لغز جرائم قتل كابينة كيدي
11 أبريل 1981..
كابينة كيدي .. ليلة هادئة جدًا، بس على واحدة من الكباين الموجودة في كاليفورنيا، مش هتكون ليلة هادية أبدًا، دا لأن 3 أشخاص، أم، ابنها المُراهِق، وصديقته، إتضربوا ضرب وحشي لحَد ما ماتوا، بقية الأطفال كانوا نايمين بأمان وسلام في أوضة مجاورة، الضحية الرابعة.. بنتها اللي عندها 12 سنة، اختفت بدون ما تسيب أي أثر، مش هيلاقوا بقايا جُثتها غير بعد سنين طويلة.. وفي مكان مُختلِف تمامًا..
الجريمة دي كانت معروفة باسم ” جرائم قتل كابينة كيدي ” وسابِت وقتها أثر مُخيف في المُجتمَع الأمريكي، لكن إنها تفضَل حوالي 40 سنة بدون حل، دا كان غريب جدًا، ودفع كتير من الناس للاقتناع بنظرية بتقول إن الشُرطة بتحاوِل تغطي على القاتل.
تعالى بقي نبدأ من الأول.. وواحدة واحدة..
جلينا شارب، المشهورة باسم سو، أجرِت الكابينة رقم 28 من مُجمَّع كباين في كيدي بكاليفورنيا، وعايشة هناك هي وأطفالها الخمسة بقالها 5 شهور تقريبًا، سو انفصلت عن زوجها وجت تعيش هنا بهدوء بعيد عن المشاكِل، اختارِت المكان دا تحديدًا لأن دون – أخوها – عايِش قُريِّب من هنا، وهتقدر بشوية مُساعدة من الحكومة إنها تبدأ حياة جديدة في المكان دا، على الرغم من إنه نائي وبعيد عن العُمران شوية.
بعد 5 شهور بس بدأت تحِس إنها في مُجتمَع لطيف، ولادها كوِّنوا صداقات مع باقي الأطفال بسهولة، لحَد ليلة الجريمة.. سو كانت في البيت هي وأولادها ريك وجريج، ومعاهم صديقهم جاستين.. كانوا بيلعبوا في أوضتهم بهدوء، تينا.. بنت سو الصُغيَّرة كانِت برا بتتفرَّج على التليفزيون في الكابينة رقم 27 مع صديقاتها، ورجعت الساعة 10 مساءً تقريبًا.
أما جون.. ابنتها الكبير فكان مع صديقته دانا في مدينة كوينسي، في وقت متأخَّر من الليل هيرجعوا كابينة كيدي سوا، لكنهم دخلوا من باب القبو الخارجي ونزلوا القبو على طول، مش عارفين هل دا كان وقت وقوع الجريمة ولا لأ.. بس على الأرجَح لأنهم كانوا هيسمعوا اللي بيحصَل فوق، مكانوش يعرفوا إنهم هينضموا لقايمة الضحايا.
تاني يوم الصُبح، شيلا – بنت سو الكبيرة – كانت راجعة من برا، بايتة مع صحابها كالعادة، فتحت باب الكابينة ودخلِت عشان تكتشِف 3 جُثث على أرضية غُرفة المعيشة.
جُثث سو، جون، ودانا كانوا مرميين على الأرض بإهمال، الأطفال الـ 3 الباقيين كانوا في الأوضة جوا بأمان وسلام، خرجت تستنجِد بالجيران، وبمُساعدتهم خرَّجِت الأطفال الـ 3 من المكان، لكن كدا فيه حد ناقص! تينا؟ الأخت الصُغيَّرة اللي عندها 12 سنة مالهاش أي أثر.
الضحايا الـ 3 اللي كانوا في الكابينة، تعرَّضوا لتعذيب عنيف، الجُثث كانت مربوطة بشريط طبي لاصِق (بلاستر) وسلوك كهربا، إتطعنوا، إتضربوا بعُنف، وإتخنقوا لحَد ما ماتوا، الطب الشرعي أثبت إنهم إتضربوا بشاكوشين كُبار مُختلفين في الحجم عن بعض، وإن سو وجون إتطعنوا أكتر من مرة، وسو كانِت مضروبة بالنار ببندقية كبيرة، أما دانا فخنقوها بإيديهم لحَد ما ماتِت.
الباب مفتوح بطريقة طبيعية، مفيش أي علامات اقتحام، لكن بعد فحص مُكثَّف.. رجال الشُرطة لقوا بصمة على درابزين البيت الداخلي اللي ناحية الباب الخلفي، دا غير إن نور البيت كله كان مقفول أثناء التعذيب وسماعة التليفون مرفوعة.
لقوا مجموعة أسلِحة في مسرح الجريمة، زي: سكينة صُغيّرة، سكينة تقطيع لحمة، شاكوش غرقان دم، بندقية، دا غير إنهم هيلاقوا سكينة تانية مليانة دم مرمية في سلة قمامة ورا محل البقالة المحلي اللي هناك.
أثناء التحقيقات اكتشفوا حاجة مُهِمة، جاستين شاف بداية الجريمة!!
قال إنه شاف السيدة سو مع راجلين، واحد منهم بشنب وشعر طويل، وواحد شعره قصير وحالِق دقنه، جون ودانا دخلوا البيت وبدأوا يتخانقوا مع الراجلين، الموضوع بدأ يتوتَّر ويبقي عنيف أكتر، تينا دخلت الأوضة والخناقة شغَّالة، واحِد من الراجلين خد تينا وخرج بيها من الباب اللي ورا، ورجع من غيرها عشان يقتل سو، جون، ودانا.
الشُرطة مقدرتش توصَل لأي حاجة، مفيش أدلة، مفيش مُشتبه فيهم، مفيش أي حاجة، التحقيقات ضعيفة ومش بتتم باهتمام أصلًا، طريقة تعامُل الشُرطة مع الموضوع كُله كانِت غريبة جدًا.
بعد 3 سنين من الجريمة دي.. هيلاقوا جُزء من جُمجمة بشرية على بُعد 47 كيلومتر، بعدها فحصوا المنطقة كُلها، عشان يلاقوا فك بشري، وعظام بشرية تانية، الفحوص أثبتت إن دي عظام تينا.
إزاي دانا وصلِت للمكان دا؟ إزاي الجريمة دي لسَّه مالهاش حل لحَد النهاردة؟
أسئلة كتير جدًا جدًا كانت بتتطرَح، والشُرطة معندهاش إجابة واحدة ترُد بيها على الناس.