في صباح يوم الجمعة من أحياء القاهرة في منطقة شعبية يستيقظ ياسر على رنين هاتفه من صديقه محمد..
– إيه ياعم في إيه على الصبح؟
– ياله صحصح النهاردة هنتقابل كلنا بعد الصلاة.
– ليه هو في إيه بدري كده؟
– أنت نسيت يا ياسر النهاردة في دور شطرنج ما بينك أنت وشاكر من آخر مرة كسبك يوم الجمعة اللي فاتت!
يرد ياسر:
ياعم أهو مرة من نفسه.
– مرة إيه ياعم ياسر، أنت ناسي إحنا بنعمل في إيه وهو بيلعب علشان أنت تكسب؟
يرد ياسر بغضب: قصدك إيه؟ إني مبعرفش ألعب؟ دا أنا بعلم عليكم كلكم.
يرد محمد: خلاص ياعم ياسر ليك علينا منفتحش بقنا النهاردة والخسران يعزمنا على الغدا.
يرد ياسر: عيب عليك يا حمادة دة اللعب مبيكونش ليه طعم من غير اللي بتعملوه.
يرد محمد: خلاص ياعم نتقابل بعد الصلاة سلام.
بعد الصلاة شاكر يقابل أميرة ومي (شاكر يحب أميرة وهي متعرفش)، بعد السلامات..
– إيه رايحين على فين كده؟
ترد مي: نزلنا نجيب فطار وطلبات للبيت.
يرد شاكر: هاتوا أنا هجبلكم الطلبات السوق زحمة.
ترد مي: مش عايزين نتعبك.
يرد شاكر موجه نظره لأميرة: مفيش تعب ولا حاجة تعبكم راحة.
ترد أميرة: شكرًا يا شاكر.
جالهم شاكر بعد مدة مش طويلة..
– اتفضلوا الحاجة.
وهنا شافوا أصحابه.. ياسر ومحمد وحمدي، بدأوا يروحولهم
قال محمد: ياله ياعم الله يسهلوا، بعدها البنات مشيوا.
حمدي: ياريتنا أميرة ياعم وتجبلنا فطار.. وبدأوا يضحكوا كلهم، شاكر بيبصلهم بغضب ولسه هيرد قاطعة ياسر:
مش ياله بينا ولا إيه؟
يرد شاكر: إيه مستعجل على خسارتك؟
يرد ياسر: هنشوف.. هنروح عند مين النهاردة؟
يرد محمد: عندي طبعًا.
وصلوا عند محمد في روف فوق السطح وبدأت المنافسة بين ياسر وشاكر، كانت اللعبة في صالح شاكر إلا إن تدخل محمد وحمدي كالعادة موجهين كلامهم لشاكر:
أنت مش ناوي تقول لأميرة؟ هتفضل خايب كدا!
إلا إن شاكر موجه كل تركيزه في اللعب.
يرد حمدي: يقول إيه يا عم، دا حوار هو مش قده، هيقولها إزاي بشكله المبهدل دا؟
كان الكلام نازل زي الصاعقة على شاكر، فاق من شروده على صياح ياسر: تعيش وتاخد غيرها يا شاكر ياله الغدا عليك، رغم معرفتهم بأحوال شاكر المادية إلا إنهم أصروا على الغدا.
أحضر شاكر الغداء بآخر فلوس تبقت معه وخلص اليوم، كان شاكر يبحث عن أكثر من عمل حتى يتقدم لخطبة أميرة، بعد عناء اليوم ولم يجد عمل ذهب إلى محمد، إلى أن أتى ياسر وعلى ملامحه الفرح وبعده حمدي، تكلم ياسر وقال: أنا عندي ليكم مفاجأة.. أنا خطبت.
– يا ابن اللذينا، ألف مبروك، خطبت مين؟
رد ياسر: أنا خطبت أميرة..
ثم تحولت الفرحة إلى صدمة قوية لشاكر، وأمسك ياسر من كتفه: هو أنت مش عارف إني بحبها؟
رد ياسر: اعتبره دور شطرنج وأنت خسرته.
رد شاكر: هي مشاعري دور شطرنج؟ طالما أنت حسبتها كدة يبقى نلعب شطرنج، وسابهم ونزل..
اتصل شاكر بمي، ردت: أيوة يا شاكر، عامل إيه؟
رد شاكر: أنتي عرفتي إن ياسر خطب أميرة؟
ردت مي: آه عارفة من أول ما اتقدملها.
رد شاكر: أنتي مقولتيش ليا ليه؟ مش أنتي عارفة إني بحبها؟
ردت مي: اللي بيحب حد مش بيقدر يجرحه، وأنا مقدرتش أجرحك.
رد شاكر: إيه اللي أنتي بتقوليه دا! أنتي بتحبيني؟
ردت مي: آه بحبك من زمان بس عايزاك تفوق، أنت ولا تقدر تعيش أميرة وحتى بعد ما عرفت إني بحبك مش هتقدر تعيشني، فمن الآخر أنا دوست على قلبي، لأني عايزة أعيش في مستوى كويس، فأنت كمان دور على مصلحتك ودوس على قلبك.
بعد مرور يومان ذهب شاكر إلى مي ليعزيها في وفاة والدها
– البقاء لله يا مي.
– شكرًا يا شاكر.
بدأ شاكر في التخطيط للعب دور الشطرنج، وبما إن ياسر بدأ اللعب فالدور على شاكر.
اختفى شاكر عن أصحابه لمدة أسبوعين، وبدأ بمراقبه ياسر، خلال الأسبوعين قام باختراق الموبايل واللاب توب الخاص به وقام بتسجيل جميع مكالماته ومعرفة نظام عمله، فحصل على معلومات أن ياسر سوف يحصل على مبلغ 3 مليون جنيه كعهدة ليسلمها تاني يوم في موقع البناء الخاص بالشركة، إلى أن استلم ياسر المبلغ وذهب إلى المنزل فكان شاكر يقوم بمراقبة ياسر، خرج ياسر من المنزل ليذهب إلى أصدقاءه، فصعد شاكر من خلال شباك الحمام إلى أن وصل لغرفة ياسر وأخذ يبحث عن شنطة الفلوس حتى وجدها بداخل الدولاب، أخذها وترك ورقة مكان الشنطة ولكن كانت المفاجأة.. أتت أم ياسر على صوت داخل الغرفة قالت:
شاكر أنت بتعمل إيه هنا وإيه الشنطة دي؟
وبدأ صوتها يعلو فقام بدفعها وفر هاربًا، وعندما أتى الجيران على صوت الأم وقاموا بكسر الباب وجدوها فاقدة للوعي، قاموا بالاتصال بياسر فأتى ياسر وأخذها إلى المستشفى، نادى ياسر الدكتور وقال: طمني يا دكتور.
رد الدكتور: هي دخلت في غيبوبة سكر وفي كدمات من أثر الواقعة، أتى تليفون إلى ياسر في الساعة السابعة صباحًا: ألو أستاذ ياسر، أنا مدحت السواق، هعدي عليك أنا وأستاذ هادي مدير الحسابات ونروح على الموقع.
افتكر ياسر المبلغ الموجود بالبيت فذهب مسرعًا للبيت وفتح الدولاب ولكنه لم يجد الشنطة ووجد مكانها ورقة مكتوب فيها اعتبره دور شطرنج وكده الدور عندك.. العب بقا.
يُتبع…