لغز دماء في المطبخ
24 أكتوبر 1961.
الساعة 4:30 مساءً، كان يوم عادي في قسم شُرطة ماساتشوستس، لحَد ما التليفون رن فجأة، اللي رد عليه كان الرقيب مايكل ماكهوج، المُتصل كان سيدة لطيفة جدًا اسمها باربرا باركر، عايشة في طريق أولد بيدفورد، بعد ما مايكل رحَّب بيها، لاحِظ إن صوتها مليان قلق، وبدأ يسمعها وهي بتتكلِّم عن خوفها على واحدة من جيرانها، جوان ريتش، خصوصًا لمَّا راحِت تزورها واكتشفِت دم كتير في المطبخ، لكن جوان نفسها.. اختفت بدون ما تسيب أي أثر!
مايكل قفل المُكالمة وراح بيت جوان في خمس دقايق بس، الباب الأمامي كان مقفول، فدخل من باب جانبي.. ولقى نفسه في المطبخ، الأرض كانِت غرقانة دم، الترابيزة مقلوبة، الحامِل المعدني اللي بيتعلَّق عليه التليفون في الحيطة كان مكسور، والتليفون نفسه كان متعلَّق بطريقة غريبة على طرف سلة القمامة.
أول حاجة جت في دماغه إنه أدام حالة انتحار، لكنه دوَّر في البيت كُله على جُثة المُنتحِرة، وملقاش أي حاجة.. البيت فاضي تمامًا، فتّش المنطقة اللي حوالين البيت بحثًا عن أي دليل، لكنه برضه ملقاش حاجة، وبكدا مبقاش أدامه غير حل واحِد بس، إنه يتصل بالقسم ويطلب من القوة كُلها تيجي تساعده في البحث عن جوان في الغابات القُريّبة.
بوصول السُلطات لمكان الحادثة، المأمور ليو ألجيو طلب يقابِل الجارة اللي كلمت الشُرطة، السيدة باربرا باركر..
باركر قالت إنها شافِت جوان خارجة الساعة 2:30 مساءً تقريبًا، كانت لابسه جيبة، بلوزة، وجاكيت رمادي، وكانت ماسكة في إيدها ” حاجة ” حمرا، بس هي مكانِتش قادرة تحدِّد إيه الحاجة دي بالظبط، قالت كمان إن جوان ست مُحترمة وشريفة ودا معناه إن مفيش في حياتها أي راجل غير زوجها بس.
طبقًا لشهادتها، باركر خرجِت تشتري شوية حاجات ورجعت الساعة 4:15 مساءً، بعدها بدقايق.. بنت جوان الصُغيرة – ليليان – خرجِت في الشارع تجري وتخبَّط على بيت باربرا وقالتلها إنها مش لاقية ماما، وإنها سايبة أخوها الرضيع في سريره لوحده، باربرا خدت ليليان وديفيد أخوها الصُغيَّر وسابتهم عند جارة تانية ليهم، وبدأت تدوَّر في بيت جوان قبل ما تكلِّم الشُرطة.
المأمور فتِّش البيت بنفسه مرة تانية، وبعدها أمر يدوَّروا في المُستشفيات المحليّة، أثناء تفتيش البيت تاني لقوا آثار دم على الحيطة جنب التليفون، وعلى إطار الباب اللي بين المطبخ وأوضة السُفرة، الدم كُله كان ناشِف ما عدا كان بُقعة على الأرض، كُل العلامات بتقول حاجة واحدة بس.. فيه صراع حصل هنا، دليل التليفونات كان مفتوح على صفحة أرقام الطوارئ، بقية الظُبّاط اللي برا اكتشفوا حاجة تانية، فيه بعض الأجزاء في عربية جوان متكسَّرة، دوَّروا في الغابات كُلها باستخدام كلاب مُدرَّبة.. لكن للأسف موصلوش لأي حاجة.
أول واحِد الشُرطة شكَّت فيه كان جوز جوان، السيد مارتين ريتش، اللي كان برا المدينة في اليوم دا، طبعًا طلبوا منه يرجَع المدينة تاني، وخدوه على قسم الشُرطة، وبدأوا ياخدوا أقواله.. قال إنه خرج من بيته الساعة 6:50 صباحًا، ركب من مطار لوجان لنيويورك، وقالهم كُل حاجة حصلِت في اليوم بالتفصيل المُمِل، حتى المُكالمات التليفونية اللي إتكلِّمها، وقالهم اسم الفُندق اللي كان قاعد فيه، من الآخر.. قالهم كُل حاجة حصلِت لحَد ما كلموه الساعة 7 مساءً.
مارتين قال إن زوجته ست خجولة، وإن روتينها اليومي نادرًا ما بيتغيَّر، وإنها مُستحيل أبدًا تسيب الأطفال لوحدهم، سألوه لو يعرف سلة القمامة كان فيها إيه، قدر بغرابة يقول كُل حاجة بالظبط إلا حاجة واحدة بس، عدد أزايز البيرة الفاضية اللي كانت في السلة، بس موضوع الضرر اللي في العربية دا قال إن هو أو مراته خبطوها في يوم وهُمّا بيخرجوها من الجراج.
تاني يوم.. بلغوا مكتب التحقيقات الفيدرالية باختفاء جوان، وبعدها بـ 6 أيام عملوا مكافأة 500 دولار لأي حد يقدر يبلَّغ عن مكان جوان أو يديهم معلومات تساعِد في الوصول ليها.
لكن لحَد شهر نوفمبر.. مكانش فيه أي إجابة لأي سؤال من الأسئلة الكتير المطروحة، مكانوش قادرين يحدِّدوا هل كمية الدماء اللي لقوها في المطبخ كفاية عشان تبقى جريمة قتل، لكن واحدة من الصُحف نشرِت تقرير قالِت فيه إن كان فيه راجل غريب بيراقِب البيت قبل الحادثة، لكن الشُرطة مكانِتش قادرة تلاقي له أي أثر، ومش عارفين هل جوان أصلًا إتقتلِت ولا إتخطفِت بس، لكن الدم اللي لقوه في المطبخ كان من نفس فصيلة دم جوان، ففي احتمالية إنها جرحِت نفسها وخرجِت تدوَّر على مُساعدة.
وبسُرعة وصلِت معلومات للشُرطة عن ست تايهة شافوها ماشية في الطريق 128، أوصافها زي أوصاف جوان بالظبط، وكانت مجروحة، شافوها في نفس الوقت اللي اختفَت فيه جوان، الشُرطة فورًا بدأت تدوَّر في كُل مكان، لكن بدون أي فايدة، بنت واحدة من الجيران قالِت إنها شافت عربية غريبة في نفس اليوم اللي اختفت فيه جوان، ناس تانيين قالوا نفس المُلاحظة، قالوا إنها كانِت عربية زرقاء، بس برضه الشُرطة مقدرتش توصَل لحاجة.
مفيش تفسير واضِح لمصير جوان ريتش حتى الآن، بيقولوا إنها ماتِت على إيد مُتسلِّل، وإنه أخد جُثتها ودفنها في منطقة زراعية، ناس تانيين بيقولوا إنها زيفت كُل دا عشان تختفي بمزاجها، خصوصًا إنها كانت بتقرا كُتب عن حالات اختفاء غامضة قبل ما تختفي على طول.
وعلى الرغم من مرور السنين دي كُلها.. إلا إن مصير جوان لسَّه لُغز مالوش حل!
ممكن جداا تكون مثلت كل ده مشان تهرب مع عشيق لها او ان تم خطفها بمساعدة زوجها