نجيب محفوظ يروى عن إسهامات وزارة الثقافة فى قراءاته .. حكايات من زمن فات
كتبت / أسماء ابراهيم
خلال مقابلة معه في أوائل الستينات، كشف الكاتب والأديب الكبير نجيب محفوظ في كتاب “عشرة كتّاب يتحدثون” للكاتب فؤاد دوارة أنه خلال فترة عمله فى الرقابة والأعمال السينمائية تضاءلت قراءته، وكيف لعبت وزارة الثقافة دوراً كبيراً في حياته الأدبية
قال محفوظ في المقابلة: “في الواقع، لقد هزت السنوات القليلة الماضية قراءاتي بشدة، حيث العمل الرقابى ثم في السينما حيث أصبح الوقت مكتظاً بالأعمال، وبالتالي فقد تقلص زمن القراءة وربما كان للعمر والصحة دور فى ذلك أيضاً، لأنني أشكر الله أنني قرأت في وقت سابق روايات القمم العظماء مثل الحرب والسلام لتولستوي والبحث عن الزمن الضائع لبروست وتقع في ثمانية أجزاء ضخمة، ويوليسيس لجيمس جويس، وتقع في حوالي ثمانمائة صفحة وشرحها لستيوارت جيلبري في ثمانمائة صفحة أخرى”.
وأضاف: “بالمثل، كتب شكسبير وغوته قرأتها بسرور كبير، أما الآن فقد تضاءلت القراءات في كل المجالات ما عدا الأدب، وأصبح من الصعب قراءة كتاب في علم النفس على سبيل المثال، وأصبح أفضل قراءة لكتاب فلسفة بمعناه الحقيقي مقارنة بكتاب في علومها، وأفضل المسرحية على الرواية والأقصوصة على القصة وهكذا.
وتابع: “ولولا المترجمات، لكان الوضع قد تفاقم. إن ميزة مواصلة قراءتي تعود أساساً إلى المترجمات من لبنان ووزارة الثقافة. فالفضل يعود اليها فى قراءتى (بيسترنك)، آخر (سارتر)، أدب (كامي) و(همنغواي) واضرابهم، والتى قد تستغرق فى قراءتها بلغتها الأم تحتاج الى وقت و تركيز والى شهور ، على سبيل المثال، وأنت تعرف أن وقت فراغي الأول يقضيه في الكتابة، وكل ذلك على حساب القراءة، بالطبع.
اقرأ أيضاً
أحمد الفيتورى يعبر عن التحولات التي شهدتها الثقافة الليبية