علم النفس

نفسية الزوجة بعد الخيانة وهل تقبل الاعتذار؟!

تمر الزوجة بكثير من الأحداث المريرة التي تستنزف من مشاعرها وأحاسيسها، نقدم إليكم نفسية الزوجة بعد الخيانة ، ونستعرضها من الجانبين، إن كانت خائنة أو تعرضت للخيانة من قبل الزوج، وما مدى تأثير ذلك على حالتها النفسية والمعنوية.

نفسية الزوجة بعد الخيانة 

قد تكون الزوجة هي الخائنة وتشعر بمقدار الأسى والحزن، والندم على ذلك الفعل الشاذ الغير مسموح به في الدين والعرف والأخلاقيات كافة، وقد لا تكون خيانة جسدية، فالخيانة لها صور متعددة كالخيانة اللفظية بالتحدث مع رجال غير محارم في مسائل شخصية وبطريقة غير محتشمة يرفضها المجتمع، وتسيء للمرأة وتجعلها منحرفة سلوكيًا، هنا تفقد الزوجة الحياء.

وبالتالي لا تستطيع القيام بمهمتها في التربية والتقويم وإصلاح النشأ الجديد من أطفالها، لأنها تفتقد لمعاني التربية السليمة والصحيحة، بالتالي هي تمر بأزمة نفسية من عدم تقبل الآخرين لها عند انفضاح أمرها، وبالتالي ستظل منبوذة، لأن المجتمعات العربية جُبلت على الرفعة والأخلاقيات الحسنة، وما هو دون ذلك فهو خارج سياق الاحترام، بل ستظل بوصمة عار مدى الحياة، لكن على الجانب الآخر لا يجب أن تستسلم لتلك الضغوطات، ويجب أن تتراجع وتتوقف عن الاستمرار مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.

على العكس إن كانت الزوجة تعرضت للخيانة من قبل الزوج، واكتشفت وتأكدت من ذلك، فجميع أنواع الخيانة مؤلمة، وستظل ذكرى سيئة عالقة بالعقل، وغصة في القلب، تختلف شخصية الزوجة فمنهن من تقرر الانتقام، والبعض يُفضل البعد والانفصال.

ولكن الصنف الأضعف يتأثر جسديًا ونفسيًا بشكل كبير فتصاب بالأزمات النفسية، وتكن معرضة للاكتئاب بعد فقدانها الثقة في زوجها، ولا يمكن لأي إنسان أن يبرر الخطأ والخيانة أو يرمي ذلك على الزوجة وتقصيرها، و أنها من سببت وقوع زوجها بالخيانة، فلا تسمحي بذلك.

التخلص من آثار نفسية الزوجة بعد الخيانة 

في كلا الحالات لابد للزوجة الرجوع إلى سابق قوتها وعقلها وحكمتها، وتستعيد تلك الثقة بنفسها حتى تتمكن من الاستمرارية في تأدية دورها على أكمل وجه، على الأقل تجاه أطفالها وسعادتها، الزوج يجب أخذ موقف حاسم على فعله، لكن اعلمي جيدًا أن محاسبته ستكون عند الله، فالخيانة أثم لا يعود على فاعله سوى بالضيق النفسي، والهم والكرب، والمزاج السيئ للغاية وكثرة الهموم والحزن، وتكثر مشاكله في الحياة اليومية والعملية، فتجدينه يفشل في وظيفته، وتنقلب حياته لمنغصات ومعوقات.

لا تحاولي البحث كثيرًا لتعرفي ما يخفيه زوجك من خبايا وأسرار حول خيانته، فتناسي الأمر برمته، واتركيه جميعًا، وابدئي حياتك بروح ونفسية معنوية جديدة، بتغيير روتين يومك، فاصنعي سعادتك بنفسك، اشغلي وقت فراغك بكل ما هو مفيد، من هوايات ومهارات حرفية، اجعلي ليومك هدف بعيدًا عن تسليط الضوء والتفكير في الزوج وخيانته.

اهتمي بأطفالك بشكل كبير، لأنه سيعود عليكِ بالعصبية ونوبات الغضب الذي ربما لا تجدين سوى صغارك لصب ذلك الغضب عليهم، فتأكدي أنهم لا ذنب لهم، وعليكِ برسم صورة حسنة للزوج مهما كانت أفعاله، من الخطأ مواجهتهم في سن صغيرة بتلك الحقائق المؤذية لمشاعرهم.

ليس من العيب إعادة الاختيار الصائب للزوج المناسب الذي يهتم بكِ، ولا يصدر أفعال تؤذي نفسيتك، وخاصة في حالة الخيانة الجسدية المثبتة، والتي تكن صعبة ولا تستطيع الزوجة تخطيها، هنا الحل الوحيد هدنة مع النفس لتتخلصي من تلك الصدمة النفسية، والبداية من جديد بمنح الثقة لرجل يختاره عقلك قبل قلبك.

المصدر: دكتور أحمد عمارة، الخيانة الزوجية والتعامل السليم معها.

اقرأ أيضاً

المفهوم الصحيح للفوبيا وطرق التغلب عليها

قصص ملهمة عن الحياة

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى