الالتزام والمبادرة هما صفتي الناجحين والواثقين بأنفسهم.
قلة من الناس هم من يلتزمون بواجباتهم. فأغلبية الناس يتكلمون كثيرا ويختطون أكثر ويشتركون في كثير من الأنشطة ويلتحقون بكثير من فرق العمل حتى إذا أتى وقت العمل لم تجد منهم سوى مبررات واهية وأعزار لا تنتهى، اليوم أنا مريض غدا أنا مشغول بعد غد أنا مسافر ويظل في تلك الدائرة إلى أن يجد نفسه محمولًا على الأعناق وقد أفنى عمره بين شيئين التخطيط للقيام بفعل وإيجاد عذر مناسب لفشله في القيام به.
كما أن الإنسان الغير ملتزم يُعد عبأ على كل فريق وكل جماعة، فهو ربما يتسبب في ضياع مجهود رفقائه كله بسبب عدم التزامه بعمله وقدرته الكبيرة على اختلاق الأعذار التي لا تنتهي والهروب في الوقت الذي يكون الفريق في أمس الحاجة إليه ، فهو ليس أهلا لتحمل مسؤولية. وعلى العكس فالملتزمون، وهم قلة مع الأسف، هم عماد نجاح أي عمل جماعي لذا إن لاقيت واحدا منهم فلا تتردد في العمل معه.
والإنسان غير الملتزم، إنسان ضعيف قليل الثقة بنفسه، فهو لا يستطيع أن يكثر الحاجز بين الكلام وبين الفعل، وهو حاجز لا يكسره إلا شجاع واثق معتز بنفسه لا يقبل من نفسه الدنية.
يقول محمود سامي البارودي:
منَ العارِ أن يرضى الدنيَّة َ ماجدٌ…..ويَقبلَ مَكذوبَ المُنى وهوَ صاغرُ
فمن العار إن كنت ذا مواهب وقدرات أن ترضى الدنية وتقضي حياتك في أمنيات بغير التزام أو تنفيذ. وأعلم أن أسهل شئ هو اختلاق الأعذار ومن يتعود على اختلاق الأعذار سيعيش حياته بدون أن يتحرك قيد أنملة ، مهما أعطاه الله من قدرات. وعلى النقيض فالإنسان الملتزم ولو كان قليل المواهب يستطيع أن يحرز النجاح وأن يحقق أحلامه وأن يسبق غير الملتزمين مهما كانت مواهبهم.
أما صفة المبادرة
فهي صفة الأنبياء والمصلحين والقادة الناجحين والعلماء النابهين.
المبادر هو الإنسان الذي لا يستطيع أن يرى نقص أو خلل إلا ويبادر بإصلاحه حتى لو لم يتسبب هو فيه. فالمبادر يسد الثغور التي يخلفها من حوله ويلزم نفسه بأكثر من واجباته ويتجه في الطرق التي لم يعبرها أحد قبله وينافح الظروف التي اتفق الناس على أنها من المستحيل أن تتغير. وهؤلاء هم صفوة الصفوة الذين يحملون الألوية ويقيمون الأمم وهؤلاء هم وحدهم القادرون على تغير العالم.
فإن كان حلمك أن تغير العالم فعليك أن تكون مبادرا. أما إن كان حلمك النجاح في أي شئ فلابد أن تكون على الأقل ملتزما…
اقرأ أيضاً
طرق التعامل الصحيحة مع اشخاص لا تحبهم
أنواع الشخصيات .. هل أنت شخصية جادة أم مرحة؟
