لغز الحرير الأصفر بقلم: محمد عصمت بتاع الرعب
العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية.
كُل اللي هعمله إني هاخدك من إيدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد، بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز… يلا بينا
إحنا في يوم حار من أيام شهر أغسطس سنة 1934، توم جريفيث كان ماشي في الشارع الصُبح بدري، كان حاسِس إن اليوم النهاردة هيكون مُميَّز، بس مكانش يعرَف إن إحساسه دا هيكون صح تمامًا، ودا لأن توم أثناء ما هو ماشي في شارع هاولونج بألبوري، نيو ساوث ويلز بأستراليا، هيلاقي أكتر حاجة مُخيفة هيقابلها في حياته…
المنظَر اللي توم شافه في اليوم دا، مش هينساه أبدًا، لأنه كان منظر مُخيف، تخيَّل معايا لو أنت ماشي في الشارع وفجأة شُفت جُثة محروقة لبنت شابة لابسة بيجامة من الحرير الأصفر، الجُثة دي ملفوفة في فوطة قديمة، جُثة محروقة لبنت شابة مضروبة بالنار ومُعتدى عليها جسديًا بعُنف ووحشية.
تقرير الشُرطة اللي راحِت يومها بعد ما توم بلَّغ كان مكتوب فيه:
“الصور المُرفَقة بالتقرير لسيدة ميتة هويتها مش معرفة حتى الآن، جسمها محروق جزئيًا، تم اكتشاف الجُثة متغطيَّة بشوال ذرة قديم فارِغ، بنعتقِد إن سنها بيتراوَح بين 20 لـ 30 سنة، طولها تقريبًا 5 أقدام، جسمها نحيف متوسِط، شعرها بني فاتِح من الأطراف، بني غامِق من الجذور، تم غسل الجُثة بمُبيِّض لإخفاء آثار القاتِل، عينيها رمادية فاتحة، حواجبها سميكة، أظافرها مشوَّهَة لحدٍ ما، الجُثة مُلطَّخة بلون أحمر غريب”.
بسبب احتراق الجُثة، التعرُّف على هويتها كان صعب جدًا، واستمَر التحقيق في القضية لحَد سنة 1942، وبعدها تم إغلاقها ضد مجهول.
لكن لسبب غريب السُلطات اتخَذِت قرار مُثير للجدل، وقرَّرِت تحفَظ الجُثة في الفورمالين في كلية الطب بجامعة سيدني، وسابوها هناك معروضة أدام الجميع على أمل إن حد يشوفها ويتعرَّف عليها في يوم من الأيام، وقتها كانت معروفة باسم: “فتاة البيجامة”.
وأصبَحِت الجُثة مزار سياحي شهير جدًا، وبيجذِب عدد ضخم من السُيَّاح، ومئات من الناس كانوا بييجوا يشوفوها كُل يوم.
في النهاية.. ظهر فريقين بيدَّعوا إن الجُثة دي بتاعة قريبتهم المفقودة، الفريق الأول كان قرايب السيدة المفقودة آنا فيلومينا مورجان، والفريق التاني كان قرايب ليندا أجوستيني، والغريب.. إن الفريقين كانوا مُصمِّمين على رأيهم تمامًا.
ومرة تانية.. بدأت التحقيقات، وطبقًا لسجلات الأسنان، فليندا أجوستيني كان عندها 4 ضروس محشيَّة، وآنا فيلومينا مورجان كان عندها ضرسين بس.
الطب الشرعي أعلَن إن (فتاة البيجامة) عندها ضرسين بس محشيِّين، لكن اتضَح إن أثناء استخراج الجُثة من الفورمالين في ضرسين محشيِّين كمان وقعوا من فمها، عشان يبقى المجموع 4 ضروس محشيَّة، وبالتالي أعلنت السُلطات إن فتاة البيجامة هي ليندا أجوستيني.
لكن سنة 1944.. زوج ليندا، الإيطالي توني أجوستيني، رجع مرة تانية لسيدني بعد مُشارِكته في الحرب العالمية الثانية، الشُرطة قابلته واستجوبته فورًا، واعترف بقتل زوجته.
توني قال إنه أطلَق النار على زوجته وقتلها غصب عنه أثناء ما كانوا عايشين في ملبورن، بعدها أخد جُثتها لحدود الولاية، وتخلَّص من الجُثة على جانِب الطريق، كب عليها كمية كبيرة من الجازولين، وولَّع فيها.
بعد حوالي عشر سنوات من اكتشاف الجُثة، الشُرطة قدرت توصَل لمُشتبه به في القضية، وحاكموا توني أجوستيني بتُهمة القتل، لكنه أدين بتُهمَة القتل الخطأ بس، وحكموا عليه بالسجن لمُدة ست سنوات، وبمُجرَّد خروجه من السجن، رجع إيطاليا مرة تانية، وفضل هناك لحَد ما مات سنة 1969.
المفروض إن دا فصل النهاية في واحدة من أشهر الجرائم الغريبة اللي حَصَلِت في تاريخ إيطاليا، لكن.. بعض الناس كانوا شاكِّين إن القضية مُلفَّقة من أولها لآخرها، ودا لأن الطب الشرعي أثبت إن عيون ليندا أجوستيني كان لونها أزرق، في حين إن عيون فتاة البيجامة كانت رمادية فاتحة، دا غير إن شكل أنف فتاة البيجامة كان مُختلِف تمامًا عن شكل أنف ليندا، وكمان توني قال إنه استخدِم الجازولين في حرق الجُثة، في حين إن التحقيقات أثبتِت إن الجُثة اتحرقِت باستخدام الكيروسين، الأغرب بقي.. إن توني قال إنه فعلًا قتل زوجته، لكنه كان مُصمِّم جدًا إن فتاة البيجامة مكانتش زوجته.
وهيفضَل السؤال مطروح بدون إجابة.. لو فتاة البيجامة مش هي ليندا أجوستيني.. أمال هي مين؟ وإزاي محدِش تعرَّف عليها لحَد النهاردة؟ والسؤال الأهَم.. فين جُثة ليندا أجوستيني؟