مواهـب

الجهود الذاتية تُحول قرية جبل الطير من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير
من وحي المكان والبيئة قرر شنوده عادل صاحب لـ 28 عامًا مع مجموعة من الشباب تكوين فريق الصخرة حتى يوفر لأطفال وأهل قريته  قرية جبل الطير والقرى المجاورة أماكن ثقافية بالجهود الذاتية البسيطة فقاموا بتحويل مقالب القمامة في قريتهم والقرى المجاورة لأماكن خضراء ومساحات للقراءة والتشجير ومسرح بدعم من عدد من المؤسسات والمثقفين .

حول شنوده حلمه بتوفير مكانًا خاص لاستعارة الكتب وزيارة السينما والمسرح لواقع قام بتنفيذه مع مجموعة من شباب قرية “جبل الطير ” والقرى المجاورة التابعة لمركز سمالوط في محافظة المينا،  بدأ شنوده بالبداية في القراءة للأطفال  في مجموعات صغيرة في طرقات القرية أو داخل منزله وبدأ الحلم في التوسع حتى تحول لفريق ثم مكتبة تقدم خدمات الاستعارة لأهل القرية مجانًا أو بأجر رمزي بسيط للمساعدة على استكمال أنشطة الفريق .

تتفرد شخابيط بحوار مع شنوده عادل مؤسس فريق الصخرة

عند سؤاله عن فكرة المشروع أجاب شنوده رئيس ومؤسس الفريق أنه يُحب التعامل مع الأطفال بجانب دراسته لدبلوم التربوي والفكرة بدأت منذ أكثر من ثلاث أعوام قام بتجميع الأطفال بالشارع وبدأ الحديث معهم في أشياء تخصهم مثل كيفية التعامل مع الغير وطريقة اللبس متعلقة بالسلوكيات العامة، وقراءة القصص والحكايات، بعد فترة بدأ التجمع في منزله لقراءة القصص والحكايات وجلسات التأهيل البسيطة للطفل ثم جاءت فكرة الفريق ليكون ذلك النشاط بشكل دوري .

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير

وبدأ أطفال القرية في التجمع بدؤوا ب7 أطفال وبدؤوا في حملة جمع القمامة من الشارع لتجميع القمامة التي يسهل تجميعها باليد بحيث لا تُشكل خطورة على الطفل ويتم إلقائهم خارج القرية، ويبدأ الفريق في الحديث مع الأطفال عن سبب السلوك ولماذا قاموا بهذا الفعل وأثروا عليهم وعلى القرية وهل هو فعل جيد أم لا ؟

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير

في محاولة لتوصيل فكرة ” إن الإنسان الذي تعود أن ينظف من المستحيل أن يلوث المكان مرة أخرى ” بذلك تعود الأطفال عدم إلقاء القمامة في الشارع وبالعكس بدأ الأطفال من تلقاء أنفسهم في تنظيف الشوارع وبدؤوا في تشجيع بعضهم البعض على التنظيف، تحول الفعل بعد ذلك لشيء يستمتع به الطفل .

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير
بعد نجاح الفكرة قرر الفريق التوسع فيها مع الشباب الأكبر وبدؤوا حملات لتجميع القمامة مع الشباب الأكبر عمرًا في شوارع القرية ككل، بدأت الفكرة ب7 أطفال وقبل أزمة الكورونا وصل العدد لنحو 65 طفلًا ينظفون مع الفريق الشوارع، من حملات تجميع القمامة انطلق الفريق لعدة أنشطة أخرى لخدمة أهل القرية و12 قرية المجاورة لهم .

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير
وأصبح للفريق مقرر منذ أكثر من عام ونصف في قرية جبل الطير، يضم المقرر مكتبة بها أكثر من 5000 كتاب في مختلف المجالات من الكتب الخاصة وكتب الأصدقاء وكتب تم التبرع بها للفريق من المحافظات الأخرى، وبدأ الأطفال في الوفود على المكتبة لاستعارة الكتب أو القراءة أو الاستماع إلى القصص.

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغير

توسع الفريق أيضًا ليبدأ بنشاط نادي السينما للأفلام الطويلة والأفلام القصيرة يشاهد الأطفال الأفلام ويبدؤون في عرض الآراء والأفكار حول المعروض، بجانب كل ذلك بدأ الفريق في برامج خاصة بالتنمية والفنون ومعارض الفن التشكيلي والآلات الموسيقية وعروض مسرحية، قام الفريق بعمل ” مسرح مقالب الزبالة ” المستوحى من البيئة التي يحيا فيها أهل القرية، لعمل ربط بين المسرح والبيئة من خلال تنظيف أماكن ثم تقديم بها عروضًا مسرحية أو عمل أنشطة فنية مثل تعليم الرسم والتلوين.

وتعديل السلوك، حاز أفراد الفريق على تدريبات خاصة على كيفية التعامل مع الطفل لتعديل سلوكه وإذا تطلب الأمر يتم الاستعانة باستشاري متخصص بالمجال.

وتنوعت حملات الفريق لعمل معارض الكتب المجانية لأهالي القرى يتم تجميع الكتب لعمل معرض يتم تحديد للشخص حد معين من الكتب بحيث يتم توفير الكتب لأكبر عدد من أهل القرى، أول معرض احتوى على 1000 كتاب بالجهود الذاتية تم زيارته من قبل 300 شخص.

ومن ضمن حملات الفريق المميزة حملة تشجير كانت الحديقة في الأساس مكان لإلقاء القمامة قام الفريق بتنظيفها وتم تحويلها لحديقة، بدؤوا بزراعة الأشجار ثم حملات مع الأطفال لزراعة نبات الريحان والورد وخضروات.

تعاون الفريق في هذا المجال مع المدرسة الألمانية في مدينة نصر جاءت المدرسة للقرية وتمت حملة التشجير بمئة شجرة بالقرية، بعد ذلك تم التعاون مع مؤسسة قامت بإرسال الشجر للفريق من أجل الزراعة.

الجهود الذاتية تُحول قرية "جبل الطير " من قرية معدومة لمركز ثقافي صغيربعد أزمة الكورونا بدأ الفريق بالعمل مع أعداد صغيرة من الأطفال بالشوارع لتلافي التجمعات، وبدأ الفريق إيمانًا بدوره في الدعم المجتمعي بتوعية أهل القرية عن خطورة المرض، وكيفية عمل الوقاية الشخصية وغسل الأيدي، وكيفية حماية النفس، وفي حال وجود أعراض ظاهرة كيف يتم التعامل معها في البداية مع الكبار، ثم مع الأطفال وبدأ الفريق في توزيع الكتب عليهم خاصة بالتلوين حتى يمكث الطفل في المنزل أطول فترة ممكنة، ولكن لا تزال الأنشطة متوقفة لحين عودة الفريق بقوة مرة أخرى.

بسؤاله عن العقبات: يأمل شنوده بتوفير أماكن ثقافية في المنطقة بأكملها كقصر ثقافة أو دعم للمؤسسات الثقافية وكذلك مؤسسات الدعم والعلاج النفسي وتعديل السلوك فيعتبر الفريق هو المركز الثقافي القروي البسيط المتواجد في القرى 12 التابعة لمركز سمالوط.

كما يأمل الفريق بالحصول على الدعم المادي والمعنوي من أجل الاستمرار في أنشطته المختلفة لدعم الأطفال والشباب بالمكان، ويأمل الفريق بالتواصل بشكل كبير مع مؤسسات تساهم بشكل أكبر وأوسع مع الفريق لاستمرار خدمة أهالي القرية والقرى المجاورة.

اقرأ أيضاً

مشروعات و مهرجانات ثقافية و فنية دولية عطلتها الكورونا

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى