أساطير

الساكن

الساكن
سعات الحياه بتختبرنا وتحطنا في مواقف يا بنكون قدها أو بتكون أكبر مننا وممكن كمان تقضي علينا عمري ما كنت اتخيل إني اتحط في التجربه دي وعلى رأي المثل الباب إللي يجيلك منه الريح سده واستريح بس أنا للأسف مسدتوش أنا اتفتحت في وشي أبواب جهنم  أنا محمود عندي 32 سنة مهندس في شركة مقاولات كبيرة أول ما بدأت اشتغل كنت ساكن مع زمايلي في شقه واحدة وبنشترك في دفع الإجار بحكم إننا مغتربين ومع مرور الأيام قررت اشوف شقة اقعد فيها وأكون براحتي من غير دوشه كل يوم دي وتكون قريبة من الشغل

دورت على النت بس ملقتش حاجة مناسبة ليا وفي يوم وانا مروح لمحت يافطة على عماره مكتوب شقه للإيجار مترددش وروحت اشوفها على طول قابلت البواب وسالتو على الشقة اللي معروضة في الإعلان قالي اتفضل لو حضرتك حابب تشوفها أنا معايا المفاتيح رديت عليه إني عايز أشوفها لقيتو نازل سلالم لتحت قالي العمارة أربع أدوار وفي الحقيقه هيه مطلعتش شقة طلعت بدروم ومتقفلة شقة وصلنا قدام الباب وعمال يفتح في الباب لغايه أما فتح وخرج كميه هوا بتراب وقالي وهوه بيكح معلش يا استاذ الشقة بقالها سنين متفتحتش قولتلو سنين! اد ايه يعني ؟ دي زي المهجورة دخل الشقة قالي هفتح لحضرتك الشباك والهوى يدخل الشقة 

وانا لسة برة عند الباب دخلت وكانت حقيقي مردومة تراب اتفرجت عليها قالي هيه عايزة تنظيف وهتبقي زي الفل الشقة عبارة عن أوضتين وصالة صغيرة وحمام ومطبخ على أدي يعني قولتلو تمام انا هأجر الشقة والموضوع ماخدش يومين وكنت في الشقة وضبت هدومي في الدولاب وغيرت بسرعة علشان ألحق الشغل وانا خارج من العمارة قابلت جاري اللي ساكن في الدور الثالث البواب كان مديني فكرة عن السكان سلمت عليه مردش عليا وبصلي بصة مفهمتهاش بصراحة ملحقتش اسالو في إيه لأني كنت مستعجل قولت ساكن جديد بقى ولسه متعرفتش على الجيران وصلت الشغل وبعد وصله من التهنئة واصرارهم إني اعزمهم عندي يوم في الشقة روحت البيت وانا هلكان من التعب اترميت على السرير لقيت فجأة باب الدولاب بيتفتح بهدوء شديد جدا

تنحت للدولاب اكدب لو قلت إني مكنتش خايف كنت مزعور لأن في حاجة جوه مش باين غير عنين حمرا كأنها طالعة  من الجحيم وصوت زمجرة كلب وخرج فجأة كلب ، كلب أسود ضخم جدا أسنانه حاميه زي الدبابيس وغرقانه دم اسود وبدون أي مقدمات هجم عليا وغرس ضوافره  في كتفي الشمال حسيت إني بتحرق من كتافي والدم اللي كان على شفايفه نزل على وشي وأخيرا صوتي قدر يطلع  وصرخت صرخة رجت البيت كله وفجأة صحيت من النوم غرقان كإن حد رمي عليا ميه وألم فظيع في كتفي اتعدلت في اعدتي بحاول افوق من الكابوس دة  قمت وقفت قدام المراية وكشفت عن كتفي وكانت صدمتي أثر ضوافر الكلب معلمه ف كتفي يعني إيه دة كان حقيقي مش كابوس أنا مبقتش فاهم حاجة قطع تفكيري صوت جرس الباب عدلت هدومي وروحت افتح لقيت راجل في عمر الخمسينات كدة

ازي حضرتك يا استاذ محمود مش محمود برضو

أيوه أنا محمود مين حضرتك

أنا جارك معتز ساكن في الدور الأول كنت حابب اتكلم معاك شوية لو انتا فاضي

اتفضل

وبداء يعرفني على نفسه

أنا معتز ساكن في الدور الأول أنا كنت أول ساكن هنا في العمارة وعرفت من سعيد البواب إن في ساكن جديد جه الشقه اللي في البدروم

معلش حضرتك إيه علاقته بالموضوع اللي حضرتك عايزني فيه

انتا لازم تسيب الشقه دي وفورا

نعم  اسيبها ازاي يعني

مش لازم تعرف أسباب وندخل في تفاصيل إحنا في غنا عنها إنت لازم تسيبها ودة لمصلحتك ولمصلحتنا إحنا كمان

انتو انتو مين

السكان هما وكيلوني إني اتكلم معاك احنا ياما عانينا من الشقه الشوم دي وجه قبلك ناس وخدوها من قصرها ومشيو

كل دا وانا بسمعه و مش عارف يقصد إيه

طيب بص حضرتك أنا مش همشي من هنا انتا جاي شقتي تطردني منها

صدقني هتندم على وجودك هنا 

ومشي بهدوء ، اعدت أسال نفسي هوه في إيه هنا امشي ليه وليه إصراره العجيب دة أما راجل مجنون صحيح .

حسيت بألم رهيب في كتفي والجرح بقى شكله غريب

نزلت اجيب أي حاجة من الصيدلية للجرح اللي في كتفي  جبت وروحت دخلت الحمام وقفت قدام المرآه وبدأت احط المُسكن على الجرح وبصيت في المرآه لقيت خيال اسود منعكس في المرآه وواقف ورايا اتخضيت ببص ورايا ملقتش حاجة بصيت تاني في المرآه لقيت وشي محروق تماما وعيني الشمال مش موجودة، مكانها اسود وطالع منها دود صغير، صرخت بعلو صوتي وخرجت من الحمام وانا حاطت أيدي على وشي

ببص على المرآه اللي في الاوضة لقيت وشي سليم ومفيش حاجة غيرت هدومي بسرعة ونزلت خرجت اتمشي لقتني فجأه بتصل بعزت  صديقي  الوحيد اللي كنا أصحاب مقربين  أما كنا في السكن الجماعي  وطلبت منه يجي يبات معايا النهاردة ووافق على طول اديتو العنوان كنت محتاج أعرف دي تهيئات ولا حقيقة روحت البيت بعد تعب تفكير في اللي حصل اعدت على الكنبة سمعت صوت همسات خارجه من اوضتي  قمت ببطء ناحية الاوضة الصوت بيوضح واحدة واحدة همسات بكلام مش مفهوم واقفت قدام الاوضة وشفت منظر خلى قلبي يتخلع من مكانة 

  نفس الكائن الاسود اللي شفتو في الحمام بس كانو تلاتة وكل واحد  جنبه كلب دة الكلب زي اللي كان في الحلم وعلى السرير في طفل صغير كانو متوزعين واحد واقف ناحية الشمال وواحد واقف ناحية اليمين والثالت واقف عند رجل الطفل في الأول كانو بيتكلمو بهمس وفجأه صوتهم بدأ يعلى ويعلى وبقى لا يحتمل، كل دا وانا واقف مصدوم وكل ما صوتهم يعلي الولد يتنفض من على السرير وسكتوا فجأه والكائن اللي واقف ناحيه رجل الولد  كان ماسك ابريق وبداء يصب على الولد مادة سوده ويقول كلام مش مفهوم وبداء الولد يتشنج ويترعش وصوتهم يعلى ويعلى وفجأة رن جرس الباب وقلبي اتخلع من مكانة من الخضة لأنهم مع رنه الجرس كلهم بصولي  وجريت ناحيه الباب المسافة ما بين الاوضة والباب حسيتها مشوارطويل فتحت الباب

عزت 

إيه يا عم ساعه على ما تفتح انتا وشك اصفر كدة ليه

تعالى تعالى نخرج

نخرج ايه مش هدخل

تعالى بس هحكيلك واحنا بره

وحكتله على كل اللي حصل من أول ما اعدت في الشقه لغايه أما جه

انتا بتهزر ولسه اعد في الشقه لم حاجتك وتعالى معايا

أنا مش همشي غير لما افهم  إيه اللي بيحصل وألاقي  حل كمان

قصدك مش هتمشي إلا وانتا على نقاله ، طب متسأل جارك اللي جالك وتفهم منه شكله عارف حاجة ومخبي

طب هنعمل ايه دلوقتي

هنروح وبكره نشوف حل في الموضوع دة

(كنت بقول في نفسي عايز أعرف أنا بس اللي بشوف دا ولا هو كمان هيشوف حاجة كنت حاسس إني اتجننت ومن كتر اللي شفته مبقتش عارف دا حلم ولا حقيقه )

ماشي يلا إيه سرحت في إيه

ها ولا حاجة يلا

طبعا دخلنا الشقة عزت قالي أنا هشغل التلفزيون 

قولتله ماشي أنا هريح شوية البيت بيتك طبعا يدوب اعدت على السرير روحت في النوم على طول مش عارف نمت أد إيه

صحيت على صوت عزت بينده عليا يصحيني  محمود يا محمود  قوم بسرعة  اصحااااااااا

ايه ايه في ايه ، اتعدلت وخرجت من الاوضة وانا مخضوض من صوته ايه يا عزت في ايه

ياعزت  دورت في الشقة ملقتوش قولت هو نزل اومال مين اللي نده عليا !

طلعت الموبايل اتصلت بيه ايه ياعم انتا روحت فين !

روحت فين ايه انتا من آخر مرة اتصلت متصلتش تاني أنا سفرت لأهلي البلد

انتا لحقت تسافر ازاي وانتا كنت لسه عندي من شوية

من شوية إيه يا محمود انتا لما اتصلت بيا علشان ابات عندك يوم قولتلك إني هسافر لأهلي

انتا بتقول ايه يعني انتا مكنتش معايا

لا مكنتش معاك هوه في ايه انتا كويس

لا اه اه كويس طب سلام  وهكلمك تاني

مش قادر أوصف اللي أنا فيه من صدمة وحيره يعني مين اللي كان معايا ودخل الشقة معايا أنا اتجننت لا أنا مش فاهم حاجة

خرجت بسرعة من الشقة وخبطت على استاذ معتز خبطت كذا مرة لغايه أما فتح

أهلا يا باشمهندس محمود

لسة هيتكلم قاطعته في الكلام الشقة فيها ايه وانا مش همشي من هنا إلا أما اعرف

قالي طيب اتفضل جوه الأول

أنا مش عايز اتفضل أنا عايز افهم إيه اللي بيحصل هنا

ممكن تهدأ علشان نعرف نتكلم

أنا هادي أهو ودخلت واعدنا

متقلقش أنا عايش لوحدي من ساعه ما بنتي توفت

البقاء لله، ممكن بقى حضرتك تفهمني

أنا حذرتك من الأول إنك تمشي وإلا هتتأذي وانتا استهترت بكلامي ايه اللي حصل

وبدأت احكيلو على كل حاجة

بص كل اللي حصلك دة حصلنا وأكتر كمان البدايه كانت لما جه واحد اسمه الشيخ عتمان وسكن في البدروم اللي انتا اعد فيه وكذا مرة نلاحظ أن بيجيلو ناس كتير وأطفال كمان كنت بشتكي للسكان من الوضع دة إنو مريب وكمية الناس اللي بتيجي وأجمعنا كلنا إن إحنا هنتكلم معاه إنو يسيب الشقة وبالفعل تاني يوم طلعت اتكلم معاه  فتحلي راجل كبير ف السن شكله كان عليه غضب ربنا عينيه الاتنين بيضه تماما وجسمه محني قالي

اتفضل يا استاذ سيدنا منتظرك جوه

سيدنا مين !هوه عارف منين إني عايز اقابلو أنا لسة مقولتش حاجة أصلا !

سيدنا سيدي وسيدك ومتكترش ف الكلام

انا مش مستوعب ومش مطمن للي بيحصل عرف منين إني عايزة لا وكمان منتظرني !!!

دخلني في اوضة كانت مُقبضة أوي مفيهاش هوا و مكتومة أوي لقيتو اعد بمنتهي الهدوء وبيشاورلي اعد قدامه ومكانش منتبهلي ولا بيبصلي

اتفضل يا استاذ معتز أنا عايزك متستغربش أنا عارف انتا جاى ليه عايزني أمشي من هنا مش كدة

العمارة مش مكان للشغل وانا على ما اعتقد إن طبيعه شغلك دا لوهنشميه شغل مكانه مش هنا  وانا والسكان اجمعنا إنك تتفضل من هنا إحنا عندنا أطفال وخايفين عليهم أنا بتكلم معاك بمنتهي الهدوء واحنا مش هنسمح بأشغال غير قانونية هنا، دي سُمعه العمارة وإلا هلجأ للقانون وساعتها أنا هيكون معايا الحق

بصراحة أنا مش عارف جبت الثقة دي كلها منين بس كان لازم أبين إني ثابت قدامه .

خلصت وصلة التهديد كنت لسه هرد قاطعني  وقالي أحب اعرفكم أنا عتمان صاحب العمارة اللي انتا اعد فيها انتا وبنتك، وفر على نفسك التهديدات دي علشان انتا مش قدي ولو شفت غضبي هتندم ألف مرة إن إتجراءت وجيت هنا ياريت تتفضل علشان اشوف اللي ورايا

اقرأ أيضاً

ساحرة مقبرة  ستيفاني

زر الذهاب إلى الأعلى