سنة ١٩٩٦.. كريستين سمارت اختفت بدون ما تسيب أثر، ولحَد النهاردة.. اختفائها لسَّه لُغز!
كان يوم لطيف من أيام سنة ١٩٩٦، كريستين سمارت «١٩ سنة»، الطالبة في جامعة ولاية كاليفورنيا، راحِت حفلة جامعية.. لكن مرجعتش منها تاني أبدًا، النهاردة.. وبعد ٢٤ سنة لسَّه مقبضوش على حد، ملقوش جُثتها، وملقوش حتى أي إجابات ترُد على أسئلة أهل وأصدقاء سمارت.
يوم ٢٤ مايو ١٩٩٦، بدأت ليلة سمارت الساعة ١٠:٣٠ مساءً، وصلِت لحفلة عيد ميلاد في منزل أخوة «غير رسمي» بالقُرب من حرم جامعة كال بولي، وبعد ٣ ساعات ونصف تقريبًا، شيريل أندرسون وتيم ديفيز، إتنين من الطُلاب اللي كانوا حاضرين الحفلة، شافوا سمارت اللي كان معروف عنها إنها سبَّاحة عظيمة وهي مُغمى عليها في حديقة الجيران، غالبًا كانِت سكرانة.
أندرسون وديفيز ساعدوها في الوقوف على رجليها مرة تانية، وساعدوها في الوصول لغُرفتها، أثناء الطريق.. انضم ليهم بول فلوريس، ديفيز.. اللي كان ساكِن في سكن خاص خارِج السكن الجامعي، سابهم قبل ما يوصلوا لغُرفتها، فلوريس وأندرسون فضلوا معاها وقالوا إنهم هيوصلوها لحَد أوضتها، بعد شوية فلوريس قال لأندرسون يروَّح هو وهو هيتولى توصيل سمارت لأوضتها، أندرسون وافِق، وقال إنه سابهم يكمِّلوا الطريق لوحدهم، قال بعد كدا في التحقيقات.. إنه شاف فلوريس حاضن وسط سمارت وهُمّا ماشيين.
من بعدها.. سمارت اختفت بدون ما تسيب أي أثر، بطاقتها، الروشتة بتاعتها، عدساتها اللاصقة، وهدومها فضلِت زي ما هي بدون ما حد يلمسها حتى، ودا لأنها مرجعتش أوضتها مرة تانية، لمَّا إتأخرِت.. جيرانها في السكن كلموا شُرطة الحرم الجامعي، الشُرطة رفضِت تحقّق في الموضوع وقالوا إن مُمكِن تكون سمارت بتقضي أجازة مكانتش مخطَّطة لها، بعد يومين.. جيرانها اتصلوا بشُرطة الحرم الجامعي تاني، وقالوا لهم إنها لسَّه مظهرتش، ساعتها.. بدأت الشُرطة تحقَّق في اختفائها.
كان طبيعي جدًا إن فلوريس يكون المُشتبه بيه الأول، خصوصًا إنه آخر شخص شافوه مع سمارت قبل ما تختفي، قصته كانت مليانة تناقُض، كان عنده عين وارمة، لكنه رفض يعترِف إنه عمل أي حاجة غلط، طبعًا زي ما قُلنا.. مكانش فيه جُثة، وبالتالي مفيش جريمة من الأساس، القضية كانِت لغز مُحيِّر فعلًا.
يوم ٢٥ مايو ٢٠٠٢، في الذكرى السادسة لاختفائها، أعلنوا وفاة سمارت رسميًا.
في ٢٠٠٥.. أهلها دينيس وستان سمارت رفعوا قضية قتل خطأ ضد بول فلوريس، لكنهم سحبوها بعد ما فلوريس رفض يجاوِب على أي اسئلة إتوجّهت ليه واستخدم التعديل الخامس للدستور عشان يدافِع عنه نفسه.
استمر البحث عن فلوريس على الرغم من إن القضية إتقفلت بشكل رسمي، فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالية، قضى أربع أيام في حفر ٣ مواقِع على مُنحدر بالقُرب من الحرم الجامعي في كال بولي، قالوا إنهم اختاروا المكان دا تحديدًا بناءً على أنشطة وحدة كلاب مُدرَّبة على تعقُّب والبحث عن روائح التحلُّل البشري، لكنهم للأسف ملقوش أي حاجة هناك.
سنة ٢٠١٤.. شخص مجهول اتصل بالشُرطة وقالهم إن سمارت مدفونة في صبّة اسمنت غريبة وغامضة موجودة في بيت من بيوت أسرة فلوريس، صحفي جرايم وشُرطي مُتقاعِد وكلب بوليسي تعاونوا سوا على كشف الجريمة، وفعلًا خدوا إذن من واحِد من الجيران، وفعلًا في الفترة اللي ما بين ٢ يونيو و١ أغسطس قدر باستر – الكلب البوليسي – إنه يشم ريحة بقايا بشرية ورا بيت آل فلوريس، وبلَّغوا الشُرطة فعلًا.. لكن لحَد النهاردة لا حد أصدر أمر بحفر الصبة الخرسانية دي ولا حتى أمر باعتقال أي حد من آل فلوريس.
مصدر مجهول «رفض ذكر اسمه» لكنه تعامل مع القضية كويِّس وعارِف كُل تفاصيلها قال: ” فلوريس فعلًا وصَّل كريستين لأوضتها، فلوريس مش قاتِل بدم بارد، لأ.. هو كان مُتحرِّش والبنت فاقدة الوعي ودي فرصة حلوه بالنسبة للي زيه، سمارت فاقِت وكان فيه صراع، وبطريقةٍ ما ماتِت في إيده، فلوريس حس بالخوف وقرَّر يتخلَّص من الجُثة، ورمي جُثتها في حاوية كبيرة مليانة قمامة، عربية القمامة وصلِت الساعة ٧:٣٠ صباحًا ونقلِت الجُثة – بدون ما يعرفوا بوجودها – لمكب النفايات ”
لكن دي مُجرَّد نظرية محدِّش قادِر يثبتها، ولحَد النهاردة محدِّش عارِف سمارت راحِت فين، ولا جُثتها فين، ولا حتى مين اللي قتلها، عشان كدا قضية اختفاء سمارت تستحِق تكون معانا في حقل الألغاز بتاعنا.