من هو صاحب شخصية شرلوك هولمز الحقيقي ؟
من صاحب شخصية شرلوك هولمز الحقيقي ؟ كانت قضية أردلامونت قضية مفتوحة ومغلقة، كان سيسيل هامبرو “Cecil Hambrough” شابًا ثريًا أرستقراطيًا يبحث عن عقار في Ardlamont في اسكتلندا مع اثنين من الأصدقاء هما: ألفريد مونسون، ورجل غامض يُدعى إدوارد سكوت، وعندما بدأ صوت طلقات النار رأي العمال الرجلان يهربان من الغابة حاملين لسلاح.
وعندما سأل العمال ما حدث للسيد هامبرو ردوا بأنه أطلق النار على نفسه عن طريق الخطأ أثناء تسلق السياج، في البداية بدت الوفاة حادث مأساوي ولكن بعد أسبوعين تم اكتشاف أن القتيل كان لديه وثيقة تأمين على الحياة لصالح الزوجة وصديقه مونسون.
جوزيف بيل صاحب شخصية شرلوك هولمز الحقيقي
تم القبض على مونسون واتهامه بالقتل وفي تلك الأثناء اختفى شريكه، وفي المحكمة قررت هيئة المحلفين أنه لا يوجد أدلة كافية على القتل وتم إطلاق سراحه، كان من بين شهود الإدعاء جوزيف بيل كان جراحًا ومحقق للطب الشرعي، والذي اشتهر بملاحظاته القوية كان يدرس كل شيء وكان أحد طلابه هو آرثر كونان دويل.
التقي كونان ببيل عام 1877م في كلية الطب جامعة إدنبرة، وأصبح لاحقًا مساعدًا له مما أعطى لكونان فرصة لمراقبة مهارات الاستنتاج عند بيل فقد كان قادرًا على تمييز الاختلافات غير المحسوسة تقريبًا في لهجات المرضى، وكان أيضًا قادرًا على معرفة هل الشخص يعمل نجار أو بناء أو غير ذلك، ومن مشيته هل الشخص بحارًا أو جنديًا، وذكر كونان ذلك في مذكراته عن بيل.
فقد شدد بيل على أهمية الفحص الدقيق والاهتمام بالتفاصيل والملاحظة التجريبية للمريض، والاستنتاجات والتي جسد كونان دويل هذه الصفات في شخصية شرلوك هولمز.
ظهرت شخصية شرلوك هولمز لأول مرة في رواية دراسة في اللون القرمزي عام 1887م، بعد عشر سنوات فقط من لقاء دويل والبرفسور جوزيف بيل، وبدأت شعبية الشخصية في الانتشار على نطاق واسع وتم نشر السلسلة القصصية الأولى بمجلة ستراند عام 1891م، حتى سببت الشخصية توترًا وضغطًا على طاقة كونان الأدبية حتى أنه قتل الشخصية في رواية المشكلة الأخيرة “The Final Problem” وتم إقناعه بعد 8 سنوات بإعادة إحياء الشخصية مرة أخرى.
أبدى البرفسور جوزيف بيل اهتمامًا شديدًا بهذه المجموعة القصصية البوليسية، وقدم اقتراحاته ولكن كونان رفضها باحترام وقال أنها ليست عملية.
وبعد زيادة شعبية شرلوك هولمز زادت معها شعبية جوزيف بيل مما أدى لأن تطلب شرطة إدنبرة من بيل مساعدتهم في حل لغز الجرائم وفي عام 1888م استشارته سكوتلاند يارد (دائرة شرطة العاصمة) خلال مطاردتها لجاك السفاح، ويُقال أنه توصل لاسم المشتبه به ولكن لا يُعلن عن اسمه أبدًا.
ولكن لم يربط بيل نفسه بشرلوك هولمز وقال للصحافة: آمل أن يعرفني الناس أفضل مما يعرفوني من شخصية شرلوك هولمز. وبصرف النظر عن عقله العظيم لم يكن هناك قواسم مشتركة بين بيل والمحقق الخيالي فقد كان بيل مدمنًا للكوكايين ولا يعزف الكمان، وأعطى بيل كل الفضل لدويل وقال عنه: كنت دائمًا أعتبره من أفضل طلابي كان مهتمًا للغاية بكل شيء مرتبط بالشخصية ولم يتعب أبدًا في محاولة اكتشاف كل التفاصيل الصغيرة التي يبحث عنها.