كتب: محمد جمال
تعتبر حالات اختفاء الأشخاص من أكثر المشاكل والأحداث التي تواجه السلطات، بل وتواجه الناس أيضًا، فحينما يختفي شخص عزيز عليك بدون أي سبب للاختفاء أو دليل واحد على مكانه تحطمك مشاعر الخوف، فأنت لا تدري ما قد حل به، هل لا يزال حيًا أم ميتًا؟ هل هو بخير أم يعاني؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي قد تحطم عقلك.
لكن إن كان هناك شيء مخيف حقًا حول حالات الاختفاء، فهو الحالات التي اختفى فيها الشخص في لحظة بدون أدنى دليل أو تفسير، وحتى تستطيع تخيل مقدار الرعب الذي عاشه أقربائهم سأقص عليك أربع حالات من أشهر حالات الاختفاء في التاريخ..
عائلة كاودن:
في يوم الخامس من سبتمبر عام 1974، كان ريتشارد كاودن وزوجته مع طفليهما قد قررا التخييم في يوم عيد العمال في غابة نهر روج الوطنية.
وفي صباح يوم أحد طبيعي، شوهد ريتشارد يشتري الحليب من بلدة كوبر في أوريجون، وكانت هذه المرة الأخيرة التي يتم فيها مشاهدة فرد من عائلة كاودن.
حين لم تظهر العائلة في معاد عشائها المحدد مع والدة ريتشارد في منزلها، بدأت السلطات المحلية عملية البحث، وكان مكان تخييمهم أشبه بفيلم رعب، حيث وصفه الشرطي لي ريكسون:
“المخيم كان مرعبًا حقًا، حتى اللبن كان لايزال على الطاولة”.
لم يعثر المحققون على أي شيء غريب، كان الطعام والشراب كما هو فوق الطاولة، وكانت سنانير صيدهم كما هي بجوار النهر، وسيارتهم لم يمسها أحد وقد بقيت بجوار المخيم، حتى محفظة ريتشارد ومحفظة زوجته كانا في الخيمة بدون أي أثار لصراع أو سرقة..
وهذا هو أكثر شيء مرعبًا في هذه القضية، فقد اختفوا بدون أي أثر وكل شيء لا يزال طبيعيًا، وكأنهم تبخروا!
أوريون ويليام سون:
كان أوريون ويليام سون مجرد مزارع من منطقة سيلما في آلاباما، وخلال يوم في شهر يوليو عام 1854 اختفى فجأة بدون أي أثر أثناء سيره في مزرعته.
وما يجعل هذه القضية ذات شهرة ملحوظة، هو حقيقة أنه اختفى أمام زوجته وابنه وجاره أرمور رين وابن جاره جايمس.
كان أرمور رين وابنه في ذلك الوقت يركبون حصانهم بجوار المزرعة، وحينما سمعوا صرخة زوجة أوريون وابنه هرعوا إلى آخر مكان رآوه فيه، ولكن لم يجدوا شيئًا.. حتى العشب قد اختفى من المكان الذي وقف فيه قبل اختفائه!
انتشرت الأخبار بسرعة كالنار في الهشيم، وانطلقت حملات البحث عنه بأكثر من ثلاثمائة رجل، والذين لم يتركوا شبرًا في الحقول لم يفحصوه، وفي النهاية لم يجدوا دليلًا واحدًا عن ما حدث لأوريون.
ومع ذلك.. أكثر شيء مرعب في هذه القضية، هو شكوى زوجته وابنه.. حيث قالوا إنهم قد سمعوا صوت صرخاته المستمرة ليلًا بعد اختفائه والتي استمرت يوميًا لأسابيع قبل أن تختفي تمامًا.
أوين بارفيت:
بارفيت كان رجلًا إنجليزيًا عجوزًا يعيش في ضاحية سومرست، وبما أنه كان يعاني من إعاقة وكذلك من الشيخوخة في سنه السبعين كان يعيش مع أخته سوسانا في كوخ صغير بجوار طريق تيرنبايك وهو طريق رئيسي يشغله المارة دائمًا.
في ليلة من شهر يونيو عام 1768، تركت سوسانا أخيها أوين جالسًا على كرسيه، وقد غطت جسده بمعطفه حتى لا يشعر بالبرد ثم صعدت لغرفتها.
بعد حوالي خمسة عشر دقيقة فقط سمعت سوسانا صوت ضوضاء غريب، فقامت من سريرها لتتفقد أخاها ولكنها لم تجد سوى الكرسي وفوقه المعطف بدون أي أثر لأوين.
أوين بافيت كان معروفًا بالنسبة لأهل البلدة حولهم لذا وإن قام من كرسيه بمعجزة ما وخرج من بيته كان كل مار في طريق تبرنبايك سيراه، ولكن لا شهود عيان رآوه وحتى بعد كثير من عمليات البحث، لم يجدوا له أثر.
خلال حديث للصحافة مع صديق للعائلة من البلدة يدعي جيوسفات ستون قال:
“أنا أعرف أوين جيدًا، كان خياطًا قديمًا والجميع هنا يعرفه، ولكننا أيضًا نصدق أنه قد اختفى بفعل شيء خارق”.
جيمس بيرن وورسون:
وورسون كان صانع أحذية يعيش في ورويكشاير في إنجلترا، وبجوار عمله في صناعة الأحذية استطاع أن يصنع سمعة له كراكض للمسافات الطويلة.
في يوم الثالث من سبتمبر عام 1873 تحداه صديقه براهام وايس والمصور هاميرسون بيرنس بأن يقطع أربعين ميلًا ركضًا من بلدة ليمنجتون إلى كوفينتري.
قبل وورسون التحدي وبدأ بالركض بينما يتبعه صديقاه فوق عربة حصان، ولكن حينما قطع نصف المسافة، وبينما لا تفصله عن صديقاه سوى بضع يردات، بدا وكأنه قد سقط في منتصف الطريق وأطلق صرخة رعب، ثم اختفى تمامًا بدون أي أثر، أمام أعين صديقاه.
بحث بيرنس ووايس عنه وقد سيطر عليهما الفزع، انضم لهما فيما بعد بعض رجال السلطات ولكن رغم حملات البحث المكثفة لم يجدوا له أثرًا.. وكأن صديقهما قد تبخر في الهواء.
إن أكثر ما يخيفني شخصيًا في حالات الاختفاء هذه، هو أنني أتخيل ما قد يحدث لي لو كنت مكان أحد منهم، فالمجهول الذي حدث لهم قد يقود البشر للجنون.