قصص الرعب

العائدة .. الجزء الثاني

العائدة 2

ادتني العنوان.. وقفت قدام البيت مكون من دور واحد خبطت على الباب، فتحت بنت تقريبًا في نفس عمري، بصتلي باستغراب: أيوه حضرتك عايزة مين؟

لو سمحت عايزة أقابل الأستاذ سمير صاحب محل فساتين الزفاف.. وقولتلها عنوان المحل، قالتلي: بس هو تعبان جدًا ومش بيتحرك من ع السرير.. اترجتها أقابله ومش هاخد من وقته كتير، بعد محاولاتي اللي فشلت إني أدخل أقابله، قولت مابدهاش بقى وقولتلها أنا اشتريت الفستان اللي ممنوع يتباع، بصتلي بصة كلها رعب وشدتني جوه البيت وقفلت الباب وضاغطة على دراعي وزعقت في وشي بمنتهى الغضب: أنتِ إزاي عملتي كدة؟

قولتلها: أنا عايزة اتكلم مع الأستاذ سمير، قالتلي: ده ممكن يروح فيها! رد فعلها مكنتش متوقعاه بس ده أكدلي إن فيه حاجة غريبة زي ما كنت حاسة! قولتلها: أنا عايزة أفهم إيه الموضوع بالظبط؟!

فجأة لبست قناع البرود وقالتلي: اتفضلي اقعدي، دخلت معاها وإيه ده؟! لا مش معقول رجلي اتثبتت ف الأرض وضربات قلبي سمعاها!

البنت شافت الحالة اللي أنا فيها سندتني بسرعة، قولتلها: مين دي قعدت تهدي فيا بس مفيش، قالتلي: اهدي دي صورة ليلى بنت عمي.. قعدتني على كرسي وأنا مش فاهمة أي حاجة، كل نظراتي كانت استغراب، قالتلي: أنا عايزة أعرف جبتي الفستان إزاي؟

حكيتلها إزاي جبته وعلى اللي حصللي من أول مالبسته لغاية أما جيتلهم البيت..

ممكن بقى تفهميني مين ليلى وليه بتجيلي كده؟ طب هي عايشة ولا إيه؟

قاطعتني وقالتلي: هحكيلك.. بس عمي ميعرفش أي حاجة؟ قولتلها: ماشي..

مبدأيًا أنا زهرة، وأنا قاعدة مع عمي من بعد ليلى ما ماتت، كانت كل دنيته، كان قايم بدور الأب والأم، مامتها توفت وهي عندها عشر سنين، لغاية أما دخلت الجامعة مكانش عندها أصدقاء وفى مرة شاب اتعرف عليها من الجامعة وفضلوا مع بعض لغاية سنة التخرج واتفق معاها علشان تحدد معاد مع عمي يتقدملها وحصل، وقعد مع باباها واتفقوا على كل حاجة وعمي قالها وأنا بنفسي هصمملك فستان ليكي لوحدك محدش غيرك هيلبسه، وفعلًا كان فستان حلم، أي بنت تتمنى تلبسه، كأنه طالع من قصص الخيال اللي بنسمع عنها، انبهرت جدًا بيه، مكانتش مصدقة إن الفستان ده هيكون ليها، وعمي كان فرحان لفرحة ليلى وإنه هيشوف بنته الوحيدة أجمل عروسة، وجه يوم الفرح بالنسبالنا كان يوم مشئوم كنا مستنينها تنزل، طلعت أشوفها لقيتها قاعدة ع الكرسي بالفستان قولتلها يالا يا ليلى كلنا مستنينك تحت، مردتش عليا دخلت ببص عليها لقيتها مبتتحركش ووشها عليه ملامح الفزع، بوقها مفتوح على آخره ومشقوق من الجناب وعنيها بيضة تمامًا، أنا اتفزعت ونزلت جري وأنا مش عارفة أصوت أو أتكلم أقول إيه، جريت على عمي وقولتله إن ليلى مش عارفة مالها..

طلعنا وعمي جري دخل الأوضة من قبل ما أقوله أي حاجة عن المنظر اللي هيشوف عليه بنته، وقع من الصدمة واتصلنا بالدكتور وطبعًا الناس بدأت تسأل فيه إيه، قولتلهم أي حاجة وإن الفرح هيتأجل وأنا عمالة أكلم خطيبها والغريبة إنه مجاش ولا أي حد من أهله جيه، وأنا عمالة أفكر إيه اللي شافته ليلى خلاها كدة لغاية أما قطع تفكيري صوت الدكتور وهو بيطمني إن وضع عمي مستقر وإنه يبعد عن الانفعال والتوتر، فضلت جنبه لغاية أما فاق وفضل يقول: أنا بنتي ماماتتش لا، وطلب مني أوديه عندها وأنا كنت خايفة عليه ليجراله حاجة تاني، قالي خلاص خليكي هروح أنا، وافقت إنه يشوفها مكناش مصدقين إنها خلاص راحت، طلب مني نقلها على سريرها، شيلناها براحة وحطناها ع السرير وأنا منكرش كنت مرعوبة من شكلها، وتاني يوم كنت بحضر لجنازتها، عمي زعقلي وعينيه مليانة غضب: ليلى ماماتتش واوعي أسمعك بتقولي حاجة تانية غير كدة، سيبته وطلعت أوضة ليلى ملقتهاش! جريت على عمي قولتله ليلى مش فوق! قالي ليلى هتفضل قدام عيني، قولتله: إزاي هي ماتت خلاص ولازم تتقبل ده، رد عليا بكل برود وقالي: أنا رايح المحل..

 

استغربت ومبقتش فاهمة حاجة! ليلى اختفت إزاي؟ وعمي بقى عنده حالة من اللامبالاه كأن بنته ماماتتش، روحت معاه المحل واتفاجات لما لقيته عارض فستان ليلى في واجهة المحل! سألته عن السبب؟ قالي: ليلى مبسوطة وهي لابسة الفستان، وجاب كرسي وقعد قدام المانيكان اللي لابسة فستان ليلى وبيبصلها بحب! لفت نظري شكل المانيكان إنه شبه ليلى أوي وإنه مكنش موجود قبل كده! سألت بنت من اللي شغالين في المحل عن المانيكان ده، قولتلها ده جه امتى؟ قالتلي النهاردة الصبح أستاذ سمير جابه ومرضاش حد يجي جنبه ونبه محدش يلمسه، والفستان ولا يتأجر ولا يتباع.. بسمع وأنا مش فاهمة حاجة!

استنيت أما روحنا البيت وقررت إني هسأل عمي ومش هسيبه إلا لما ألاقي إجابة على كل الأسئلة اللي في دماغي.. وسألته: حضرتك وديت ليلى فين؟ وليه المانيكان شبه ليلى كده وقاعد قدامه طول اليوم، وخطيبها اللي ولا سأل ولا حتى ظهر من ساعتها؟! أنا مش فاهمة حاجة؟

 

قالي: هقولك.. ليلى هي المانيكان اللي في المحل، أنا مستوعبتش إنها سابتني بالسهولة دي! مكنش قدامي غير حل واحد هو اللي هيخليني أفضل شايفها قدامي، أنا حنطها.. أيوه حنطها، ما هو مينفعش تسيبني كدة! حنطها وحطتها جوه المانيكان ولبستها الفستان وحطيتها في واجهة المحل، وخطيبها روحت عنوانهم قالولي مفيش حد بالاسم ده ساكن في العنوان اللي روحته.. واقفلي الأسئلة على كده ومش عايز أسمع أي حاجة عن الموضوع، أنتِ فاهمة؟

أنا طبعًا خدت كمية صدمات على اندهاش وفعلًا مسألتوش تاني عن أي حاجة، وعدت سنين لغاية أما في يوم عمي تعب وبطل يروح المحل، وأنا من ساعة ما عرفت بطلت أروح.. بيتهيألي ده رد على الأسئلة اللي في دماغك..

 

أنا قومت فطيت من مكاني بعد ما سمعت إزاي محتفظ بجثة في المحل: أنتم مجانين! أنا هبلغ عنكم.. قالتلي: مش هتلحقي تبلغي لإنك هتلاقي مصيرك زيها، أحسنلك ترجعي الفستان.

سيبتها وطلعت جري ع البيت وطلعت الأوضة، فتحت الدولاب خرجت الفستان وحطيته في الصندوق، واحترت أعمل إيه! أرجع الفستان ولا أبلغ عن المصيبة اللي في المحل، طب لو بلغت هيجرالي إيه، ولو رجعت الفستان هتبطل تجيلي، مستنتش وخرجت بحجة إني هظبط حاجات في الفستان، ورحت للمحل كان الليل خلاص قرب، وقفت وأنا مترددة بقيت أقدم رجل وأخر رجل، ولا أغير رأيي وأرجع، استجمعت نفسي ودخلت ملقتش غير بنت واحدة قولتلها: أنا عايزة أرجع الفستان، قالتلي: تمام ثواني ورجعالك، وخرجت وسابتني ف المحل مكنش فيه غيري، وأنا قاعدة مرعوبة! أنا والجثة وصوت الساعة المرعب أكتر من الموقف اللي أنا فيه! عايزة أقوم أجري لكن لقيت باب موارب جنب البروفات، وكالعادة الفضول اللي خدني، قومت أشوف إيه اللي ورا الباب، دخلت المكان ضلمة مسكت الموبايل ونورت الكشاف أدور على زرار للنور ولقيت فعلًا فيه كام سلمة  بتنزل لتحت زي قبو كده، المكان مش مريح وفيه ريحة وحشة أوي، بدأت أنزل واحدة واحدة، المكان شبه المعمل حاجات غريبة في أزايز وشكاير أسمنت وجبس وحاجات تانية كتير وأنا ماشية بحذر في المكان رجلي خبطت في حاجة متغطية بقماش! رفعت الغطاء براحة لقيتها جثة لواحد مفتح عينيه على آخرها! طلعت أجري وأنا خلاص قربت ع الباب لقيتها ف وشي!

زهرة أنا كنت جايبة الفستان.. قالتلي: أنتِ فاكرة دخولك هنا بسهولة زي خروجك! انسي، وراحت زقاني وقعت ع السلم وأنا شايفة خطوات جاية ناحيتي وفقدت الوعي…

 

بدأت افتح عيني لقيتني قاعدة على كرسي وإيديه مربوطة، وفيه زي شكة في دراعي، قعدت أصرخ، قالتلي: محدش هيسمعك أنا اديتك حقنة هتسكتك خالص، أنا حذرتك بس أنتِ شوفتي وعرفتي، بس نقول إيه؟ الفضول ساعات بيكون سبب في موت البني آدم، متخافيش أوعدك إنك مش هتحسي بحاجة زي الأخ، أعرفك ده خطيبها، أصل عمي علمني هاهاها.. أصل المحل ناقص مانيكانات علشان أحط عليها الفساتين، وابقي سلميلي على ليلى.

سمر هشام

سمر هشام خريجه اعلام جامعه القاهره 2018 علاقات عامه واعلان ,رئيسة تحرير موقع شخابيط لديها العديد من الخواطر والقصص القصيره و لها مايزيد عن 500 مقالآ في عدده مواقع في مجالات عديده ,فاشون ,موضه ,جمال , صحه ,رياضه ,علم نفس
زر الذهاب إلى الأعلى