العقبة بالجهود الذاتية.
يجب على جميع العاطلين أن يعرفوا أن الرزق والكسب والعمل يحتاج للبذل والعطاء وأن الإيجابية تكمن في تداول الأفكار المبدعة والتعاون على تخطي العقبات، ومشاركة الآخرين بخطط فعالة لمواجهة ذلك، واستشارة المحيطين في كيفية تخطي تلك المرحلة البائسة، مع استغلال كافة الأطروحات البسيطة حتى تكبر وتصبح مؤسسة فكرية تضم أصحاب الهمة والعزم القوي، وتحقق نتائج صائبة في وقف زحف البطالة.
المصدر
فيديو بعنوان “عدد العاطلين عن العمل يتضاعف”
السلوك الاجتماعي للعاطلين ، تم توضيح السلوك من وجهة نظر إيجابيه، ثم ذكر السلوك السلبي للعاطلين.
اقرأ أيضاً
الشعور بالغربة وسط الأهل في علم النفس