لغز اختفاء مادلين ماكان
يوم 3 مايو سنة 2007.. الساعة 10 مساءً بالظبط.. مادلين ماكان اختفت بدون ما تسيب أي أثر، وكأنها اتبخَّرِت تمامًا أثناء وجودها في أجازة في البرتغال مع أسرتها.
البيت اللي مادلين اختفَت منه تحوَّل لبيت سيء السُمعة بسبب اللي حَصَل، جاري –والدها–، وكيت –والدتها– كانوا بيتعشّوا مع أصدقائهم في مطعَم قُريِّب من البيت، لمَّا البنت اختفت، مسابتش أي أثر، اتبخَّرِت تمامًا ومن يومها.. محدِش عارِف هي فين؟!
وتحوَّل اختفائها للُغز، والصُحف وبرامج الأخبار في العالم كُله اتكلِّمت عن الموضوع، الشُرطة دوَّروا في كُل مكان بحثًا عن أي دليل.
وبدأت تظهّر مجموعة من الأسئلة اللي وراها ألغاز ومالهاش أي إجابة معروفة، هل اختفائها كان نتيجة لحادثة سرقة وانتهت بشكل خاطئ؟ هل أهلها مسؤولين عن اختفائها؟ هل مُغتصِب أطفال محلي هو اللي خطفها وقتلها؟ هل عصابة أوروبية للإتجار في العبيد هي المسؤولة عن الموضوع؟ هل اللي خطفها ثُنائي غني مبيخلفوش؟
بعد اختفائها بـ 12 يوم، اتهموا سمسار العقارات النصف بريطاني نصف بُرتغالي واللي كان اسمه روبرت مورات بإنه أول مُشتبه به في الحادثة دي، وفتشوا بيته ودوَّروا في كُل مُمتلكاتُه، وفي النهاية وصلوا للحقيقة.. مورات مالوش أي علاقة بحادثة اختفاء مادلين، وفي يوليو 2008 تم تبرئته بشكل نهائي.
كبير المُحقّقين.. السيد جونزالو آمارال كان مُقتنِع تمامًا إن مادلين ماتِت في البيت اللي كانوا أهلها مأجرينه عشان يقضوا فيها أجازتهُم، وإن أهلها تخلّصوا من الجُثة وبينكروا موتها، والكلام دا.. كان بداية صراع دائم مش هينتهي بين آل ماكان وبينه، لأنهم كانوا دايمًا بينكروا إن ليهم أي علاقة باختفاء بنتهم..
طبقًا للتقارير الإخبارية اللي ظهرت سنة 2007، الكلاب البوليسية البريطانية المُدرّبة على شم رائحة مادلين وتعقُّب ريحة الدماء وصلِت للشقة، وبعد شوية تحريات بمُساعدة الكلاب، الشُرطة وصلت لدليل جديد، فيه حمض نووي مُطابق للحمض النووي لمادلين ظهر في عربية والدها، ووالداها أجروها بعد 25 يوم من اختفائها.
دا كان دليل مُهِم أوي في القضية، لأن الطب الشرعي أثبت إنه مُطابِق لحمض مادلين النووي، لكن في الحقيقة إن وقتها كانت دقة التحاليل مش مُؤكَّدة 100%، وفي القضية دي تحديدًا.. 15 عينة بس من أصل 19 هي اللي كانت مُطابقة.
لكن الشُرطة البرتغالية قرَّرت إنها تكمِّل التحقيق بناءً على النتائج دي، وبدأوا يحقَّقوا مع آل ماكان بصفتهم مُشتبه فيهم رئيسيين، وخلال التحقيق دا.. سألوا كيت 48 سؤال خلال 11 ساعة مُتتالية، لكنها رفضت تجاوب أي سؤال من دول، واستخدمت حقها في الصمت، وما اتكلمتش غير مرة واحدة بس..
على الرغم من إن أسئلة زي: “قدرتي تنامي بعد اختفائها؟” أو “مادي كانت عيانة أو بتاخُد أي أدوية؟” أو “أنتي بتشتغلي كُل يوم ولا بتاخدي أجازات؟”
كانت أسئلة عادية ومفيهاش حاجة، إلا إن كيت رفضت تجاوِب أي سؤال منهُم، ودا للأسف زوِّد سوء موقفها أدام الشُرطة.
لكن بعد 15 شهر من التحقيقات اللي كانِت بدون أي فايدة، الشُرطة البرتغالية استسلمت وقفلت القضية ضد مجهول.
جاري وكيت كانوا مُصمّمين إنهم أبرياء وإن مالهمش أي علاقة باختفاء بنتهم، والشُرطة البرتغالية واتنين مُحقّقين شُرطة، والسكوتلاند يارد كانوا مُصمّمين إن لهم علاقة وثيقة باختفاء بنتهم.
بعد شوية ظهر تقرير بيقول إن مادلين فيه شخص غريب صوَّرها على واحِد من الشواطئ قبل اختفائها، فظهرت نظرية جديدة فتحِت التحقيق مرة تانية، المرة دي الشُرطة كانت ورا عصابات الخطف والتجارة بالبشر، خصوصًا إن في الفترة دي العصابات دي كانِت نشيطة، وسوق التجارة بالبشر كان مُزدهِر في جيبوتي بشكل غير قانوني.
والنظرية دي كانت منطقية لحدٍ ما، خصوصًا إن أكتر من حد بلَّغوا إنهم شافوا بنت مُطابقة لمادلين في المغرب، لكن محدِش قدر يوصل لدليل على الكلام دا، أو حتى يعرف هي بتعمل إيه هناك؟
سنة 2011، شخص غامض بدأ يقتحِم مجموعة من الشُقق السكنية ويتحرَّش بالبنات الصُغيَّرين أثناء نومهم، الشُرطة قالت إنه مُمكِن يكون المُشتبه بيه اللي بيدوَّروا عليه، لكن عمليات الاقتحام دي زي ما بدأت فجأة.. توقّفت فجأة، وما زالوا مش عارفين مين الشخص المُقتحِم دا كمان!
واحدة كمان من النظريات الضعيفة اللي ظهرت بتقول إن مادلين اللي عندها 3 سنوات صحت من النوم فجأة في الليلة اللي اختفت فيها ولقت نفسها في البيت لوحدها، فقرَّرِت تنزل تدوَّر على أهلها، ومُمكِن تكون ماتِت في حادثة، أو وقعت في حفرة، أو عربية خبطتها والسوَّاق أخفى جُثتها.. لكن كُل دي نظريات ضعيفة لأن البنت كانت أصغر من إنها تقدر تفتح باب الشقة وتنزل لوحدها.
لحَد النهاردة ما زال اختفاء مادلين لغز مالوش إجابة! مصيرها ما زال مجهول تمامًا..
شابوه 💓💜🧡💙
اسلوبك اكثر من رائع سعيدة اني تعرفت علي المدونة
دايما مبدع ومبهر ياعصمت