حكاياتحكايات وأماكنمواهـب

حكايات عاشق في مجرة كونية!!

حكايات عاشق في مجرة كونية!!.. ليس كل ما يتمناه الفرد يجده، وليس كل ما يتحقق في الواقع هو بناء بدأ في الأحلام والخيال.. فهناك عناصر تبدو أقوى من الإرادة البشرية.. وهي إرادة القدر، وربما الظروف أو ردود الأفعال.

هناك الكثير من الأشياء التي تجعل الإنسان يفكر خارج إرادته.. وينظر لتلك الأحداث المفاجئة كسفينة ترتطم بصخور تتلامس مع قاعها فجأة، لتغير مسار تفكير طاقم بأكمله وربما حياة ركاب تلك السفينة بأجمعهم. فماذا يفعل الإنسان في ذلك الحين؟ أينتظر مكانه دون حراك، أم يحاول أن يجد طريق آخر نحو المجهول!!

لحظات من الأمل وسنوات من خيبة الظن!

حكايات عاشق في مجرة كونية

بدأ حياته بطريقة مختلفة، كسر روتين تلك الحياة المملة.. بدأ يرسم حياة وردية في عقله على أمل أن يجدها في واقعه.. قرر أن يكون مُبدع ومختلف في كافة المجالات.. ووضع أمامه عدة أهداف أملًا منه أن يصل إلى القليل منها إذا لم يحقق شيئا في حياته.. قرر في تلك الرحلة أن يصاحب خياله معه بكل شىء، على الرغم أن من حوله وصفه بالوحدة، المعقد.. إلى أن وصل به الحال أن اتهمه من حوله بالجنون، ولكن من منا لا يعشق مجنونًا في تلك الحياة! غير مبالي بما يحدث أو حتى ردود أفعال الآخرين.

انطلق في خطة رسم حياته المستقبلية مع حماسة غريبة.. إلى أن وصل إلى مرحلة التنفيذ. 

احذر من السقوط في فخ المحذور!!

ولقد انتظر أن يتحقق ما بداخله كثيرا.. تمر أعوام وأعوام، وتكتب بأيامها في صفحات حياته بحبر أسود داكن كلمات لن ينساها، تذكره بأنه مكانه دوما لا يتحرك.. حتى جاء ما جعله يغير نظرته ويبدأ صفحة أخرى يعتقد فيها أنه سيكون هو من سيكتب، وستكون خطوطه بلون سماء تلك الجنة الرمادية التي طالما حلم بها.

بدأ الحظ المعتاد فى أن يعترضه، سقوط وظروف تقيده من جميع الاتجاهات .. بدأ اليأس يتخلله شيئًا فشيئًا .. إلى أن أتى يومًا ذلك المرض الذى يصيب الجميع، فإما أن يكون سببًا فى مصل دائم من كل ما يصيبك أو يهد كل ما تفكر حتى فى أن تبنيه.

جنة رمادية أو جحيم أسود!

على الرغم من تساقط أحلامه كسقوط الأوراق على أرض بور فى فصل الخريف إلا أنه ذات يوم وصدفة لم يرتبها سوى القدر.. قابلها، كانت منذ الوهلة الأولى مختلفة.. سر دفين أراد أن يعرفه، لكنه قابلها أكثر من مرة دون أن يطلق القدر سهام حبها في قلبه.

ذات يوم استيقظ مبكرًا من نومه، دقت أجراسه معلنًا عن وصول ملاك الرحمة إلى تلك المدينة الممتلئة خرابًا ليعلن أنه مخلص تلك المدينة من خرابها.. بدأت تتوغل إلى أعماق قلبه أكثر وأكثر إلى أن أصبحت تعيش معه في أحلامه وخياله أكثر من واقعهما معًا.. بدأ يغير طريقه هنا، ركز فقط على أن تصبح هي هدفه الوحيد في الحياة، فيومًا بعد يوم كانت تثبت له أنها من أقل القلائل في حياته من يتفهمه جيدًا ويقدر كل ما يفعله؛ فأصبحت هي ببساطة شريان الحياة لمريض أوشك على أن تفارق روحه جسده.

وراء كل ألم عظيم حكمه ما!!

شاء القدر أن يفرقهما، ليس موت ولا مرض، وإنما ظروف فقط.. لا يعلما إذا كانت ظروف دائمة أو مؤقتة.. لقد شاء القدر أن يعلمه درسًا آخر بخلاف تلك الدروس الكثيرة التي تعلمها في حياته.. أكان ينقصه ذلك الدرس مرة أخرى؟!!

أصابه الجنون الفعلي.. شعر أن هناك روح تنقصه، أصبح مثل جسد فارغ بلا روح بدونها.. كان يريد أن يعرف فقط إجابة لسؤال من كلمة واحدة.. لماذا؟!! أمن الممكن أن تكون هناك فرصة أعظم وأقدس من تلك له؟!! أم لأنه فكر فيما لا يستحقه؟! فهو حقًا لا يستحقها، لأنه ببساطة من المستحيل أن يجتمع بشري وملاك في آن واحد.. أن يسير الآن تائه كأسد جريح يزأر من الألم وسط أحلامه، غير محدد ماذا سيفعل؟! ولكنه يرى في آخر ذلك الممر المظلم نور ضئيل يتخلله نهاية ذلك الممر.

إنه على يقين أن هناك سببًا لتلك الأحداث.. يخرج من دائرة الزمن ليفكر جيدًا بما يصيبه دائمًا من فاعل مجهول يسمى بالقدر؛ فيقرر السفر عبر الأكوان المتواجدة داخل إطار محكم ومنظم بصورة تفوق قدارت عقله.

في البداية يظن أنه يتحرك سريعًا، لم يكن يدري إنه يتحرك ببطء شديد، والسبب هو غريزة البقاء على ذكريات مميتة.. فإما أن يتركها ويسير في مكانه الصحيح نحو هدفه.. أو يظل هائمًا في دائرة زمكانية لا نهاية لها!

حكايات عاشق في مجرة كونية!!

وضع القلم للحظات، نظر من النافذة التي تطل على السماء، ثم رجع مرة أخرى وكتب آخر كلمات تلك الرسالة: “وتبقى النهاية متروكة للقدر.. وإن شعرت بأنه لن يكون لها نهاية.. لو لا أعلم نهايتها.. قولوا لها أني أعشقها وأعشق أيضًا أن أصل إلى أهدافي.. ولكن الآن هي أصبحت كل أهدافي.. قررت أن أبعد تمامًا حتى لا تصاب بأذى.. إلا أنني عندما أتحدث معها فقط أشعر بما في وجدانها من كلمات، بل عندما أعرف أنه سيكون هناك اتصال من نوع ما فقط وقتها أشعر أنني لا شيء أمامها.. وأنني أمامي الكثير والكثير لأصبح جزء صغير جدًا من نقاء قلبها الذي جعلها بالفعل ملاكًا في أرض بشرية!!”.

ضم الرسالة إلى قلبه ثم قام بحرقها وترك دخانها يتطاير في السماء، لربما يسمعه كائنًا آخر في مجرات أخرى لأنه خلا من البشر بما يسمى الشعور والخيال.

زر الذهاب إلى الأعلى