صحتك

اكتئاب الشاشات الإلكترونية عند المراهقين

f50df3d1 d439 4d12 980e 70719ac35457

يُغير الوقت من تضاريس الجبال وبينما تتغير معالم الحياة من عقد إلى أخر يظل التغيير هو الثابت الوحيد. في العصر الحالي تعد التكنولوجيا هي المحور الأساسي الذي تقوم عليه كل التغييرات الحديثة. وقد جعلت التكنولوجيا عملية التغيير أسرع بكثير مما كانت عليه في الماضي فهي كل يوم في جديد. أصبح العالم بدولة ال206 قرية صغيرة، تنتقل الأخبار والثقافات داخلها بمنتهى السهولة وعلى ذلك بدأت إعادة تشكيل فكر الكثير من المجتمعات، وتغيرت أشكال الترفيه تغيرًا محوريًا وابُتدعت أسواق عمل جديدة. وكان البطل وراء كل ذلك هو الواقع الافتراضي متمثلًا في الشاشات الإلكترونية والشبكة العنكبوتية، وفي هذا المقال قد لا نتحدث عن بطولات الشاشات الإلكترونية وإنما عن اكتئاب الشاشات عند المراهقين

إدمان الشاشات الإلكترونية

برغم الثورة التي حققتها الشاشات الإلكترونية في شتى مجالات الحياة، إلا أن الاختلاف الذي طرأ على حياة وأنشطة الأفراد كان له أيضا نتائجه السلبية.

وفقا لبحث اعتمد على بيانات 11000 شخص يستخدمون تطبيق للهاتف يسمى (the rescuetime app) وجدوا أن متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص في استخدام هاتفه هو ثلاث ساعات و15 دقيقة يوميا أي ما يعادل 49 يوما ونصف من العام، وقد يكون هناك بعض الحالات الفردية التي تقضي وقتا أكثر من ذلك بكثير.

في الوقت الذي أصبح فيه اهتمام الشباب والمراهقين منصب على الأجهزة الرقمية وقضائهم معظم أوقاتهم أمام الشاشات الإلكترونية بغرض الترفيه أو غيرها، أصبح من الضروري دراسة تأثير ذلك على سلامة الأفراد الصحية والنفسية خاصة لتعزيز المحاولات الحديثة في مواجهة الإدمان الإلكتروني.

اكتئاب الشاشات عند المراهقين

مرحلة المراهقة قد تحمل بعض المشقة بالفعل ولكن ساعات التحديق في الهواتف المحمولة جعلتها أصعب على مراهقين هذه الأيام.

توصل الدكتور جان توينجي -عالم النفس بجامعة سان دييغو- ودكتور كيث كامبل -أستاذ علم النفس بجامعة جورجيا- أنه بعد ساعة واحدة فقط أمام الشاشة؛ يظهر الأطفال والمراهقين فضولا أقل، كما يقل استقرارهم العاطفي وقدرتهم على التحكم في الذات وإنهاء المهام.

وهذه ليست المرة الأولى التي تبحث فيها الدراسات العلمية العلاقة بين زيادة عدد الساعات التي يقضيها الشخص أمام الشاشات الإلكترونية وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية والعقلية.

ففي دراسة أخرى تابع الباحثون ما يقرب من 4000 كندي تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا على مدار أربع سنوات. في كل عام تم تسجيل الوقت الذي يقضيه كلا منهم أمام الشاشات ونوع النشاط الذي يشتمله ذلك سواء كان مشاهدة التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية وتم تسجيل أي أعراض اكتئاب قد تطرأ عليهم.

على مدار الأربع سنوات، ارتبطت كل زيادة سنوية بمقدار ساعة واحدة على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفزيون بزيادة في أعراض الاكتئاب الشديد وتدني احترام وتقدير المرء لذاته.

تشمل الأعراض الشائعة للاكتئاب أيضا:

  • نقص الاستجابة العاطفية والتفاعل مع العالم الخارجي.
  • الشعور بالضيق وعدم الاستمتاع بالأشياء التي تستمتع بها عادة.
  • الميل إلى العزلة وقد يصل الأمر إلى الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس.

وصايا للأهل:

  • ضع حدود وقواعد تحكم الوقت الذي يقضيه أطفالك على التطبيقات ومواقع الويب، وأشرف على المحتوى الذي يصلون إليه.
  • أحرص على أن تُشركهم في العديد من الأنشطة الاجتماعية والرياضية.
  • تفاعل مع أطفالك عندما يستخدمون الشاشات. شاركهم برامجهم التلفزيونية وألعاب الفيديو المفضلة لديهم. وبهذه الطريقة يصبح هذا الوقت اجتماعيًا أكثر.
  • التكنولوجيا لا ينبغي أن تكون مكافأة. تُعد الشاشات طريقة سهلة لتهدئة طفلك أو إبقائه هادئًا، ولكن تهدئته باستخدام الوسائط يشكل عادة سيئة للغاية. يجب أن يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع عواطفهم والتعامل مع الملل دون مساعدة من الشاشات الإلكترونية.
  • ساعدهم على أن يحققوا التوازن فلا شك أنهم بحاجة لاستخدام التكنولوجيا ولكن يجب ألا يعزلهم ذلك عن العالم الواقعي كما يجب أن تحذرهم من بعض مخاطر العالم الافتراضي.
  • استمع إلى أطفالك. اسألهم كيف يؤثر عليهم المحتوى الرقمي الذي يتابعونه. وذكرهم أن ما يرونه عبر الإنترنت ليس مقياسًا دقيقًا للواقع.

إقرأ أيضًا

سوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى العمى

قوي جهازك المناعي فهو خط مواجهتك الوحيد ضد الكورنا.. إليك بعض النصائح

أميره ممدوح

دكتورة صيدلانية، وكاتبة محتوى طبي.
زر الذهاب إلى الأعلى