أساطيرقصص الرعب

شبح الدماء الأسكتلندية

بقلم محمد جمال

شبح الدماء الأسكتلندية
شبح الدماء الأسكتلندية ، يقال في بعض الثقافات أن الموت يرسل لنا علامات، و أن الشر يعلمنا بقدومه قبل أن يأتي، و يقال أيضا أن مخلوقات الشر تحاول تحذيرنا دائما، أو ربما تحاول أذيتنا وهي تستمتع فقط بالمشهد المأساوي لنا ونحن نتألم و نبكي حين يصيبنا الشر.

في غرب فرجينيا تقع غابة يسميها السكان المحليون بغابة مار، وبجوارها كذلك تقع بلدة مار، ولكن تسمية الغابة و البلد ترجع لاسم أول عائلة سكنت هناك بجوار الغابة، حينما كانت مجرد غابة مظلمة تسكنها الوحوش، ولا يقترب منها البشر.

عائلة مار كانت عائلة من المهاجرين الأسكتلنديين، الذين قرروا كمثل الكثير من الأوروبيين أن الهجرة للقارة الأمريكية ستقدم لهم حياة جديدة.

كان توماس هو الشاب البكر في العائلة والذي سرعان ما أصبح وريثها الوحيد، لذا في عام 1836 قرر أن يتزوج و يحافظ على استمرار نسل عائلته، وتزوج من فتاة مسكينة يقال أن اسمها ماري.

تزوج الشابان في الخريف، وللسكان المحليين هذه علامة على سوء القادم، فقدت ماري ستة أطفال خلال حملها المتكرر ولكنها في النهاية نجحت في ولادة طفلين ليحملا معا اسم مار.

كان العالم صعبا على توماس و ماري، وكان الفقر وحشا بشعا ينهش أجسادهما و أجساد أطفالهما النحيلة، ولكن مع ذلك لم يفقدا الأمل أبدا، وصبا كل جهودهما و قوتهما في بناء منزل صغير و مزرعة صغيرة في ظل غابة مار سيئة السمعة.

ثم خيمت عليهم الحرب الأهلية، لتحضر معها المزيد من الفقر و المرض و العذاب، حدثت الكثير من المعارك بالقرب من منزل العائلة، سرق الجنود منزلهم عدة مرات، وأعدموا الكثير من الأسرى في القلعة المقابلة لمنزلهم في نهاية الأفق ، قلعة تل بورمان، ولكن مع نهاية الحرب بدا واضحا أن الشر قرر التخلي عن عائلة مار بالأخص حينما عاد الزوج ليخبر عائلته أنه حصل على عمل جديد كحارس ليلي لبرج تول فوق نهر كاناواه.

وهكذا كان الزوج يذهب للعمل كل ليلة، بينما تهتم ماري بالمنزل و المزرعة، كانا سعيدين وقد ابتسمت لهما الحياة أخيرا، ولكن مع ذلك رفض الشر أن يتركهم لحالهم.

في عدة ليالي وقبل ساعات الصباح الأولى، كان توماس يعود لمنزله خائفا و مرتعبا، ليخبرها أنه أثناء عودته يرى شبحا أسود يركب حصانا يقف أمام الغابة، كان الشبح يمتلك جسد امرأة ولكنها متشحة تماما بالسواد، كانت تخفي وجهها بقناع قماشي، بينما عينيها تحمل ضوءا أحمر مفزعا، وكلما حاول الاقتراب منها كان حصانها يصهل في غضب قبل أن يركض ليختفي مع أول خطوط الضوء.

في ليلة الخامس من فبراير الباردة في عام 1878، كانت ماري تنتظر عودة زوجها بفارغ الصبر أمام منزلها، كان قلبها قلقا، وكان جسدها يرتعش، رؤية زوجها للفارسة السوداء لم تكن أبدا علامة على الخير، ولهذا كان القلق ينهش قلبها بلا رحمة، ولكن أثناء انتظارها استطاعت أن تسمع أصوات خطوات حصان قادمة من الطريق.

توقف الحصان و الشبح الأسود فوقه أمام بوابة منزل ماري، شعرت المرأة المسكينة بالرعب، فمشهد الشبح أمام عينيها كان مفزعا أكثر مما وصفه زوجها، شل حركتها الخوف وتحولت لتمثال صامت أمام الرعب القابع أمامها، استمر الصمت لدقائق قبل أن ينطق الشبح بصوت مرعب ومخيف

“أنا لأخبرك يا ماري مار، بأن زوجك توماس مار قد مات، عليك أن تصلي له”

ثم غادر الشبح كما جاء لتنهار بعدها ماري على الأرض باكية، وبعد ساعة يأتي إليها الخبر اليقين بلسان صديق زوجها والذي أتى ليخبرها بما حدث.

لا أحد يعلم كيف مات توماس مار، البعض يقول أن رصاصة طائشة قتلته بيد أحد الهاربين والتي جعلته يسقط في النهر فتختفي جثته للأبد، بينما يقول آخرون بأن الشبح الذي رآه توماس و ماري كان البانشي الملعونة، والتي قررت أن تلعن كل أسكتلندي هارب من وطنه، و أن توماس قد سمع ندائها للنهر و هناك أغرقته.

حتي الآن يقال بأن البانشي لا تزال تلاحق من يحملون الدم الأسكتلندي الهارب في عروقهم و أنها لن تتركهم أبدا.

مصادر :

Ireland Now

اقرأ أيضاً

بوابه الاوهام

زر الذهاب إلى الأعلى