سينما

الحقيقة خلف فيلم Don’t Breath

بقلم الكاتب محمد جمال

الحقيقة خلف فيلم Don’t Breathالحقيقة خلف فيلم Don’t Breath ، في عام 2016 أخرج لنا المخرج فيد ألفاريز فيلمه المشهور و الناجح Don’t Breath ليحصد الفيلم حوالي 157 مليون دولار في عائدات البوكس أوفيس، ويحصل كذلك على تقييمات مرتفعة في الوسط النقديّ.

كان الفيلم المشروع التالي للمخرج بعد فيلمه السيء Evil Dead ولكن على عكس فيلمه الأول قال فيد بأن Don’t Breath  سيكون أقل دموية مع إثارة أكثر و بقصة أصلية و بدون أي عوامل خارقة للطبيعة.

وهكذا سارت القصة مع ثلاثة شباب مراهقين وهم روكي و أليكس و موني والذين يعيشون كلصوص يقتحمون المنازل و يسرقون محتوياتها الثمينة، و يشاء القدر أن يقرروا سرقة رجل عجوز حيث علموا مسبقا بأن منزله يحتوي على حوالي 300 ألف دولار نقدا كتعويض أخذه بعد موت ابنته في حادثة.

يراقب الثلاثة المنزل و يعلمون بأن الرجل العجوز أعمى بسبب إصابته الناتجة عن حرب الخليج، و هكذا يظنون أنها ستكون سرقة سهلة، وهنا نجد أنفسنا كمشاهدين كارهين للسارقين و متعاطفين مع العجوز بطبيعة الحال، فهم في النهاية مجرد لصوص أوغاد يحاولون استغلال حالة رجل عجوز وحيد لسرقة التعويض المالي عن فقده ابنته الوحيدة.

ولكن سرعان ما تنقلب تلك الآية و نجد أنفسنا نتعاطف مع اللصوص و نكره الرجل العجوز، حينما يتبين لنا أنه مجرد مختل سفاح يريد ولادة ابنته المفقودة ثانية، و هكذا يبدأ في قتل اللصوص و حينما يكتشف وجود فتاة بينهم يحاول إخصابها بذريته بشكل بشع.

كانت هذه القصة باختصار و هكذا لاقى الفيلم نجاحا مبهرا و شعبية عظيمة، ولكن رغم قول المخرج بأن الفيلم قصة أصلية إلا أنني أجد نفسي أكذبه في هذه التصريح، فالفيلم إذا شاء أو أبى يمتلك العديد من التشابهات و الاقتباسات من حادثة حقيقية.

الحادثة معروفة عند عامة الناس بجرائم قتل بايرون دايفيد سميث :

في البداية سميث هو موظف متقاعد كان عمره حينها 64 عاما، لم يتزوج أبدا و كان يعيش وحيدا، على حسب تصريحاته فسميث كان قد تعرض للسرقة أكثر من مرة على مدار عدة شهور.

وفي يوم الثاني و العشرين من نوفمبر عام 2012 قاد سميث سيارته في منطقته و ركنها في باحة جاره، ليجلس مع جيرانه قليلا، وخلال ذلك اليوم اقتحم منزله الشابان و الأقرباء برادي و كايفر، حيث دخل برادي المنزل بينما انتظرت قريبته كايفر خارجا لتراقب الوضع.

حينها عاد العجوز سميث إلى المنزل بدون أن يعلم أحد، و قام بتشغيل المسجل الصوتي ليسجل كل شيء، و أزال ضوء صالته و اختبأ خلف الأريكة ثم انتظر وهو ممسك بمسدسه في صمت لمدة 12 دقيقة، حطم برادي زجاج الغرفة العليا، و دخل الغرفة و أخذ السلم نزولا إلى الصالة الرئيسية حيث يختبئ العجوز، وهنا خرج العجوز وأطلق النار على برادي مرتين ليسقط من فوق السلم، ثم ربط جسده و جره إلى القبو و أعاد تلقيم سلاحه و عاد لمكانه و انتظر.

حينما تأخر برادي دخلت كايفر بحثا عنه بينما تنادي اسمه، ثم قررت أن تأخذ السلم نزولا وهناك كان ينتظرها العجوز سميث حيث أطلق عليها النار ولكنها لم تمت، حينها اقترب منها العجوز و قال ” أنا أسف” بينما صرخت الفتاة ” يا إلهي!” قبل أن يطلق النار عليها مجددا في صدرها و في عينها اليسرى ثم ربط جسدها كما فعل مع برادي و سحبها للقبو قبل أن يطلق عليهم النار مرة أخيرة وقد سجل كل ذلك صوتيا.

في اليوم التالي قام بإبلاغ الشرطة، بعدها تم اعتقاله وبدأت محاكمته في 2014، حيث كان مخالفا للقانون و جريمة قتل أن تقتل لصا بعدما تمكنت من إصابته و التسبب في عجز له و بالتالي قتلك له بدون إبلاغ الشرطة و بدون تهديد لحياتك هو مجرد جريمة قتل أخرى، ولكن سميث لم يكن نادما على جريمته، بل كان يراها عملا بطوليا، وهكذا تمت إدانته بجريمة قتل و الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

المصدر :

wikipedia

اقرأ أيضاً

الفيلم التاريخي بين شاهين وتارانتين

زر الذهاب إلى الأعلى