المدينة المفقودة ..
بدأت اليوم على غير العادة بتصفح بعض المواقع على الإنترنت، وأنا أحتسي فنجان قهوتي الصباحية .. وكأن القدر اختار اليوم ليفسح لي المجال لأقص عليكم واحدة من أغرب القصص التي من الممكن أن تسمعوها ذات يوم ..!
فقد وجدت وأنا أتصفح الإنترنت موقع يُدعى “عندما يقف العالم عاجزاً”، لفت نظري الاسم الغريب للموقع، فقررت أن أتصفحه .. فوجدته موقع يتيح لأعضائه ذكر مواقف وقصص غريبة وقف العالم عاجزاً أمام تفسيرها، كانت فكرة الموقع لطيفة؛ فوجدت نفسي أطالع بعض المواقف في البداية ..
فكانت هناك سيدة تقص بأن راودها حلم غريب، فقد رأت والدها الميت يزورها في المنام وهي غير معتادة على رؤية والدها في المنام، وأخبرها بأنه جاء ليطمئن عليها لأنه لا يستطيع فهم أي شيء من أخيه ..! وتفاجأت تلك السيدة بأن عمها الذي أخبرها عنه والدها في المنام توفى في اليوم التالي!!
أما الحكاية الأغرب فقد كانت بعنوان “مارجريت” على نفس الموقع.
وكانت تلك القصة مكتوبة بلغة أجنبية ولكن الموقع قام بترجمتها إلى عدة لغات من بينهم العربية..
فكانت سيدة تقص بأنها بمجرد حملها في طفلتها الأولى بدأت تراودها الكوابيس فقد بدأت ترى سيدة تُدعى “مارجريت” تطاردها في أحلامها بشكل وحشي وتحاول أن تنتزع منها جنينها .. وأحياناً تحلم بتلك المرأة تجلس على الكرسي الهزاز بالمنزل وقد قالت أنها كانت بمجرد أن تقترب منها في المنام تصرخ بوحشية وتهجم عليها .. ثم أكملت:
“في البداية اعتقدت أنها مجرد كوابيس عادية نتيجة الضغط النفسي بسبب الحمل، ولكن تلك السيدة كانت مرعبة للغاية فكانت ذا شعر أبيض خفيف وقصير، عيناها كبيرة وسوداء ونصف وجهها الأسفل يشوهه أثار حريق تقريباً”.
مرت الأيام وولدت طفلتي “موجين” ونسيت ذلك الموضوع تماماً، وعندما أكملت طفلتي “موجين” الأربعة أعوام بدأت تخاف من أن تنام بغرفتها بمفردها .. اعتقدت في البداية أنها مخاوف أي طفل عادي بعمرها .. ولكنها بدأت تشكو من أنها تخاف من المرأة على الكرسي!
فسألتها أي امرأة وأي كرسي؟ فقالت “موجين” الكرسي الأرجوحة الذي بغرفتي.
ففهمت بأن “موجين” تقصد الكرسي الهزاز فهي كانت تحب اللعب عليه كثيراً، فقمت بنقله إلى غرفتها ..
فحاولت طمأنتها وطلبت منها أن تصف لي تلك السيدة، فقالت برعب:
“السيدة المخيفة مارجريت تنظر لي بشر من على الكرسي ووجهها مرعب وتطلب مني أن اّتي معها”.
شعرت برعب كبير جداً عندما تذكرت كوابيسي السابقة، وحذرت “موجين” من أن تذهب معها إلى أي مكان ..
ثم ذهبت إلى محل الأثاث الذي اشتريت منه ذلك الكرسي، ولحسن الحظ فإني وجدت البائع الذي باعني ذلك الكرسي .. وبعد إلحاح وضغط أخبرني بأن ذلك الكرسي مالكته الأولى تُدعى “مارجريت” وكانت تمارس طقوس شيطانية واكتشف أهل القرية بأن كل الأطفال المفقودين من القرية قدمتهم مارجريت قرباناً لشيطانها، فقاموا بإحراقها.
ذهبت إلى منزلي وأنا منهارة حرفياً مما سمعته وقبل أن أفكر في أي شيء قمت بالتخلص من ذلك الكرسي .. ولكن هل هذا سينهي اللعنة؟!
..
حاولت أن أتتبع السيدة التي قصت قصة “مارجريت” لأطمأن عليها هي وابنتها ولكن للأسف كان ذلك المنشور الوحيد منها، لعل لعنتها تكون انتهت ولهذا لم تذكر شيئاً بعد ذلك عن مارجريت ..
كان ذلك الموقع مثيراً للغاية، لا أدري كيف مرت الساعات الأولى من النهار وأنا أتصفح ذلك الموقع؟
أحمد الله بأن اليوم أجازتي وإلا كان ضاع عليّ يوماً في العمل..
وقد لفت نظري بأن هناك باب كامل يتحدث عن السحر في ذلك الموقع..
دلفت إليه من باب الفضول ليس أكثر، لكنى وجدت المواقف في ذلك الباب لا تقل في الغرابة عن باقي الموقع .. ولكن أكثر ما جذبني هو موقف كتبته سيدة مسلمة من النوبة، فقد قالت بأنها كانت تشكو من صداع دائم وكوابيس مستمرة لا تستطيع النوم بسببها، كما أنها كلما استيقظت ترى الكدمات تحتل جسدها من دون سبب!
وقد قالت أيضاً: “كنت أشعر برعب شديد من أمي دون سبب فكنت أراها بصورة مخيفة أحياناً وكأني أرى جنية وفي ليالي أغفو بجانبها فاستيقظ لأراها تنظر إلى سقف الغرفة بعين بيضاء تماماً فأصرخ فتستيقظ أمي من صراخي وتقسم أنها كانت نائمة كعادتها، وأحياناً أخرى أشعر بأنها ألد أعدائي وكنت دائماً أدخل معها في شجار عنيف دون وعيّ مني وعندما أفيق أشعر بالحزن الشديد على ما بدر مني في حقها ..
حتى جاءت ليلة دعوت فيها الله بكامل قوتي أن يخلصني مما أعاني، وفي نفس الليلة حلمت بأني أدخل مسجداً كبيراً لأجد امرأة تجلس في نهاية المسجد، وبمجرد أن رأتني قالت لي إن بداخي جن وذلك بسبب أنى أعانى من سحر قديم ..
ثم رأيتها تمسك بوعاء كبير به ماء، وقالت لي أن أقرأ سورة “الوسيلة” عليه وأضع قدمي فيه، ثم رأيت في المنام أشياء سوداء تخرج من قدمي، وعندما استيقظت جلست أفكر في معنى الحلم، فأنا أعرف جيداً بأنه ليس هناك سورة في القراّن تدعى “الوسيلة”، فقررت أن أبحث على الإنترنت عن سورة “الوسيلة”، وتفاجأت بشكل كبير عندما وجدت أن سورة المائدة تدعى سوة الوسيلة! فعلمت حينها بأنها رسالة من الله، فقمت بقراءة سورة المائدة على ماء ووضعت قدمي فيه، لكني شعرت بحركة خافتة بجانب وعاء الماء فنظرت فإذا أنا أرى ثعبان متوسط الحجم يتحرك ببطىء ويهتز بشكل مقزز .. شعرت بتشنجات من الرعب ولكن لحسن حظي أني بمجرد أن قمت برش الثعبان بذلك الماء وقع على الأرض واكتشفت بأنه مات ..
فيبدو أنه كان يعاني من جرح أدى إلى وفاته، فقد وجدته مشقوقاً بالطول ومعدته مليئة بشعر وخيوط وبعض الليف ..!
وعندما ناديت شيخ القرية أخبرني بأن ذلك الثعبان كان يحوي بداخله سحر أسود، وبموته انفك السحر، وعندما قصصت للشيخ ما كان يحدث معي أخبرني بأنه بسبب دعائي ساق الله لي مكان السحر وفكه أمامي .. وبالفعل بعد تلك الواقعة انتهت كل متاعبي!”.
..
كنت قد قررت أن أكتفي بذلك القدر في هذا الموقع، فمهما كان ما كُتب غريباً .. فليس أغرب من قصتي ولا أغرب مما حدث معي ..
ولكن عندما هممت بغلق الموقع تفاجأت بأن أحد أعضاء الموقع دعاني لمحادثة من قسم “مدن قديمة غامضة”، قبلت طلب المحادثة بدون تفكير فلا أحد يعلم كم سحرتني قصص التاريخ والمدن الأثرية، وربما يكون ذلك الشغف بالحضارات القديمة هو سبب سعدي وشقائي ولعنتي ..
في البداية أحب أن أعرفكم بنفسي أنا أدعى علاء الدين أبلغ من العمر 30 عاماً .. وبسبب شغفي الكبير اخترت أن أتخصص في الأثار فتخرجت من كلية الآداب قسم الأثار، وأنا الآن أعمل في هيئة الأثار، ولكني أستغل العطلة للذهاب إلى الصحاري والإستكشاف فأنا أحب الطبيعة بكل أشكالها وأحب أن أعبد الله في الخلوات في تلك المساحات الشاسعة ..
ولقد قطع تفكيري الصوت الذي يصدر عندما يرسل أحدهم رسالة إلكترونية .. وعندما نظرت صعقني ما رأيت، فقد رأيت … يُتبع!
اقرأ أيضًا:
قصص رعب حقيقية حدثت بالفعل يرويها أشخاص