دور الإباء في تحسين نفسية الأبناء
في ظل تلك الظروف التي يعيشها العالم مع جائحة فيروس الكرورنا وتطبيق الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض، أصبح لكل شخص دور تجاه الآخر، إليكم دور الإباء في تحسين نفسية الأبناء ، مع معرفة خطوات تقليل العب والضغط النفسي عنهم، وجعلهم ينعمون بحياة صحية وحيوية.
دور الإباء في تحسين نفسية الأبناء من حيث المهام المفروضة
يجب على كل أب وأم أن يقوموا بدورهم تجاه أبنائهم باختلاف أعمارهم، فمنهم الطفل ومنهم البالغ ومنهم من هو كبير ومسؤول عن ذاته وأسرته الصغيرة، في الواقع جميعهم يحتاج في تلك الفترة الدعم من الأبوين، لأن تلك الفترة العصيبة التي تمر بها شعوب دول العالم والمجتمعات فقيرة كانت أو غنية، فجميعهم يجب الوقوف مع بعضهم البعض وتقديم السند والدعم.
على الإباء بشكل يومي الاطمئنان على الأبناء بشكل عميق، بحيث يتم الجلوس معهم أو التواصل معهم والسؤال المباشر عن أهم الأسباب التي تزعجهم في تلك الفترة، أو أسباب الضيق النفسي الذين يمرون به، وهذا لتدارك أي مسببات لتفاقم مشكلة ما في حياتهم، وخاصة إذا كانت مشكلة مادية في ظل الانهيار الاقتصادي التي تعيشه الشعوب.
وهنا يتم الحديث بعزم وقوة إرادة أنها فترة قصيرة وسوف تنتهي في القريب العاجل، لكن يجب على الجميع تقليل المصروفات والتكاليف الشهرية، وذلك لتكن في أضيق الحدود، وأن تكون الأولوية للاحتياجات الطبية والغذائية، وهذا يساعد كثيرًا في مساندة الأبناء وتحملهم لمسؤولية العائلة الواحدة القيام بمشروع منزلي مؤقت يعود عليها بالنفع، ويُفضل أن يكون ذلك الاستثمار من الموارد التي تتمتع بها الأسرة لكي يصلون لفكرة ودخل ناجح ومستمر.
بعد ذلك يجب أن يقوم الإباء بتوجيه النصيحة للأبناء بضرورة الالتزام الكامل بالحظر المفروض، واتباع كافة خطوات الوقاية من انتشار المرض، وعدم التهاون في تطبيقها، لأن ذلك يعود بالضرر وقد يساعد على انتشار المرض، ونقل العدوى.
دور الإباء في تحسين نفسية الأبناء من حيث الفوائد
تواجه معظم الأسر والعائلات الكثير من مشاعر وأحاسيس الخوف والقلق والتوتر النفسي والعصبي، وخاصة الأبناء الذين نتيجة قلة خبرتهم وعدم معرفتهم بمواجهة الأزمات، فتجدهم متخبطين ولا يعرفون كيفية مواجهة ذلك، وهنا يأتي دور الإباء من الدعم النفسي، وإدخال مشاعر الاطمئنان عليهم والراحة النفسية، من خلال احتوائهم وامتصاص نوبات الغضب والعصبية، وإخراجهم بشكل عملي من تلك الحالة، بإدخال السرور عليهم، وتسلية أوقات فراغهم في شيء مفيد ومسلي.
في تلك المرحلة تكثر الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب العصبي، ونوبات الغضب المتفاوتة في الحدة، وهنا على جميع الإباء التعامل مع أبنائهم بحكمة، وأخذ تلك الأمراض على محمل الخطر في حال لم يتم معالجتها في القريب، والاستعانة بالأطباء المتخصصين، لأنها قد تتراكم وتشعر بآثارها السلبية بعد انقضاء فترة الحظر، وفترة انتشار وباء الكورونا، لكنها تكون ذات أبعاد سيئة للغاية، وتضر بالحالة النفسية لمريضها.
يجب مراعاة والاهتمام المضاعف بالأبناء الذين يعانون مسبقًا من أمراض مثل متلازمة داون، والتوحد، أو الذين يعانون من شلل نصفي، لأن أولئك الأبطال كان لهم روتين يومي، وحياة لها معالم محددة يعيشونها، وتم تغيير جميع ذلك إلى روتين جديد وحياة بنظام مختلف تمامًا عن السابق، لذلك يجب تقديم كافة السبل من استبدال الغير ملائم لهم إلى ذلك الذي يفضلونه، وهذا لعدم الضغط عليهم أو إحساسهم بالضيق النفسي والعصبي.
المصدر: دكتور هاني عزب، دور الأسرة في إعداد القائد الصغير.