لغز اختفاء كانديس كلوثير
ليلة ٩ مارس ١٩٦٨، كانديس كلوثير اللي عندها ١٦ سنة بس خرجِت من بيتها الموجود في «٩٢١٧ شارع ليون» بفيلاديلفيا، كانِت لابسة بنطلون زيتوني، حذاء صيفي، تيشيرت أصفر، جاكيت بني بياقة فرو، كُل اللي معاها كان دولار واحِد بس، ودا كان تمن تذكرة الأوتوبيس، قالت لإيلمر وإيفيلين – والدها ووالدتها – إنها رايحة تزور حبيبها في مايفير.
لكنها موصلتش هناك!
لمَّا الكُل عرف إن كانديس مفقودة وأهلها بلَّغوا الشُرطة، المُفاجأة كانِت إنهم كانوا المُشتبه فيهم الأساسي، والشُرطة بدأت تستجوبهم، قالوا إن بنتهم كانِت مُطيعة، بتحترِم قوانين البيت، وعُمرها ما فكَّرِت أصلًا في الهروب من البيت.
مأمور الشُرطة جوزيف بيرسون أكَّد كلام الأب والأم وقال: ” البنت محبوبة في مدرستها وفي حياتها الشخصية ومعندهاش سبب يخليها تهرَب ”
وطبعًا الشُرطة استجوبت حبيبها، اللي قال إنه قلق عليها جدًا خصوصًا لمَّا إتأخرِت في الوصول لبيته.
بيرسون بسُرعة بدأ في تنظيم رحلات بحث في المنطقة، بالتعاون مع بقية رجال الشُرطة رسموا خرايط للمكان، قسِّموا الأدوار، وحطوا الخطط، خصوصًا إن الدليل الوحيد اللي عندهم هو تقرير بيقول إنها ركبت فعلًا الأوتوبيس.
بعتوا بياناتها لأكتر من ١٣ ولاية، أكتر من ١٥٠ شخص وكلب وطيَّار هليكوبتر شاركوا في البحث عنها لأيام طويلة وسط الغابات، أكتر من ١٠ آلاف منشور عليه بياناتها وصورتها إتوزَّعوا على الناس في الشارع في محاولة للوصول لأي معلومات عنها.
بعد شهر تقريبًا.. إتنين صيَّادين سمك كانوا ماشيين جنب جدول نيشاميني، وهناك.. اكتشفوا اكتشاف مُخيف، لقوا جُثة كانديس المُتحلِّلة جُزئيًا على جزيرة في الجدول، بالقُرب من شارِع وورثينجتون ميل، محطوطة في كيس قُماش أسود.
لمَّا المُحقِّقين وصلوا للمكان، لقوا حمالة الصدر الخاصّة بيها على بُعد ميلين، ودي كانت نفس حمالة الصدر اللي كانِت كانديس لابساها يوم ما اختفت.
على الرغم من دا كُله، الشُرطة كانِت عالِقة، الطب الشرعي مش قادِر يوصل لأي حاجة تقوله إيه هو سبب الوفاة، مفيش أي إصابات أو جروح في الجُثة، الشُرطة قرَّرِت الاستعانة بالجيش، اللي على الرغم من مُصادرة الكيس القُماش الأسود اللي كان فيه الجُثة، إلا إنهم موصلوش لأي حاجة، المُحقّقين استجوِبوا مئات الأشخاص، وأجروا أكتر من ١٦٠ اختبار لكشف الكذب على مُشتبه فيهم مُحتملين، إلا إن كُل دا.. موصلهمش لأي حاجة.
استمرَّت جهود الشُرطة في محاولة الوصول لقاتِل كانديس شوية، لكن في النهاية.. استسلموا، مفيش أي دليل يوصلهم لأي حاجة.
واستمرَّت القضية ضمن القضايا الباردة لحَد سنة ٢٠٠٥ تقريبًا..
لمَّا قضية كانديس ظهرِت في واحد من برامِج التليفزيون الخاصة بالجرايم الغير محلولة، فجأة.. واحدة اتصلِت بالشُرطة وقالِت لهم إن الكيس القُماش الأسود اللي لقوا فيه جُثة كانديس دا هو نفس الكيس القُماش اللي كانِت بتحُط فيه الغسيل بتاعها، وقالِت إن الكيس كان مع زوجها في الساعات القُليّلة اللي قبل اختفاء كانديس، طبقًا لكلامها.. ففي عربية كان راكِب فيها إتنين وقفت أدام بيتها في الساعات اللي قبل اختفاء كانديس، جوزها قرَّب من العربية واتكلِّم مع اللي فيها شوية، وبعدين رجع وطلب منها الكيس، وهي وافقِت.. ودي كانِت آخر مرة تشوفها فيها.
وفورًا.. المُحقّقين رجعوا للتحقيق في القضية مرة تانية بعد ظهور دليل جديد، بدأوا يدوَّروا على الشهود والمُشتبه فيهم القُدام.. وطبعًا كتير منهم كان مات، سنة ٢٠١٠.. كانوا قدروا يوصلوا لتخيُّل للي حصل في الليلة المشؤومة دي.
طبقًا لكلام السُلطات..
كانديس نزلت من بيتها عشان تزور بيت حبيبها، بس بدل ما تركَب الأوتوبيس، وافقِت تركب مع حد من معارفها في عربيته، وكان معاهم في العربية شخص تاني مجهول، أو مُمكِن يكون حد خطفها في طريقها لموقف الأوتوبيس، سواء دا حَصَل أو دا حَصَل فبعد كدا خطفوها للغابة القُريّبة.
وهناك إدوها مُخدّر سواء برضاها أو غصب عنها، وعلى ما يبدو الجرعة كانت زايدة وأدت لوفاتها، كلموا بعدها شخص تالِت – زوج الست اللي كلمت الشُرطة – وطلبوا مُساعدته في التخلُّص من الجُثة، وبعد ما حطّوها في الكيس الأسود رموه في المكان اللي الصيّادين لقوا فيه الجُثة.
الشُرطة عملوا مؤتمر صحفي أعلنوا فيه عن كُل اللي وصلوا ليه، وقالوا كمان إن كُل المُشتبه فيهم ماتوا في الفترة اللي ما بين ١٩٧٥ لـ ٢٠٠٠.
للأسف رفضوا يعلنوا عن أسمائهم.. وبالتالي مفيش بإيدينا نعرَف إذا كانوا هُمّا فعلًا اللي قتلوها ولا لأ.. أظن إن دا هيفضل لُغز للأبد!