ياسر سليمان.. صوتاً صاعداً يهدى روح مصر و تراثها الأصيل للعالم،ونلتقيه غداً على مسرح سيد درويش
كتبت/ أسماء ابراهيم
انطلق صوته عذباً يحيى في داخلنا حنيناً جارفاً لزمن كانت فيه الفنون هى قبلة الحياة لأرواح تعرف كيف تتذوق الجمال خلال كلمات تعبر عن الذوق الشعبي الحقيقي لشعب من أوائل الشعوب التي صنعت الفن و قدمته هدية للعالم ..
ياسر محمود السيد سليمان، من أفضل الأصوات الواعدة التي وقفت على مسرح الأوبرا لتقدم لنا أغنيات التراث الأصيل محمد رشدي، و وديع الصافي، طاير يا هوى ولامونى الناس وكعب الغزال والبيض الأمارة وقدك المياس وعالرملة وأوقاتى بتحلو في قلبي غرام وبهية.
تميز الفنان ياسر سليمان بأداء الطرب الشعبي الأصيل والأغاني التراثية، وشارك في العديد من الحفلات داخل مصر وخارجها كما أنه قام بتمثيل مصر في مهرجانات دولية كمهرجان عكاظ الذي أقيم في المملكة العربية السعودية في مدن عدة (جدة- أبها – الطائف) كما شارك في حفلات بدول عديدة مثل المكسيك، إسبانيا، تركيا، المغرب، الجزائر، العراق، دبي ومؤخرًا تم تكريمه في مدينة طرابلس – لبنان.
تخليداً لما يقدمه للجمهور شارك مع فرقة “جوهرة الشرق” بقيادة المايسترو أيمن محي الدين لتقديم الطرب الأصيل وألمع أغاني التراث التي يتفاعل معها الحاضرين ويستقبلوها بالتراحيب دوماً والتصفيق الحاد .
نقدم اليوم للقرّاء الأعزّاء حواراً حصرياً مع الفنان ياسر سليمان، بالإضافة إلى حصول “شخابيط” على حق النشر الحصرى لأخبار وحفلات الفنان الصاعد ياسر سليمان، خلال متابعات مستمرة لأحدث فاعلياته وحفلاته و أخباره ..
س/ احكى لنا كيف بدأت؟ و مراحل مشوار صعودك حتى الوصول الى حفلات الأوبرا؟
– بدأت رحلة الغناء منذ الجامعة، رغم أني تخصص كلية تجارة قسم محاسبة “أبعد ما يكون عن الموسيقى” ، إلا أن عشقي للموسيقى و انطلاقي الأول بدأ منذ الجامعة بالاشتراك في عدد من مسابقات الجامعات والتى حصلت فيها على المركز الأول ، و كورال الجامعة الرسمي، وكانت البداية بإبتهالات و أغنيات المدح الديني، ثم قدمت أغنيات الفنان عبد الوهاب و وديع الصافى و غيرهم.
– كنت أتلقى التشجيع من المحيطين من الأصدقاء و زملاء الفرق الفنية في الجامعة، يشيدون بصوتي، بالإضافة إلى أني عاشق لما أقدم، حتى الأغنيات القديمة التي نعيد إنتاجها و غنائها مرة أخرى، أشعر بها، أشعر بكلماتها تعبر عني وكأني أغنيها لنفسي و أهديها لجمهور أسعد بمتابعته لها.
س/ ارتبط صوتك فى أذهان الناس بالفنان محمد رشدي، اشمعنى أخترت محمد رشدى؟
– كنت أقوم بتقديم أغنيات الفنان محمد رشدي على مسرح الجامعة ، وكانت تلاقي قبول و استحسان كل من يسمعها، ثم أحييت حفلات في قصور الثقافة، و الفرق المركزية، عرضت أغنيات كارم محمود و محمد قنديل و الفنان عبد المطلب، وكانت المفاجأة في استقبال المستمعين لأغنية “طاير يا هوا”، وقتها أدركت مدى العلاقة الخاصة بين صوتى و أغنيات الفنان محمد رشدي، كما أني أتقن حفظ و تقديم أغنيات الفنان محمد رشدي بسرعة كبيرة، أنا بالفعل أقدم أغنيات ترتبط بمناسبات مختلفة كإحياء ذكرى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و غيرها من الفاعليات، لكن اعتقد ان ارتباطى بالفنان محمد رشدي كان أقوى، مخارج الألفاظ أكثر اتقاناً، بالإضافة إلى أن إتقاني لأغنيات الفنان محمد رشدي يؤهلنى للوصول إلى الجمهور بسرعة، و الجمهور هو الهدف الأول لأي فنان .
س/ هل لديك حماس للاتجاه للأعمال الدرامية؟ كثير من المطربين توجهوا لأعمال درامية ..
– لم أحقق ذاتى فى الغناء حتى الآن ، لم أصل إلى مرحلة الرضا أو حتى جزء منها، لما أحقق ما أحلم به فى طريق الغناء حتى اليوم، جمهوري الأكبر فى دار الأوبرا، و أشيد بأعمال درامية قدمها العديد من الفنانين و المطربين الذين أثبتوا كفاءة في الدراما على قدر ما قدموا للغناء، هذا يضيف إلى رصيدهم لدى الجمهور ويقوي روابط العلاقة بينهم، لكني أخطط لذاتي طريقاً مرحلياً يسيطر عليه الآن تحقيق ذاتي من خلال تقديم غناء يناسب أذواق الجمهور و يحترمه و يرتقي به، أكثر مما أرغب في تقديم أعمال درامية .
س/ بمناسبة الخطط المرحلية ما الذي تحلم بتقديمه للفن؟ أحلامك عايزه توصل لفين؟
– أحلم بتقديم فناً يرتقى بأذواق الناس، يحترمهم، ويقدم لهم نماذج للفن الحقيقي، لا أقصد فن كلاسيكي قديم _رغم أن له مريدين حتى الآن_ لكن فن يرتقي بأذواق الأجيال القادمة التي انفصلت عن الفن الحقيقي الذي عشقناه، المطربين العظماء من أمثال عبدالحليم حافظ و أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، استطاعوا فرض وجودهم حتى الآن، و رغم أنهم من الجيل ذاته، إلا أنهم استطاعوا تقديم أشكال متنوعة من الغناء، أصواتهم ذات ثقافة خاصة، مستقلة، كل منهم يفرض ذاتاً غنائية و فنية مميزة، لا تتشابه مع غيره، وجميعها لها رونقها و عظمتها و أسلوبها الراقي و المميز، للأسف نواجه في السنوات الأخيرة أصواتاً تشبه بعضها فى اللحن و الرسالة و الهدف و المضمون، لا تستهدف سوى عدد الـ Share و Like و Comment ، لذا صارت الأغنية تلقى استحسان الجماهير لوقت محدد “قد يقصر أو يطول” ثم تختفي مع أول ظهور لأغنية أحدث يحبها الجمهور، و التي بدورها تختفي مع ظهور غيرها، في حين أن فنوناً عظيمة وأغنيات قدمتها كوكب الشرق أم كلثوم أو موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أو العندليب الأسمر لازالت حتى يومنا هذا تفرض وجودها و مازالت تلقى مستمعيها و مريديها، و مازال لديها من الجمهور من يجد _ليس فقط في كل فنان_ بل في كل أغنية شخصية مختلفة و رسالة أقوى ، تصلح للغناء في كل العصور .
س/ ما هي أهم الأماكن اللي كنت سعيد أنك غنيت فيها؟ وهل هناك أماكن تتمنى لو أحييت فيها حفلاتك؟
– دار الأوبرا هي أكثر الأماكن أهمية على الإطلاق، الغناء في الأوبرا يشكل خصوصية لا تتوافر في مكان غيره، كأني بالغناء على مسرح الأوبرا قد درست الفن في كلياته و معاهده، مميزات دار الأوبرا أنها لازالت محافظة على رونق الفنون الحقيقية الراقية شكلاً و موضوعاً، وتحترم جماهيرها، لكن الأوبرا ليست طريقاً للشهرة، و أعتقد أنه لا وجود لمكان أتمناه أكثر من ذلك.
س/ هل نرى لك أعمالاً خاصة بالفنان ياسر سليمان قريباً؟
– قدمت بالفعل أغنيات خاصة بى، كان منها أغنية لشهر رمضان المبارك، و أخرى تنتمى للفن الشعبي، لكن دوماً كانت تلك الأغنيات ينقصها شروطاً أخرى لتحقيق النجاح، كالتسويق المناسب لها، بالإضافة إلى أنني أحرص دوماً على اختيار كلماتي و ألحانى بعناية، بما يتناسب مع طبقة صوتي، و بما أشعر به داخلي من كلمات، و بما يرتقي بأذواق الجمهور، لا أستطع أن أتلقى ألحاناً خاصة تشبه أحداً آخر، أو ألقي كلمات أغنيات لا أشعر بها داخلي ولا تعبر عني ، ببساطة لن يصدقك جمهورك إذا تصنّعت ..!
أبحث عن كلمات خاصة تبحث عني بشكل خاص، الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي جاء من الصعيد باحثاً عن الفنان محمد رشدي ليقدم له كلمات لا تليق بغيره “كان ذلك بعدما سمع الأبنودي أغنية مأذون البلد من محمد رشدي” ، الفنان الموسيقار بليغ حمدي قدم ألحاناً رائعة للفن الشعبي تغنى بها محمد رشدي و عبدالحليم حافظ، لكنها لا تشبه بعضها ولكل منها شخصيتها، رغم أن مصدرها كان ملحناً واحداً..
هذا ما أقصده بأن ” ابحث عن لحناً يشبهني” ..
للأسف الآن لا نجد ألحاناً جديدة، لا نشعر بـ “حصرية” اللحن و الأغنية و الكلمات، أحتاج من يسمع صوتي أولاً ثم يكتب ما يليق به، لا أريد كلمات جاهزة ولا استهدف قوالب تشكّل نفس الفن الذي يتشابه مع بعضه .. نحتاج للتنوع و التميز.
– أقبل دوماً وأحرص على التعاون مع ملحن أو شاعر غير مشهور و أحقق معه نجاحات كبيرة، فالأسماء اللامعة لا تثيرنى، بشرط جودة اللحن، و حصرية الكلمات التي تشبهنى، فالشاعر والملحن يجب أن يكتبوا للمطرب ما يليق به ، ذلك هو النجاح الذي أقصده، و ليست الكلمات الجاهزة التى تُقدم لأي شخص ..
المطرب ، ليس “مؤدياً” للكلمات، بل هو الواجهة الحقيقية و الإخراج النهائي لمجهود عظيم يبذله شاعر موهوب و موسيقار عظيم.
س/ ما هى آخر أعمال ومشروعاتك؟
– غداً 26 يوليو أنا بصدد تقديم حفل على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، سأقدم عدداً متنوعاً من الأغنيات، منها “عدوية”، سأقدم أغنية “ياصلاة الزين” للفنان زكرياأحمد، و عدد من أغنيات التراث المصري الأصيل .
– كما أني أعتز بكوني جزءاً من فرقة خاصة كبيرة تحمل إسم “جوهرة الشرق” بالإشتراك مع المايسترو أيمن محى ، تم تأسيسها على يد فنانون يؤمنون برسالتهم السامية، و سبق و قدمنا أعمالاً و حفلات ناجحة على مسرح مكتبة الإسكندرية و مسرح سيد درويش، و مسرح دار الأوبرا المصرية ..
اقرأ أيضاً
رئيس هيئة قصور الثقافة يفتتح 18قصراً ثقافيا