تاثير الحجر الصحي على العلاقات الاسرية
تمر أغلب البيوت في العالم بأسره بمرحلة من التخبط والخوف على المستقبل نتيجة فرض بعض القواعد والإجراءات نتيجة انتشار فيروس كورونا، إليكم مناقشة موضوعية عن تاثير الحجر الصحي على العلاقات الاسرية ، والذي يجب معرفة الأبعاد النفسية على الحياة الزوجية وكيفية تخطي ذلك.
تاثير الحجر الصحي على العلاقات الاسرية من حيث الإيجابيات
تم اكتشاف الجوانب الإيجابية في حياة الكثيرين من المتزوجين، والذين كانت مشاكل وضغوطات الحياة تأخذهم بعيدًا عن بعضهم البعض، أو أولئك الذين كانوا محاطين بكل الحب والحنان منذ البداية والحجر الصحي قرب بينهم بشكل أكبر.
هناك بعض الأزواج التي كانت علاقتهم متوترة ومتباعدة وتم تجديد عهد الحب والمودة عليهم، وظهرت تلك المشاعر المدفونة من معزة وتقدير نتيجة الخوف والقلق من تبعات انتشار فيروس الكورونا.
عندما شعرت الزوجة والزوج بمشاعر الخوف الفعلي والحقيقي على الطرف الآخر، وظهرت الأحاسيس الفعلية من مودة ورحمة، وأصبح كل طرف يتفنن في احتواء الطرف الآخر، والاهتمام به، وتقديم الرعاية بكل أنواعها إن كانت نفسية من اطمئنان وادخال السعادة والسرور، أو العينية مثل شراء المستلزمات أو تحضير أشهى المأكولات، هنا يعيش الزوجين في راحة فعليه وحقيقة، نتيجة الترابط القوي والجذاب بينهم، حتى في ظل الحجر الصحي.
من الجدير بالذكر أن الحالة النفسية السعيدة والمتفائلة هو واحد من أهم مسببات رفع قدرات الجهاز المناعي في الجسم، والذي يقاوم نقل العدوى بصورة كبيرة بخلاف الجسم الذي يعاني من ضعف المناعة.
تاثير الحجر الصحي على العلاقات الزوجية من حيث السلبيات
عند وجود نماذج إيجابية على النقيض تمامًا تم ظهور نماذج سلبية وآثار غير مرغوبة بين المتزوجين نتيجة التوتر والقلق الزائد آثر ضغط الحجر الصحي الذي تم فرضه، وتم إتاحة فرصة للأزواج لتوجيه ذلك الغضب وصبه على بعضهم البعض، أو جعلهم يواجهون بعضهم البعض بسيل من الطباع الغير حسنة أو الغير مرغوب فيها، وتم إخراج أسوء ما فيهم من صفات سيئة.
زاد على ذلك الحالة المادية المتدنية التي أصبح يعيشها العمال والموظفين وأصحاب المشاريع اليومية الحرة، وذلك لانقطاع الدخل، وعمل هذا على تفاقم وتراكم الاحتياجات الغير متوفرة، وتباعدت المسافات بين الأزواج بشكل سلبي للغاية، وتولدت حالات الانفصال، نتيجة عدم ضبط النفس والتحكم في القرارات، وعدم رغبة أي طرف بالتنازل المؤقت عن متطلباته في سبيل استمرار الحياة وانقضاء مدة الحجر المؤقت.
فصل الحجر الصحي بين الأزواج والزوجات من حيث ظهور المرض في أحد الزوجين، فتم مواجهة ذلك اجتماعيًا بحالة خوف وهلع من الطرف المريض، وتم البعد عنه كأنه وباء وآفة يجب البعد عنها، وكان هذا له آثار سلبية في صحة المريض، وبعده عن التعافي بسبب تردي حالته الصحية النفسية، ورفض أقرب المحيطين به إن كان زوج أو زوجة.
في حال المغتربين كان الحجر له عائد سلبي مقنع لعدم تمكن الطرفين من تقديم الرعاية والعناية بسبب بعدهم الجبري عن بعضهم البعض، فأصبحوا مشتتين كل طرف من الزوجين في بلد، يواجه مصيره المحتوم بمفرده، بدون وجود أي نوع من أنواع الدعم والمساندة النفسية والمعنوية.
المصدر: طارق الحبيب، فهم نفسية الزوجة.
اقرأ أيضاً:
طرق التغلب على الازمات النفسية العصرية