علم النفس

الشعور بالوحدة والضيق في الحظر

الشعور بالوحدة والضيق في الحظر
تمر أغلب الشعوب في العالم بأزمة انتشار وباء فيروس كورونا، الذي ظهر منذ أشهر وبالتزامن مع ذلك قامت الدول باتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشاره، نفتح ملف الشعور بالوحدة والضيق في الحظر ، وكيف يمكن تخطي تلك المرحلة والعبور لبر الأمان.

الشعور بالوحدة والضيق في الحظر لدى الأطفال

لا يقتصر الإحساس على الكبار والبالغين بمشاعر الحزن والوحدة، بل يتخطى ذلك ليصل إلى الأطفال، والذين تم حرمانهم من مظاهر الحياة اليومية من خروج للمدارس والحضانات، وتوقف ممارسة الألعاب الرياضية وإغلاق كافة الصالات الترفيهية، وعدم خروجهم من المنزل جعل الحالة النفسية تتفاقم، وتصبح سيئة للغاية.

فبعض الأحيان ينتابهم نوبات غضب وعصبية، فيصبح من الصعب السيطرة عليهم، وذلك لأنه بداخلهم طاقة حركية كبيرة يجب التنفيس عن ذلك، بكافة الطرق الممكنة والمتاحة، وذلك بإتاحة الفرصة لهم باللعب لعب جماعية وفيها حركة كالركض والحركات الرياضية مثل الجمباز ولعب كرة السلة في فناء المنزل، أو اللعب بالدراجات الهوائية، وذلك لتخطي أوقات الحظر.

يمكن استغلال الوقت في منفعة للأطفال بأن يقوم الوالدين بالمذاكرة ومراجعة المناهج الدراسية، وتنمية المهارات المختلفة من رسم وعزف الآلات الموسيقية، والقراءة وكتابة القصص، وقد يهوى بعض الأطفال التمثيل والفنون المختلفة، وقت الفراغ الكبير الذي أصبح من أهم سمات حظر التجول قد يكون عامل بناء للنفسيات السوية المفعمة بالحيوية والنشاط.

يمكن السماح للأطفال بالتجول في أوقات خارج الحظر، ويجب اختيار أماكن ملائمة لهم وعلى الأغلب قد تكون زيارات لمجموعة من الأطفال واللعب مع بعضهم البعض، ومضي الأوقات السعيدة معهم، وذلك في محاولة لتخفيف الضغط النفسي.

أو السماح لهم بالسفر للمدن الساحلية لفترة يوم واحد، وذلك حتى يتم لهم الاستمتاع بالنزول للشواطئ، مع أخذ الاحتياطات الكاملة والتعقيم اللازم وعدم إقحامهم في تجمعات عائلية كبيرة يزيد عدد أفرادها عن 10 أشخاص.

الشعور بالوحدة والضيق في الحظر لدى الكبار

يختلف الحال لدى فئة البالغين وكبار السن الذين تعرضت حياتهم للانهيار بسبب حظر التجول، والذي كان من أهم تلك الملامح تقليل الدخل المادي من مرتبات، وبناء على ذلك تم تقليل بنود المصروفات والنفقات، وذلك حتى يتم التلاؤم مع الظروف والأحوال الاقتصادية الجديدة.

ولحين انتهاء الأزمة وعودة عجلة الإنتاج مرة أخرى للدوران، جميع تلك الظروف الفائتة وضعت رب الأسرة في ضغوطات نفسية كبيرة، وحالة نفسية صعبة للغاية يجب تجاوزها بكل قوة وإصرار، وأن تلك الأزمة ستمر بكل ما فيها، ويجب التأقلم عليها لحين الوصول لبر الأمان، ويجب معرفة أن التداعيات جميعها التي أدت إلى ذلك لم تقتصر على الأفراد والكيانات الاقتصادية الصغيرة، بل تجاوزت ذلك لتصل لحد الخسائر الاقتصادية الدولية العالمية.

على رب الأسرة التعامل بحكمة وتصرف رشيد، كأن يقوم بالتخلي عن بعض أوجه النفقات الغير ضرورية، و التوقف عن بنود المصروف الترفيهية، ويمكن أن يتم العمل من المنزل وذلك لزيادة الدخل، والتخلص من شعور الضيق الذي يصاحب تدني الحالة المادية للأسرة.

تشعر بعض الأسر بحال نفسية أصعب وهذا لتواجد مريض بداخلها والذي مع تقنين عمل العيادات والمستشفيات تحولت لحجر صحي، أصبح تلقيهم العلاج شبه مستحيل في الخارج، وتم تخصيص المنازل لتلقي العلاج لهؤلاء المرضى، وهذه مهمة صعبة على المحيطين والمقربين لهذا المريض، والذي كان على الجميع تحمل مسؤولية هذا المريض، وتوفير كافة المتطلبات الدوائية الذي يحتاجها المريض، والمستلزمات العلاجية الضرورية التي تفي بغرض الرعاية الطبية اللازمة.

المصدر: حلقة للدكتور طارق الحبيب

اقرأ أيضاً

الاعتماد على النفس في زمن الكورونا عن الصغار والكبار.. كيف تحملي نفسك؟!

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى