نفسية الطلاب بعد قرار تأجيل الدراسة
تتضارب الآراء بين مؤيد أو معارض للحكومات التي اتخذت بعض الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار وباء فيروس الكورونا، نناقش معكم نفسية الطلاب بعد قرار تأجيل الدراسة ، وطرق الاستفادة من تلك المرحلة التي قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للطلاب.
نفسية الطلاب بعد قرار تأجيل الدراسة من حيث الآثار الإيجابية
نجد أن أغلب الطلاب يواجهون آثار إيجابية نتيجة التنسيق المنظم بين وزارة التعليم وبين المدارس والجامعات التي استمرت في تلقي الطلاب التعليم ولكن عن بعد، وهذا لمصلحة الطلاب جميعًا، هناك طلاب عملوا على تحويل مسارهم وجهدهم الدراسي إلى أعمال جماعية تتم من على بعد وتوجه لفعل الخير ومساعدة الآخرين.
وهذا قد جعلهم في حالة نفسية أفضل، وراحة نفسية ويشعرون بسعادة غامرة عند تحقيق ذلك، وتم تنفيذ فعل الخير والأعمال الخيرية التي تفيد المجتمع، من إيصال المواد الطبية للمحتاجين إليها، أو كبار السن والعجائز الذين ينقصهم بعض المستلزمات تم توفيرها لهم.
بعض البلدان فرضت على طلابها المزيد من النشاط والحيوية والتفاعل مع المواد الدراسية في المنزل، وهذا من خلال تنفيذ بعض الأبحاث التي تشمل المنهج الدراسي كاملاً وذلك لتقييم الطلاب، واستبدلت الامتحانات العملية إلى كتابة وتصميم أبحاث ومشاريع تخرج، وعلى هذا يتم وضع درجات لتحديد مستوى الطالب.
في الجامعات كان الحال مختلف بعض الشيء، فتم عرض المحاضرات عبر الإنترنت الأون لاين، والذي يتم مناقشة الطلبة عبر مواقع التواصل و الاتصال المختلفة بين الأستاذ وطلابه، ليتم مراجعة المواد الدراسية بشكل وافي، لحين البت في تحديد موعد الامتحانات الجامعية.
نفسية الطلاب بعد قرار تأجيل الدراسة من حيث الآثار السلبية
جاءت الآثار السلبية من الطلاب المجتهدين الذين اعتادوا على الذهاب للمدارس أو الجامعات، وكان يحفهم النشاط والحيوية، وتحول كل ذلك إلى فراغ وملل، وضعف الجهد والمجهود، وهو ذلك الوضع الذي كان عامل ضغط وأثر في نفسية الطلاب، فجعلهم يشعرون بمزيد من التوتر والقلق على مستقبلهم العلمي والدراسي.
من أهم الآثار انخفاض العزيمة للتحصيل الدراسي المرتفع، وتم إظهار روح من الكسل، وعدم القدرة على التجاوب وعدم الالتزام تجاه التواصل عبر الإنترنت، وإخفاقهم في تنفيذ الواجبات المطلوبة منهم، والفشل في حلها وإتمام الإجابة عليها بشكل سليم.
للأسف الشديد لا يتوفر عند جميع الطلاب شبكة الإنترنت، أو أجهزة لوحية ورقمية خاصة بهم، وهنا تكمن السلبية، أن يستحوذ طبقة معينة من الطلاب بميزة التعليم عن بعد، والبعض الآخر من الطلاب لا يتلقون ذلك التميز، ولا يحصلون عليهم، وبالتالي فسيعود عليهم ذلك بتدني التحصيل الدراسي، وهذا خلاف حقيقتهم وأنهم طلاب مجتهدين ومتفوقين، فهذا يضر بنفسيتهم التي اعتادت على التميز، وبالتالي انخفاض درجة تقدمهم.
من أكثر الأشخاص تضرر أولئك الطلاب الذين يقضون معظم وقتهم في المدرسة أو الحضانة أو الجامعة، وأهلهم إما يكونون في أعمالهم الهامة مثل الأطباء أو يكون الآباء مغتربين للعمل، وبعد فرض الحظر أصبح على آبائهم عبء رعايتهم طوال اليوم، وقد يستحيل ذلك بسبب السفر والاغتراب أو العمل،.
وهنا أصبح رعايتهم مستحيلة طوال الوقت وتسببت توقف الدراسة عن وجود وقت فراغ طويل، كان الإباء منظمين في مواعيد ذهابهم لعملهم دون قلق حيال أولادهم وخاصة الصغار في السن، فتخلى كثير من الإباء عن وظائفهم أو استبدلوا العمل في الخارج بالعمل من المنزل، أو تم استئجار مربية للعناية بالأطفال وهو ما سبب خلل في نظام وترتيب الحياة اليومية.
المصدر: عبدالله الطراونة، مشاكل الطلاب التربوية والنفسية.
اقرأ أيضاً
طرق التغلب على الازمات النفسية العصرية